أكد الرئيس حسني مبارك اهمية تضافر دول مجموعة الدول الثماني النامية لتحقيق التنمية الاقتصادية وتفادي الاثار السلبية للأزمة المالية الاقتصادية العالمية.. والتعاون لمواجهة التحديات التي تفرضها ظاهرة التغير المناخي والأمن الغذائي والطاقة. جاء هذا في كلمة الرئيس حسني مبارك امام قمة قادة دول الثماني النامية في اجتماعها أمس في أبوجا والقاها نيابة عن الرئيس مبارك الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء. وقد بدأت أمس بمقر رئاسة الدولة في نيجيريا أعمال قمة قادة دول ورؤساء حكومات مجموعة الدول الثماني النامية ويمثل مصر فيها د. أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء نائبا عن الرئيس حسني مبارك ويشارك في هذه القمة رؤساء نيجيريا جود لوك جونسون وعبدالله جول رئيس تركيا واحمدي نجاد رئيس ايران ورؤساء وزراء كل من ماليزيا والشيخة حسينة واجد رئيسة وزراء بنجلاديش ونائب رئيس الوزراء الاندونيسي للشئون الاقتصادية ووزيرة تجارة اندونيسيا والقي الرئيس النيجيري كلمة في بداية القمة رحب فيها بأعضاء الوفود المشاركة مؤكدا حرص مجموعة دول الثماني النامية علي تشجيع التعاون الاقتصادي والتجاري بينها مؤكدا علي أهمية تعزيز دور المجموعة مع اضافة ما تم تحقيقه من خطوات في القمم السابقة مشيرا إلي التحديات التي تواجه الدول النامية في ظل تداعيات الازمة المالية والاقتصادية العالمية كما اكد علي مشاركة القطاع الخاص في تحقيق التعاون والتكامل الاقتصادي بين دول المجموعة وأهمية الاسراع باقرار اتفاقيات انشاء منطقة تجارة تفضيلية بين دول المجموعة الامر الذي يزيد حجم التجارة البينية بينهم. وقد تسلمت نيجيريا رسميا رئاسة المجموعة من ماليزيا لدورة جديدة تنتهي خلال عامين كما القي رئيس وزراء ماليزيا رئيس الدورة السابقة للمجموعة كلمة استعرض فيها ما تحقق من انجازات مؤكدا علي اهمية اقرار سياسات مهمة لتعزيز التعاون المشترك وتحسين الوضع الاقتصادي لدول المجموعة. وأكد الرئيس حسني مبارك في كلمته لقمة ابوجا علي الاهمية التي تنظر بها مصر لتعزيز الاطر الدولية متعددة الاطراف لما لذلك من دور مهم في نجاح مساعي الدول النامية لتحقيق التنمية الاقتصادية وتفادي الاثار السلبية للأزمة المالية والاقتصادية العالمية والتعامل مع التحديات التي تفرضها ظاهرة تغير المناخ والامن الغذائي وكفاءة الطاقة والتأكيد علي ضرورة استمرار مجموعة الثماني النامية للتعبير عن طموحات الدول والعمل علي وضعها علي رأس اجندة العمل الدولية كما اكد الرئيس مبارك في كلمته التي وجهها الي قمة مجموعة الثماني النامية بنيجيريا والقاها نيابة عنه د. أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء علي الاولوية التي تنظر بها مصر لدفع وتعزيز دور المجموعة باعتبارها منتدي مهم لتعميق التعاون بين الجنوب والجنوب والتأكيد علي ضرورة اعطاء دفعة جديدة للانشطة المتنوعة في دول المجموعة. ورحب الرئيس مبارك بما تقوم به الدول من ديناميكية خلال العامين الماضيين خاصة في ضوء انعقاد المؤتمرات الوزارية حول الامن الغذائي والصناعة والزراعة بالاضافة إلي المشاورات الجارية لانشاء منطقة تجارة تفضيلية فيما بين اعضاء المجموعة والتي تسير بصورة طيبة كما اشار الرئيس في هذه الكلمة الي المباديء الاساسية التي قامت عليها المجموعة منذ قمتها الاولي في اسطنبول عام 7991 ومازالت قائمة وتزداد اهميتها ولاسيما فيما يتعلق ببحث سبل التعامل مع التحديات والفرص الناتجة عن ظاهرة العولمة. واستعرض الرئيس مبارك في كلمته التي القاها د. أحمد نظيف رؤية مصر لتطوير عمل المجموعة في المستقبل من خلال الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية الي جانب بحث سبل توسيع نطاق التعاون ليشمل مجالات جديدة من تكنولوجيا المعلومات والاستثمار والاتصالات وتطوير موارد الطاقة النظيفة واقتراح دراسة اطلاق عدد من المشروعات النموذجية المتطورة واكد الرئيس مبارك علي اهمية رفع مستوي العلاقات التجارية والاستثمارية بين دول المجموعة بحيث تأخذ اولوية خاصة. مشيرا إلي موافقة مجلس الشعب بمصر مؤخرا علي قانون جديد للشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص في مجالات البنية التحتية وتشجيع الاستثمار بين هذه الشركات. وقال مبارك انه برغم الازمة الاقتصادية العالمية فإن اقتصاديات دول المجموعة اظهرت نموا أفضل مما كان متوقعا مشيرا إلي اهمية تحقيق المزيد من تحرير التجارة وتوسيع الاسواق وتبادل السلع ورفض الاتجاهات الحمائية وادخال حزم جديدة من التيسيرات لتشجيع الاستثمار وايجاد فرص العمل الحقيقية لتمكين الاقتصاديات من النمو واعرب الرئيس مبارك عن تفاؤله بالوضع الاقتصادي لدول المجموعة الثمانية وانها ستكون ضمن الاقتصاديات الناهضة مؤكدا علي اهمية العمل برؤية واضحة لتعظيم الشراكة بين دول المجموعة وتقديم نموذج بناء للتعاون بين الجنوب والجنوب في ظل ما يتمتع به من امكانيات اقتصادية كبيرة حيث يصل الناتج القومي الاجمالي لدول المجموعة الي 4.2 تريليون دولار ولديها وفرة في الموارد الطبيعية والبشرية وتتمتع بتاريخ طويل وحضارة مهمة واختتم مبارك كلمته للقمة بتأكيد مصر علي اهمية المجموعة كمنتدي مهم للتعاون بين الجنوب والجنوب وضرورة الحاجة إلي فتح فعاليات جديدة لتطوير الاداء الاقتصادي معربا عن امله في تطوير المجموعة اقتصاديا وثقته في انه في ظل القيادة الحكيمة لنيجيريا ستتمكن من اضافة الخطوات المهمة لاستكمال المسيرة التي اتخذت منذ قمة كوالالمبور.