كالعادة لجأت »الايباك« يد الصهيونية واسرائيل في الولاياتالمتحدة إلي اظهار تسلطها وسطوتها علي اصحاب القرار في الولاياتالمتحدة »دولة القطب الواحد« حتي لو تعارض هذا السلوك مع مصالحها . ليس من وجهة نظر العرب وحدهم ولكن من وجهة نظر العالم كله. لقد طالبت هذه المنظمة في مؤتمرها الذي يخطب فيه عدد من المسئولين الامريكيين في مقدمتهم وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون إلي جانب المتطرف نتنياهو »البلطجي« رئيس وزراء اسرائيل.. بتنحية قضية التسوية السلمية مع الفلسطينيين جانبا وان تتركز قضايا البحث فيما يتعلق بالعلاقات الامريكية الاسرائيلية علي الملف النووي الايراني وكيفية اتخاذ اجراءات المواجهة. لاجدال ان الخنوع والتراجعات الامريكية التي تجسدت في التصريحات المتخاذلة لكبار المسئولين الامريكيين والمتمثلة في تصريحات الرئيس اوباما ونائبه بايدن ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ومبعوث السلام في الشرق الاوسط جورج ميتشيل.. قد اعطت الفرصة »للأيباك« الصهيوني كي يطالب الادارة الامريكية بالتخلي عن اي جهود ايجابية لدفع عملية السلام . تجسد التحرك الامريكي في محاولة الاعتراض علي البناء الاستيطاني علي الاراضي الفلسطينية المحتلة في القدسالشرقية والضفة الغربية حيث انه يتنافي ويتناقض مع الشرعية والقوانين الدولية. وبدلا من تصعيد الضغوط الامريكية علي هذا الكيان العدواني الذي يستمد وجوده ومقومات الحماية - من اي اجراء دولي مشروع - من المساندة والرعاية التي تقدمهما واشنطن بلا حدود.. فانها لجأت الي النفاق والتزلف إلي اسرائيل باعلان التأكيد علي الالتزام بأمنها ونفي وجود شبهة اي ازمة في العلاقات الاستراتيجية معها. هذا الاستسلام المهين من جانب المسئولين الامريكيين كان مشجعا للبلطجي »نتنياهو« لمواصلة تعنته وتحقيره للشرعية الدولية وقرارات اللجنة الرباعية بإعلان استمرار اقامة المستوطنات في كل الاراضي الفلسطينية بما في ذلك القدس. ان الادارة الامريكية لا تريد أن تفهم أو أن تدرك عن استغباء أو جهل أو تواطؤ .. أن تطلعها إلي موقف مضاد للملف النووي الايراني، وكذلك تحسين صورة امريكا داخل العالمين العربي والاسلامي.. لابد ان يمر عبر التسوية السلمية العادلة للقضية الفلسطينية والتوقف عن تدنيس المقدسات الاسلامية في القدس الشريف. اعترافا بهذه الحقيقة تركزت تصريحات زعماء »الايباك« علي المكابرة والتضليل بنفيهم هذا الواقع التي يجمع عليه كل العالم. ليس هذا الذي حدث هو كل شئ وانما هناك ايضا الصمت والتجاهل الذي تقوده واشنطن فيما يتعلق بالتعرض للملف القذر للنشاط النووي الاسرائيلي والذي يفوق في خطورته علي العرب والمسلمين وكل منطقة الشرق الاوسط ما يمكن ان يمثله الملف النووي الايراني. من ناحية اخري لم يعد خافيا بأي حال ما تسعي اليه الصهيونية العالمية واسرائيل من دفع الولاياتالمتحدة والدول الغربية إلي مغامرة عسكرية جديدة ضد ايران بما يضيف انتكاسة هائلة لأمن واستقرار الشرق الاوسط . ان ما يجري يشير بكل الوضوح إلي ان كل مصائب الشرق الاوسط والعالم انما تعود الي احقاد وعدوانية الصهيونية وربيبتها اسرائيل. مضافا الي ذلك التشرذم وعدم التوافق العربي. جلال دويدار [email protected]