هناك أفكار لاتموت وإن مات أصحابها. عيد الأم فكرة اقترحها علي أمين في عموده »فكرة« بالأخبار في منتصف الخمسينيات بعدما تلقي رسالة من أم تشكو له جفاء أبنائها وسوء معاملتهم لها وتتألم من نكرانهم للجميل في نفس الوقت الذي تصادف فيه أن زارت أم أخري شقيقه مصطفي أمين في مكتبه وروت له قصة مشابهة. بعدها انهالت عليه الخطابات تشجع الفكرة وشارك القراء في اختيار يوم 12 مارس للاحتفال بعيد الأم والذي يصادف أول أيام فصل الربيع الذي تتفتح فيه الزهور ويصفو الجو فكان هذا الاختيار رمزا للمعاني الجميلة وللعطاء بلا حدود. واحتفلت مصر بعيد الأم لأول مرة في 12 مارس 1956.. وانفعل الشاعر حسين السيد بالفكرة فكتب »ست الحبايب« التي غنتها فايزة أحمد من تلحين الموسيقار محمد عبدالوهاب... ومازالت »ست الحبايب« حتي الآن تتقدم علي كل ماظهر بعدها من اغنيات مماثلة لتكريم الأم. ومنذ عام 6591 نحتفل سنويا في عيد الأم بتكريم الامهات المثاليات اللاتي عشن قصص كفاح وتضحيات عظيمة وكرسن حياتهن لتنشئة أطفالهن تنشئة صالحة. صحيح أن علي أمين مات في 4 ابريل 6791 لكن فكرته بالاحتفال بعيد الأم مازالت تعيش بيننا.. ونستعد كل عام لاخراج هذا الاحتفال في أبهي صورة وتكريم الأمهات المثاليات أفضل تكريم. ولهذا فمن حق كل أم أن تفرح اليوم وأولادها يقولون لها شكرا علي ما قدمتيه لنا.. حتي وإن قالوها دون أن يقدموا معها هدية.. فالأم لاتنتظر أبدا هدايا من أبنائها.. ابتسامة جميلة وقبلة علي جبينها تكفي.. وردة تجدها بجوار سريرها في الصباح وبجانبها ورقة صغيرة مكتوب عليها »كل سنة وانت طيبة« تكفي.. المهم المعني. وقد أوصانا الله سبحانه وتعالي بالأم والأب وقال في كتابه العزيز »ولا تقل لهما اف ولاتنهرهما وقل لهما قولا كريما«.. لهذا فإن الاحتفال بعيد الام في 12 مارس لايعني أبدا أن نغضبها في أي يوم آخر منه أيام السنة. آخر كلام عندما ضبط نائب القمار في المطار يخفي 055 تليفونا محمولا قال أنه أحضرها هدايا لاصدقائه.. لو كان ذكيا لقال »دي هدايا لامهات الدائرة« ! برافو د. يوسف بطرس غالي وزير المالية الذي رفض التصالح مع النائب وأصر أن يأخذ القانون مجراه وتم حبسه. ألف مبروك للزميل المبدع عمرو الليثي لفوز برنامجه »واحد من الناس« بجائزة اليونسكو.