كان حصاد التليفزيون المصري من المونديال 22 مباراة في كأس العالم.. نقلها علي الهواء مباشرة عبر قنواته الأرضية ليحيي من جديد »الإريال« الذي كان نسياً منسياً.. واقتصر التعليق علي المباريات المنقولة علي النيل للرياضة علي اثنين فقط من المعلقين أحدهما مصري هو أحمد الطيب والآخر الإماراتي عدنان حمد من قنوات A.R.T.. الأمر الذي أثار حفيظة عدد كبير من معلقي كرة القدم الذين وقع عليهم الاختيار من خلال اللجنة العليا لشئون التعليق التي أنشأها اتحاد الإذاعة والتليفزيون برئاسة فهمي عمر.. وتضاربت الآراء بين مؤيد ومعارض. وكان هذا التحقيق: في البداية يقول خالد لطيف إن الاستعانة بمعلق عربي كارثة خاصة إننا توقعنا خيراً عندما حصل التليفزيون علي حق بث 22 مباراة واعتبرنا ذلك فرصة لظهور المعلق المصري في قالب النجومية التي يستحقها عدد كبير من المعلقين الحاليين سواء من جيل القدامي أو الوسط أو الشباب. ولكن اقتصار التعليق علي اثنين فقط رسالة للجميع بأنه ليس لدينا معلقون متميزون، وهو أمر عار من الصحة وتساءل لماذا لم يتم استفتاء مثلما فعلت من قبل الإعلامية زينب سويدان قبل كأس العالم 2002. وأضاف أنه حتي وجود المعلق العربي لماذا لم تتسع دائرة الاختيار إلي 5 أو 6 معلقين آخرين لفتح مجال أكبر للجميع وخلق حالة من التنافس بينهم. وكان من بين المعلقين الذين اختارتهم لجنة التعليق المعلق محمد عفيفي الذي وصف ما حدث بأنه سلوك مرفوض تماماً وأنه تقدم مع »01« معلقين بمذكرة إلي الإذاعي فهمي عمر لرفعها إلي وزير الإعلام تتضمن توقيعات طارق الإدوار وخالد لطيف وأيمن الكاشف وهشام فهمي ومحمد السباعي وأحمد فؤاد وكمال جابر، بالإضافة إليه للاعتراض علي هذا القرار، وتم تهدئتهم وإلغاء قرار وجود معلقي النيل للرياضة علي القناة الثانية وتوزيع المباريات علي عدد منهم لتقليل آثار الاحتقان. وأضاف عفيفي أن عدنان حمد وأحمد الطيب يصل إجمالي ما تقاضياه إلي أكثر من 001 ألف جنيه في 22 مباراة بواقع 5 آلاف جنيه في المباراة الواحدة في حين كان المعلق المصري يتقاضي 002 جنيه تم رفعها أخيراً إلي 007 جنيه. ووجه عفيفي اللوم لكبار المعلقين علي صمتهم أمام ما يحدث للمعلق المصري من إهانة وأكد أن المسئولين عن القرار ليس لديهم الوعي الإعلامي الكافي بما يدور في المنطقة وساهموا سواء عن قصد أو عدم قصد في دعم سيطرة فكرة »خلجنة« الثقافة العربية وتراجع اللهجة المصرية عن الريادة والصدارة. ويقول المعلق هشام فهمي إن ما حدث يمثل تقليلاً لقيمة المعلق المصري لأننا لدينا 7 أو 8 معلقين علي الأقل قادرون علي التعليق علي مباريات كأس العالم بسهولة. وأضاف أن كأس العالم أسهل البطولات في التعليق حيث تتوافر كل المعلومات عبر الانترنت والوكالات وغيرها من مصادر المعلومات. وأضاف أن وجود معلق عربي في ظل وجود لجنة لتطوير التعليق يطرح سؤالاً عن سبب وجود اللجنة من الأساس وجدوي ما تفعله من تقييم وتدريب. وأكد هشام بأن الأمر يحمل شبهة »بيزنس ومجاملات«. وعلي الجانب الآخر طاهر أبو زيد مقدم الاستديو التحليلي بقناة النيل للرياضة قال: إن أحمد الطيب وعدنان حمد كلاهما ليس جديدا علي المشاهد المصري الذي يعرفهما جيداً من نقل المباريات مع القنوات الفضائية العربية ولذلك لا أعتبر عدنان غريباً علي الكرة المصرية إلي جانب ما يملكه من خبرة وتمرس علي التعليق من متابعته لكل البطولات الكبري. وأكد بأن وجوده لا يقلل من شأن المعلق المصري بل خطوة للتنافس، وضرب مثلاً بوجود السوري جمال سليمان في الدراما المصرية وما حققه من إضافة دون أن يسيء ذلك إلي الفنانين المصريين. ومن جانبه أكد مدحت شلبي بأنه لا توجد مشكلة علي الإطلاق في تواجد صوت عربي للتعليق في التليفزيون المصري لأنه يري التعليق نوعاً من الفنون، والفن ليس له وطن. وأكد بأنه صاحب تجارب سابقة في الظهور علي تليفزيونات عربية حيث علق علي كأس العالم وبطولات أمم أوروبا أكثر من مرة للتليفزيون اللبناني دون أن يعترض أحد. وحول تقييمه للتجربة قال: لا أستطيع الحكم لأنني لم أتابع المباريات من خلال التليفزيون ولكن من خلال قنوات الجزيرة. أما مصطفي حسين رئيس قناة النيل للرياضة فكان رده أن كأس العالم حدث عالمي وقد حاولنا قدر الإمكان أن يكون هناك معلقون لهم صفات عالمية وهم الأفضل علي الساحة فوقع الاختيار بناء علي توصية لجنة المعلقين علي عدنان حمد وأحمد الطيب. وأضاف أن المعلق المصري لم يظلم لأن النيل للرياضة والقناة الثانية وإذاعة الشباب والرياضة تعمل ضمن منظومة واحدة هي اتحاد الإذاعة والتليفزيون ولقد حرصنا علي وجود ثلاثة معلقين للمباراة الواحدة أحدهم من خلال قناة النيل والثاني من خلال القناة الثانية إضافة لمعلق الشباب والرياضة. ومن جانبه أكد هشام رشاد رئيس البرامج الرياضية بالتليفزيون بأن تواجد المعلق العربي تجربة سنري مدي نجاحها أو فشلها. وأضاف أنه حرص علي تواجد المعلقين المصريين علي القناة الثانية التابعة لاختصاصه. وفي النهاية أكد الإذاعي القدير فهمي عمر بأنه رئيس لجنة »استشارية« دورها هو إعداد مجموعة من المعلقين المتميزين من خلال انتقائهم وتدريبهم وثقل قدراتهم.