لأن شهر رمضان المبارك سوف يتواكب علي مدي أربع سنوات مع عز موسم السياحة العربية فقد كان حتميا وضروريا أن تتنبه لذلك وزارة السياحة وهيئة التنشيط السياحي في اطار حرصها علي استمرار المد التصاعدي لحركة السياحة بشكل عام. انطلاقا من هذا الفكر تم التخطيط لتحرك كبير لأول مرة هذا العام يعكس الاهتمام بألا يكون شهر رمضان المعظم سببا في أن تتعرض السياحة العربية لعملية انحسار علي أساس ميل السائح العربي إلي أن يكون قضاء هذا الشهر بين أهله وفي جو روحاني يتناسب مع متطلبات وتقاليد هذا الشهر الفضيل. لقد ظلت مصر علي مدي تاريخها الإنساني تتميز بصور لا مثيل لها في أي دولة عربية أو إسلامية سواء بالمظاهر الدينية أو السهرات الفريدة استثمارا لامكانات مصر وهو ما يجعل لأيام وليالي هذا الشهر ذات مذاق خاص وجاذبية لا تقاوم. علي هذه الأسس استند برنامج تنشيط السياحة العربية علي العمل من أجل أن يكون شهر رمضان مناسبة ايجابية ترتفع فيها معدلات السياحة العربية بدلا من أن تكون عاملا للركود والسكون وتراجع أرقامها. ولأن هذه المقومات التي يتم الاعتماد عليها ليكون الشهر المبارك علي هذه الصورة البهية في مصر فقد كان مهما أن يكون هناك تعاون وتنسيق بين وزارتي السياحة والثقافة ومعهما دار الأوبرا ووزارة الطيران ومصر للطيران ومطار القاهرة.. سعيا إلي تحقيق النجاح المرجو. هذه الخطة المشتركة كانت محور اللقاء الصحفي الذي أجراه عمرو العزبي رئيس هيئة التنشيط السياحي بالأمس للحديث عن الخطوات التي تم الإعداد لها لاجتذاب السياحة العربية. تضمن البرنامج المعد إلي جانب الأمسيات ذات الطابع الديني الإسلامي وكذلك ذات السمة التاريخية.. إقامة العديد من الأمسيات الفنية. ووقع الاختيار لهذا الغرض علي بعض المناطق التاريخية والخضراء المفتوحة في محافظات القاهرة والجيزة والاسكندرية مثل قلعة صلاح الدين وحديقة الريادة الملاصقة لحديقة الأندلس الشهيرة وقصر انطونيادس وقلعة قايتباي. ولأننا وبحكم التقاليد المصرية القديمة ربطنا بين شهر رمضان والفوانيس التي كان يستخدمها أهالينا والمسحراتي للإضاءة في وقت لم تكن هناك كهرباء.. فقد انطلقت حملة تنشيط السياحة العربية تحت شعار »فوانيس رمضان« وكما هو معروف فإن هذا الفانوس يعد أداة تاريخية للاحتفالات الشعبية بقدوم شهر الخير في مصر المحروسة منذ عصر الفاطميين. حملة »فوانيس رمضان« التي ستكون عنوانا لخطة الترويج للسياحة العربية ستحمل عبارة تربطها بمصر تقول »مصر روحها في رمضان«. يستهدف برنامج هذه الحملة سياح السعودية والكويت والإمارات العربية وليبيا والأردن وتركيا. وللإعلام عن الاستعدادات لاستقبال هؤلاء السياح العرب ستتم إقامة خيم مصرية رمضانية في كل من الأردن والكويت وتركيا من أجل الدعاية لقضاء أيام وليالي رمضان في ربوع مصر. وسوف تكون وعلي مدي خطة الجذب الرمضانية للسياح العرب إقامة فاعليات ثقافية وفنية متنوعة تتجاوز ال05 حفلا ومناسبة. كما يصحب هذا التحرك التي جندت له وزارة السياحة كل امكاناتها حملات إعلامية واسعة في كل الدول العربية في التليفزيون وفي الصحف والمجلات. من ناحية أخري فإن رحلات مصر للطيران المعدة لنقل السياح العرب سيتم تجهيزها لتكون عنوانا لحسن الاستقبال والترحيب بهم إلي جانب تقديم بعض الامتيازات للركاب خلال فترة المهرجان وهو ما سوف يتم أيضا عند وصولهم إلي مطار القاهرة. في نفس الوقت ستمتلئ الشوارع وكل مناطق المعالم الإسلامية في القاهرة والاسكندرية عاصمة السياحة العربية بكل ما من شأنه تجسيد الروح الرمضانية التي تشتهر بها مصر. وفي اطار حوافز التشجيع فإنه وإلي جانب الحفلات الرمضانية ذات الطابع الخاص التي تقيمها فنادق القاهرة فإنه سيكون هناك أيضا عروض خاصة للإقامة في رمضان وخلال اجازة عيد الفطر المبارك. من الضروري هنا ان أشير إلي الزيادة الكبيرة التي شهدتها حركة السياحة العربية إلي مصر علي مدي الشهور الستة الأولي من هذا العام كانت عاملا مشجعا وفعالا للتفكير في هذه الحملة الواسعة والمكثفة من أجل اجتذاب المزيد من السياح العرب استثمارا لشهر رمضان المعظم. ان الاحصائيات المعلنة تقول ان هناك زيادة في عدد السياحة العربية الوافدة عن نفس هذه الفترة من العام الماضي بشكل عام بلغت 1.71٪. هذه الزيادة الكبيرة وصلت بعدد السياح العرب خلال هذه الفترة إلي مليون و528 ألف سائح حيث حققت نسبة قياسية للسياحة القادمة من تونس حيث بلغت 2.53٪ ومن السعودية 4.12٪ ومن السودان 5.02٪ ومن فلسطين 8.54٪ ومن الامارات 9.31٪ ومن اليمن 42٪ ومن العراق 7.51٪ ومن الكويت 7.51٪. اعتقد ان من حقنا وانطلاقا من الرصيد الذي تحتله مصر في وجدان ومشاعر المواطنين العرب وما عرف عنها من التزام وتمسك بالتقاليد العربية والإسلامية أن تشهد هذا العام موسما سياحيا عربيا رمضانيا غير مسبوق.