في زحمة سوق الهواتف الذكية وكثرة المتنافسين على الاستحواذ على جيب وشغف المولعين بكل ما هو جديد في عالم التكنولوجيا تبرز الحاجة وتصبح أم الاختراع، فالبقاء دوما للأقوى عند اشتداد المنافسة. وتسعى شركة "ريسيرتش إن موشن" الكندية المصنعة لهواتف "بلاك بيري" إلى التحصن مجددا، واستعادة مجدها القديم الذي فقدته بعد دخول لاعبين آخرين الى الساحة، فهناك "ابل" بنظام تشغيلها iOS التي تستحوذ على 44 % من سوق الهواتف الذكية، ونظام انرويد من غوغل التي تمتلك حصة ثمانية وعشرين في المئة، اما RIM فقد تقلصت حصتها مؤخرا لتصل الى تسعة عشر في المئة فقط. ولعل ما قلص هذه الحصة هو تعرض شبكتها قبل اشهر لعملية قرصنة هددت عرش نظامٍ كان يتميز بالمحافظة على الخصوصية والأمن، الى جانب توفير شركات منافسة لخدمة التواصل الفوري كبرنامج "what's up" وهي تعمل نفس عمل بلاك بيري، ماسنجر مع تميز الأول في قدرة التواصل مع عدة هواتف ذات أنظمة تشغيل مختلفة. ولهذا عمدت RIM إلى إطلاق خدمة جديدة من شأنها توفير التخاطب مع هواتف تحمل أنظمة تشغيل تختلف عنها باستخدام تقنيتها الجديدة "موبايل فيوجن" . فإطلاق التقنية الجديدة سيسهم في تسهيل الأمور على عملاء الشركة في مختلف المجالات، ومنها الدوائر الحكومية، ويمكنهم من إدارة مختلف الأجهزة التي تقوم عليها أعمالهم. يجمع بين تقنية "BlackBerry Enterprise Serve "والتي تشكل قاعدة العمل لهواتف BlackBerry الذكية وخصائص تشغيل أجهزة أي او اس و اندرويد، كلها يتم إدارتها عبر وحدة تحكم واحدة عبر شبكة الإنترنت. هذه التقنية الجديدة توفر الإمكانية لقسم إدارة المعلومات في قطاعات الأعمال من التعامل بشكل أكثر سلاسة مع الهواتف المملوكة من الشركة، وحتى الأجهزة الشخصية التي تستخدم في العمل". وقد يأتي كل هذا التعديل والتغيير في سياسة RIM وتنازلها عن قرارات سابقة لها، بعد تعرض جهازها بلاك بيري بلي بوك للفشل الذريع وتسريح آلاف من الموظفين في الشركة المصنعة للأجهزة في الصين. خطوة من RIM لتعديل الوضع ومحاولة المحافظة على ما تملك، يذكر أنه وقبل عدة أشهر ظهر تسريب على إحدى المواقع التقنية بأن هناك شائعة عن تطوير خدمة بلاك بيري ماسنجر لنظام تشغيل أندرويد، الأمر الذي لم تعلق عليه شركة RIM. فهل ستتمكن من النجاح هذه المرة، أم أن أيام الشركة باتت معدودة وفي طريق زوال امبراطورية الشركة الكندية وسيطرتها على عالم الهواتف الذكية لسنوات.