»هذه شهادتي للتاريخ.. وعلي المزايدين أن يمتنعوا وليمت كمداً.. كل من أراد ويريد بالصحف القومية وبرسالتها ودورها شراً« السبت: فوجئت بتليفون في مكتبي من موظف الاستعلامات يقول لي فيه ان شخصاً لديه أمر خطير طلب أن يعرضه عليك أنت فقط!.. رحبت بالرجل، كان شاباً في أواخر الثلاثينيات، يرتدي جلباباً، لهجته صعيدية، قال: انا لدي سر خطير.. وأنا رجEProxy-Connection:keep-aliveCache-Control:max-age=0مثقف وحاصل علي الدبلوم.. وهذا »سي دي« عليه كشف أثري مهم.. مقبرة ملكية. ردد: »مقبرة ملكية« أكثر من مرة وشدد علي مخارج الألفاظ وقال أعتقد أنك بالذات تدرج يعني إيه مقبرة ملكية. سألته: والمطلوب؟ أولاً أريد من صديقك د.زاهي حواس أن يعطيني مكافأة تليق بالكشف عن مقبرة أثرية »حته واحده«! واشترط الرجل ألا تقل المكافأة عن مائة ألف جنيه، لأنه سيقود رجال الآثار إلي مقبرة أثرية اكتشفها مع آخرين، وهو ما يعني أن حياته ستكون علي كف عفريت وهو يريد ما يؤمن به حياته، وحياة أطفاله. وفشلت كل محاولاتي لمعرفة مكان المقبرة التي يدعي انه عثر عليها، كل ما رأيته فيلما مدته ثلاث دقائق تم تصويره بكاميرا موبايل تظهر تماثيل فرعونية ولكن ما استوقفني أنها كانت تماثيل شبيهة بالتي أراها في خان الخليلي.. ألوان زاهية، براقة، ليست فيها عفوية الفن. ولم أصل الي حل وسط مع الرجل بحيث تضع الدولة يدها علي الكشف الأثري، اذا كان حقيقياً، وفي نفس الوقت يحصل الرجل علي المكافأة المجزية. مرت اسابيع وقرأت خبر القبض علي عصابة للتنقيب عن الآثار، وشاهدت صوراً لأفراد العصابة كان من بينها هذا الرجل. التنقيب غير الشرعي عن الآثار أصبح هوساً، أصاب كل الحالمين بالثراء السريع قطعة أثرية واحدة قد تؤمن مستقبلك ومستقبل أولادك.. وهي في النهاية ليست مثل تجارة المخدرات أو الهيروين أو الكوكايين التي قد تذهب بك الي حبل المشنقة.. بل ان بعض المشايخ لا يحرمونها!. مذبحة أتوبيس المقاولون العرب في جوهرها تنقيب عن الآثار انتهي بكارثة، 6 فقدوا أرواحهم ومثلهم في المستشفي ومنفذ العملية تحول من شخص يعول أسرته ولديه الحد الذي يكفل له حياة كريمة، الي مجرم قاتل في انتظار حبل المشنقة. الأمر ليس مجرد حالات فردية، فهناك قري في الصعيد وفي القاهرة والاسكندرية يتم فيها التنقيب عن الآثار تحت البيوت، وينتهي الامر بمآسي، بسقوط البيت علي من فيه، واحياناً تنهال الحفرة وتتحول الي مقبرة للحالمين. ولأنه عالم سري، فلا مكان فيه الا للنصابين والدجالين الذين يدعون مقدرتهم علي معرفة وجود آثار في باطن الأرض من عدمه عن طريق تسخير الجان. أحد معارفي اتصل بي وقال لي ان شخصاً عرض عليه عدة حبات من الذهب الفرعوني الخالص وقال له انه سوف يبيعها له بثمن بخس، واذا اراد سوف يبيعه كل الكنز الذي عثر عليه.. وقال ان الحبات التي عثر عليها كانت ذهباً حقيقياً!!. ونصحته بالابتعاد تماماً عن هذا الطريق الذي لا يرتضيه دين ولا اخلاق، ويجرمه القانون، ولم تمر عدة ايام الا وقرأت خبر القبض علي تشكيل عصابي يستغل هوس الناس بالاتجار في الآثار عن طريق خداعهم بالعثور علي كنز ذهبي.. وتكون الحقيقة ان حبة واحدة تكون ذهباً والباقي قشرة. طماع ونصاب زاهي حواس قال لي انه منذ أن تولي أمانة المجلس الأعلي للآثار تلقي اكثر من ألف بلاغ بالعثور علي آثار تبين انها جميعاً غير حقيقية.. ولا سبيل للكشف عن مقبرة ملكية الا من خلال بعثات أثرية.. والأخطر من كل ذلك الأقاويل والاشاعات التي يرددها البعض عن الزئبق الأحمر وان الجرام منه بملايين وأنه يوجد في رقبة المومياء.. كل هذا مجرد أقاويل يرددها النصابون من أجل الايقاع بالجهلة. أحد هؤلاء، وكان بالمناسبة أميراً عربياً، طلب وساطة أحد زملاء د.زاهي حواس لكي يدبر له عدة جرامات من الزئبق الأحمر لكي يستخدمه في علاج والدته!. عالم تجارة الآثار، خطير، ومغر بالنسبة لأصحاب النفوس الضعيفة، ورغم ان القانون شدد العقوبة مؤخراً، كما ضاعف المجلس الأعلي للآثار مكافأة الابلاغ عن أثر حقيقي رغم كل هذا فنحن أمام عالم سري تحكمه مافيا وأسماء كبيرة يعادل في قوته وجبروته عالم المخدرات ولكن لن يكون العلاج بإباحة بيع وتجارة الآثار علي طريقة ان الممنوع مرغوب!. محور صفط اللبن الأحد: أيام ونحتفل بافتتاح محور مروري جديد هو محور صفط اللبن.. وهو مشروع ضخم من حيث تكلفته، ومن حيث انشاءاته، ومن حيث انه اول محور بهذا الحجم مكون من دورين فوق بعضهما البعض. وحتي يحقق المحور الغرض من انشائه فإنني انبه الي عدة ملاحظات اتوجه بها الي م.سيد عبدالعزيز محافظ الجيزة. من المتوقع ان يجتذب المحور كثافات مرورية من محور 62 يوليو ومن طريق مصر اسكندرية الصحراوي تتجه مباشرة إما الي شارعي فيصل والهرم، او الي مناطق بين السرايات وجامعة القاهرة والدقي.. هذه الكثافات الاضافية كيف سيتم التعامل معها في الوقت الذي يعاني فيه التقاء نهاية شارع التحرير مع شارع السودان من حالة شلل مروري، تسببت فيها امبراطورية الميكروباصات التي تعمل ليل نهار بدون رادع رغم انها علي بعد خطوات من الادارة الرئيسية لمرور الجيزة.. نفس الكثافة ستكون في انتظار قائدي السيارات امام محطة مترو جامعة القاهرة، والسبب فيها ايضاً الميكروباصات التي تقف في عرض الطريق لتلتقط الزبائن لحظة خروجهم من المترو.. كيف سيكون الحال وأحد منازل المحور تصب بجوار المحطة؟ شيء آخر اتوجه به الي محافظ الجيزة، وحسب معلوماتي عنه هو يرحب بالنقد، ويستمع لكل الآراء، ويري فيها اضافة.. هناك عدة شوارع سوف تزيد عليها الكثافات المرورية، ولابد من توجيه المزيد من الخدمات المرورية عليها، اضافة الي تكثيف جهود هيئة نظافة الجيزة علي مدار اليوم، فشوارع التحرير والسودان والانصار وابوقتاده وبين السرايات، يجب ان تكون براقة فلا يليق ان يدخل الزائر لمحافظة الجيزة أو يغادرها وهو يري مقالب القمامة وأكياس الزبالة ملقاة في عارضة الطريق. سلامتك الإثنين: لا أعتقد أنني قد فوت لقاء تليفزيونيا حل عليه ضيفاً، ودائماً كنت اسعي لحضور اية ندوة سيتحدث فيها، او يكون موضوعها عن احد تجلياته.. كان آخر هذه اللقاءات، حواره مع الصديق العزيز خيري رمضان علي الهواء في »مصر النهارده«. استشعرت منذ اللحظة الأولي للقاء، كما استشعر كل من تابع، وكما وصف هو ما حدث بعبقريته الابداعية في يوميات الأخبار ان هناك امرا غير طبيعي عند الأديب الكبير جمال الغيطاني. اديبنا الكبير أجري جراحة قلب مفتوح عام 6991 في مركز كليفلاند، والواضح انه في حاجة الي جراحة جديدة لاصلاح ما افسده الدهر، وضغوط الحياة ومهنة الصحافة. ساعات ويطير الغيطاني الي الولاياتالمتحدةالامريكية، محاطاً بدعاء كل محبيه، ومريديه، وكل من كان لهم دليلاً وهاديا الي دنيا الابداع. أنا أتحدث عن الغيطاني مع حفظ الألقاب ليس من باب المكانة الكبيرة والمهمة التي حفرها لنفسه في عالم الابداع، وأهلته لنيل العشرات من الجوائز والأوسمة داخل وخارج مصر، وليس من باب عطائه الممتد في أخبار الأدب ولكني أتحدث من زاوية انسانية بحتة ربطتني بشخصه.. قد أكون أنانيا.. ولكنه يمتلك قلباً كبيراً وسمو نفس أحسده عليه. قابلته علي باب الأخبار قبيل السفر.. تبادلنا الحديث قلل هو من مخاوفي تجاه الجراحة. أستاذي جمال الغيطاني: أنا في انتظارك بإذن الله!. بدون سقف الثلاثاء: هل هناك سقف في تحديد الأسماء، أو في تحديد نوعية الأسئلة التي سوف نوجهها للضيوف؟ كان هذا هو الاستفسار الذي توجهت به الي الكاتب الصحفي الأستاذ محمد بركات رئيس تحرير »الأخبار« عندما طلب مني الاشتراك في اعداد سلسلة حوارات مع رموز الفكر والثقافة للوصول الي رؤية حول السبيل الي ان تكون مصر دولة مدنية حديثة. وكان رده السريع الذي لم يحتمل تأويلاً: ليس هناك سقف، وليقل كل مفكر ما يريد ودور »الأخبار«ان تضع هذه الرؤي امام اعين الرأي العام، وصانع القرار.. فهذه هي رسالة الإعلام الواعي المستنير. وعندما بدأت اجراء هذه الحوارات، سمعت آراء قد لا تتفق من قريب او من بعيد مع التوجه العام، واعترف بأن الشك تسرب الي نفسي، ولكني نفذت التعليمات بالحرف، وتعاملت مع تلك الحوارات بمقتضيات العمل الصحفي البحتة، وسلمت الحوارات.. واذا بي اجدها تنشر من دون ادني تغيير، أو تعديل، أو لياً لذراع كلام أو اخراجه من مضمونه، او ابتساره. هذه شهادتي للتاريخ.. وعلي المزايدين ان يمتنعوا، وليمت كمداً، كل من يريد بالصحف القومية وبرسالتها ودورها شراً.&