اكد المجتمع الدولي بما فيه الولاياتالمتحدة دعمه ل"خطة المصالحة" مع طالبان التي اعدها الرئيس الأفغاني حامد قرضاي. ونص البيان الختامي للمؤتمر الدولي المنعقد في كابول أمس علي دعم هدف الرئيس الأفغاني تولي قوات بلاده لمسئولية الأمن في أفغانستان بحلول نهاية 2014. كما أكد البيان ضرورة مرور نصف المساعدات الدولية المخصصة لأفغانستان والمقدرة بمليارات الدولارات عبر ميزانية الحكومة الأفغانية. واتفقت وفود أكثر من 60 دولة علي أن تتسلم القوات الأفغانية المهام الأمنية في كل الأقاليم بنهاية عام 2014 بما يسمح برفع العبء عن القوات الاجنبية في بعض المناطق بنهاية العام الحالي. من جهته اعتبر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن سحب القوات من أفغانستان بحلول عام 2014 قابل للتنفيذ. وقال كاميرون لإذاعة (إن.بي.آر) في واشنطن "أعتقد أنه واقعي..ندرب الجيش الأفغاني شهرا بعد شهر وهذا يسير بدقة." وكانت الوفود الأجنبية قد التقت امس في كابول لبحث مستقبل افغانستان وسط إجراءات أمنية مشددة تمكن مسلحون مع ذلك من اختراقها حيث أمكن سماع دوي انفجارات قبل ساعات قليلة من وصول بعض الوفود الرفيعة. ويسجل المؤتمر الذي عقد في قاعة كبري داخل وزارة الخارجية الافغانية، محطة جديدة في المسار البطيء لاستقلالية الحكومة الافغانية عن الشركاء الأجانب. وكان الرئيس الأفغاني قد أكد في خطابه أمام المؤتمر أن بلاده"مصرة" علي تحمل مسئولية الأمن بحلول عام 2014 داعيا الي منح كابول سيطرة أكبر علي 13 مليار دولار مخصصة للتنمية، دون ان يطلب مزيدا من الاموال. وعرضت الحكومة الافغانية في المؤتمر رؤية موسعة تشمل تعهدات لشعبها وللمجتمع الدولي في خمسة مجالات هي التمويل والقانون ورشاد الحكم والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والسلام والمصالحة والامن والعلاقات الدولية. ورغم الاجماع الغربي علي ان دعم حكومة كابول هو السبيل الوحيد لإنهاء التواجد الأجنبي في أفغانستان الا انه توجد شكوك حول قدرة الحكومة الافغانية علي ان تدير بشكل سليم مليارات الدولارات المخصصة للتنمية. ورغم المخاوف المتعلقة بتفشي الفساد، أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية من جهتها ان "العملية الانتقالية مهمة للغاية بما لا يسمح بتأجيلها الي أجل غير مسمي" في ضوء تلك المخاوف. وحثت كلينتون أفغانستان وشركاءها الدوليين علي مضاعفة الجهود لاعادة بناء الدولة حتي ينجحوا في حربهم ضد طالبان. وقالت كلينتون ان الموعد الذي حدده الرئيس باراك أوباما لبدء سحب القوات الامريكية يبرز أهمية نقل مزيد من المسئوليات الامنية لحكومة الرئيس الأفغاني. واضافت "ان هذا الموعد هو بداية مرحلة جديدة وليس نهاية تدخلنا". وشددت "ليس لدينا اي نية في التخلي عن مهمتنا الطويلة الامد الهادفة الي قيام افغانستان مستقرة، آمنة وسلمية". واكدت واشنطن علي الدوام حتي الان ان بدء انسحاب القوات الدولية منتصف 2011 مشروط بالوضع العسكري علي الارض. وأكدت كلينتون ان تحقيق ذلك "لن يكون سهلا"، قائلة انه بعد تسع سنوات من الحرب يتساءل الأمريكيون وشعوب دول التحالف ما اذا كان النجاح ممكنا في هذه الحرب وما اذا كنا نستطيع تحقيقه". واشارت كلينتون ايضا الي "تقدم ايجابي" في عملية استيعاب "المتمردين المستعدين للسلام" وهي خطة كانت الولاياتالمتحدة حذرة بشأنها لفترة طويلة قبل ان تنضم اليها تدريجيا. من جهته تعهد السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون بأنه شخصيا والمنظمة الدولية ستبقي علي دعمها للشعب الأفغاني. من جانبه اعلن سكرتير عام حلف الاطلنطي اندرس فوج راسموسن ان القوات الدولية ستبقي في افغانستان بعد الفترة الانتقالية التي تهدف الي تسليم الجيش والشرطة الافغانيين مسئولية الامن، قائلا "ان المرحلة الانتقالية ستجري بصورة تدريجية علي اساس دراسة الوضع السياسي والامني". وكان سكرتير عام الأممالمتحدة ووزيرا خارجية السويد كارل بيات والدنمارك لين اسبرسن قد اضطروا الي تأخير وصولهم الي كابول بعد ان كان مقررا فجر امس بسبب اطلاق صواريخ قرب المطار. ورغم الإجراءات الأمنية المشددة في كابول لتأمين المؤتمر الذي يعد أكبر حدث من نوعه في أفغانستان منذ ما يزيد علي ثلاثة عقود، سمع دوي أربعة انفجارات قوية علي الأقل علي بعد أمتار من مقر انعقاد المؤتمر. من جانبه أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ان بلاده ستشطب 12 مليار دولار ديونا مستحقة علي أفغانستان، كما تعهد نظيره الباكستاني شاه محمود قرشي ببذل كل الجهود لمكافحة التمرد المتمركز علي طول حدودها مع أفغانستان.