عندما ظهر الاسلام استولت جيوش عمر بن الخطاب علي القدس 736 ميلادية بقيادة خالد بن الوليد، وأبوعبيدة عامر بن الجراح، وظل الجيش العربي يطوف حول المدينة ولايدخلها في انتظار قدوم الخليفة الذي كان ينتظره زعماء المسيحيين في داخل المدينة، ومعهم مشروع معاهدة تقضي بكل مايريده العرب بشرط الابقاء علي الحرية الدينية للمسيحيين، واحترام المشاهد المسيحية المقدسة في البلد، واستمرار القرار الروماني القديم بمنع اليهود من النزول بالمدينة. وقد قبل عمر بن الخطاب الشروط كلها الا الشرط الاخير، معتذرا بأن القرآن الكريم قد حدد ما لاهل الكتاب وماعليهم، وتعهد بالا يدخل أحد من اليهود إلي مقدساتهم او يسكن في حاراتهم. واختط مسجدا بجانب الصخرة الشريقية التي كان الرسول الكريم سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم قد اسري به اليها، فصلي عندها ودعا القرآن الكريم المكان باسم »المسجد الاقصي« ومن ثم عرج به في القصة المعروفة المذكورة في القرآن الكريم. لقد كانت »مدينة القدس« قبل داود مقدسة بألف سنة من ايام الملك الفلسطيني »ملك صادق« لدرجة ان سيدنا ابراهيم التمس منه الطعام والشراب وان يباركه ببركة الله العلي القدير، وثبت ان فترة اواخر حكم داود وحكم سليمان. وهي لاتعدو كلها ثلاثة وسبعين سنة »32 سنة لداود و04 سنة لسليمان«. ومنذ ذلك التاريخ كانت اورشليم رمزا، ولم يكن وجود اليهود فيها وجودا مستقلا لا سياسيا ولا اقتصاديا ولادوليا، وإنما كانت لهم فيها زوايا ومعابد لطقوسهم، وكان يأتي حجاجهم كما يذهب المصري او المغربي او التركي وغيرهم، للحج في مكةالمكرمة. ووجد ايضا ان العرب عندما دخلوا القدس الشريف »بعد الاسلام« كانت المدينة خالية من اليهود منذ خمسمائة سنة، او اكثر، ومن كل اثر سياسي او ديني لهم الا »مسمار جحا« الذي هو »حائط مبكي« وعلي مدي اكثر من ثلاثة عشر قرنا، كانت الادارة الاسلامية »مدينة الله« بحق يجد فيها المسلم والمسيحي واليهودي صفاء النفس، والسكينة الروحانية اللازمة للتأمل. الف سنة قبل داود، والف وخمسمائة سنة بعد داود، والقدس »مدينة الله« بل داود نفسه لم يكن يسميها الا »مدينة الله« واليهود يعرفون ذلك جيدا، ويعرفون ان التلمود كان يعتبرها مدينة مملوكة لله ولكن ماذا نقول لقتلة الانبياء، وسفاحي الدماء؟!! سنقول لهم.. ان »القدس« ستعود حتما إلي ايدي اصحاب الحق.. مهما طالت الايام!! وعلي المسلمين ان يخططوا للمستقبل.. بكل الوسائل لانقاذ »القدس« من قبضة سفاحي دماء الانبياء!!