تعيش قصور الثقافة بمحافظة أسيوط عصراً من الإهمال واللامبالاة.. فقد تحولت معظمها إلي مبان وشقق مهجورة بعد أن قاطعها أبناء المحافظة رافضين ما وصلت إليه هذه الأماكن رغم أن أهميتها لا تقل أهمية عن دور العبادة لما تقدمه من وعظ وتهذيب للشباب.. "الأخبار" قامت بزيارة لقصور الثقافة وكشفت الإهمال الذي تعرضت له هذه القصور وصعقت بالأوضاع التي وصلت اليها ورصدت اوجه القصور العديدة.. البداية كانت في قصر ثقافة أحمد بهاء الدين بالوليدية الذي يعتبر قصر الثقافة الأول حالياً لمحافظة بعد ان دخل قصر ثقافة اسيوط عملية احلال وتجديد منذ أكثر من عام ونصف العام.. وتبين أن مكتبة الطفل الموجودة به مغلقة وأكد مسئولو المركز أن السبب هو غياب المسئول عنها الذي يحتفظ بمفاتيحها، وأضافوا أن المكتبة العامة الاخري مغلقة لقيام المسئول عنها بإجازة اعتيادية واحتفاظه هو الآخر بمفاتيحها. واعربت الطفلة فاطمة جمعة عن استيائها لغلق المكتبة وأكدت أنها أتت هي وأسرتها خصيصاً لزيارة المكتبة وفوجئت بأنها مغلقة. وأضافت الدكتورة اسماء عبد المعز التي تصادف وجودها بقصر الشباب أن ما يحدث في قصر ثقافة الوليدية يعتبر اهمالا بما تحمله الكلمة من معان فأنا اتيت للقصر للاطلاع علي بعض المراجع الموجودة بالمكتبة العامة حيث انني أقوم بإعداد دراسات عليا وفوجئت بأنها مغلقة ولا أعلم كيف يكون هناك خلل في نظام قصر ثقافة يجدر عليه بأن يعلم رواده النظام. كما توقفت أعمال التدريب بنشاط التفصيل والتطريز وأكدت المسئولة عن النشاط أنه ناتج عن عدم تواجد الماكينات والوسائل المساعدة لعملية التدريب كونها مشونة بمخازن قصر ثقافة أسيوطالجديدة.وفي قسم الأشغال الفنية أكدت فريدة محمد مصطفي مسئولة النشاط أنها تقوم بالتدريب بمكتبها الإداري لعدم وجود قاعة مخصصة أو حجرة تدريب لهذه الأعمال.كما وجد قصور في أجهزة إطفاء ذاتي بقاعة الأنشطة ولم تقدم مسئولة المركز خطة الحماية المدنية معتمدة للوقاية من مخاطر الحريق والطوارئ، كذلك تشوين مخزونات من أدوات وكراتين خاصة ومنتجات فنية بطريقة عشوائية بجزء من قاعة الأنشطة، وتخزين بعض الكتب أمام دورات المياه بالمبني، كما وجدت تشوينات من أخشاب وأقمشة باليه وغير آمنة وبقايا مواد بناء بالإضافة لسوء حالة النظافة مما يهدد المبني لمخاطر الحريق جراء هذه التشوينات العشوائية، كما توجد سيارة رقم270/24حكومة بدون سائق ويشتبه في صلاحيتها. ولم تكن بقية قصور الثقافة في المراكز أحسن حالاً من قصر أحمد بهاء الدين فهناك قصر ثقافة ديروط الذي تم تجديده في عام2008تبين ان المسرح المكشوف الموجود به لا يؤدي أنشطة لعدم وجود ميزانية، وتوقف الأنشطة بنادي المرأة لعدم وجود قاعة خاصة لاحتواء النشاط والماكينات. وفي قصر ثقافة القوصية المكون من شقتين سكنيتين بالمساكن الشعبية بشارع جمال عبدالناصر وجدنا أنه يحتاج إلي تطوير وصيانة لأجهزته كما تلاحظ عدم صلاحية دورات المياه له داخل المبني، وغياب بعض العاملين دون اتخاذ الإجراءات القانونية المنوطة بذلك بالدفتر المالي. وفي قصر ثقافة أبوتيج توقف النشاط بنادي الطفل والمكتبة، واكد مدير القصر أن الأنشطة بالفترة المسائية فقط، كما تلاحظ وجود توقيع لموظفة بدفتر الحضور والانصراف وغير متواجدة. وفي قصر ثقافة مدينة الغنايم الذي تم انشاؤه عام 1990م وجدت به قاعة تكنولوجيا المعلومات بها 12جهاز كمبيوتر عاطل علي الرغم من وجود أجهزة جديدة داخل الكراتين، ولم يتم تشغيلها دون ابداء الأسباب. كما يفتقر قصر ثقافة دير الجنادلة بالغنايم لوجود أجهزة حاسب آلي علي الرغم من تكرار طلب الشباب لهذا النشاط لتنمية قدراتهم الذهنية.