على عكس القلق الذي سيطر على كثير من المدربين قبل قرعة نهائيات كأس الأمم الأوروبية القادمة (يورو 2012) ، غادر معظم مدربي المنتخبات المشاركة في البطولة القصر الوطني للفنون في العاصمة الأوكرانية كييف وعلى وجهه الابتسامة بعدما جنبته القرعة ما كان يخشاه من مواجهات عصيبة. وتستضيف بولندا وأوكرانيا فعاليات البطولة بالتنظيم المشترك خلال الفترة من الثامن من حزيران/يونيو وحتى أول تموز/يوليو المقبلين. وجنبت القرعة المنتخب الأسباني ، حامل اللقب ، المواجهة المبكرة مع وصيفه الألماني أحد المرشحين بقوة لإحراز اللقب هذا العام. ولكن القرعة لم ترأف كذلك بالمنتخب الألماني نفسه حيث وضعته في المجموعة الثانية (مجموعة الموت) مع منتخبات هولندا ، وصيف المنتخب الأسباني بطل كأس العالم 2010 ، والبرتغال والدنماركي. ووصف المدرب مورتن أولسن المدير الفني للمنتخب الدنماركي هذه المجموعة بأنها "متفجرة كالبارود" بينما وصفها يواخيم لوف المدير الفني للمنتخب الألماني بأنها "مجموعة المطرقة" في إشارة لصعوةبتها البالغة وقوة المنافسة فيها كما وصف يورو 2012 بأنها "البطولة المطرقة". وذكرت صحيفة "بيلد" الألمانية بموقعها على الانترنت "هولندا ورونالدو ! أطرقهم إلى الخارج يار لوف". ورغم ذلك ، ساد ارتياح في المعسكر الألماني بأن المجموعة الصعبة قد تكون لصالح المنتخب الألماني. وقال لوف إن كل الحديث تركز قبل القرعة على أن المنتخب الألماني من أبرز المرشحين للفوز باللقب بعدما حقق سجلا رائعا في التصفيات حيث فاز في جميع المباريات العشر التي خاضها بالتصفيات المؤهلة للبطولة. وأشار لوف إلى أن هذه التوقعات هدأت بعد إجراء القرعة مؤكدا أن ذلك قد يكون مفيدا للاعبي الفريق. واتفق أوليفر بيرهوف مدير المنتخب الألماني مع زميله لوف قائلا "مجموعة كهذه ستساعد اللاعبين في معرفة صعوبة المنافسة منذ البداية". وكان بيرهوف أحد نجوم المنتخب الألماني الذي أحرز آخر لقب لبلاده في البطولات الكبيرة وكان ذلك في يورو 1996 . وسجل بيرهوف الهدف الذهبي الذي فاز به المنتخب الألماني على نظيره التشيكي في نهائي هذه البطولة. ويدرك المنتخب الألماني أنه ، إذا تأهل من هذه المجموعة إلى دور الثمانية ، سيواجه أحد منتخبات المجموعة الأولى التي تبدو الأضعف من حيث المستوى بين جميع المجموعات في الدور الأول للبطولة. وقد لا يلتقي المنتخب الألماني مع نظيره الأسباني إلا في المربع الذهبي للبطولة وقد ينجح في الابتعاد عنه حتى المباراة النهائية إذا تصدر كل منهما مجموعته في الدور الأول. وذكر موقع "فوكاس" على الانترنت "المجموعة المطرقة قد تكون لصالح المنتخب الألماني". كما تحدث المدرب بيرت فان مارفيك المدير الفني للمنتخب الهولندي عن هذه المجموعة الصعبة قائلا إنها "تمثل تحديا كبيرا للغاية". ولن يكون المنتخب الهولندي بحاجة إلى أي حافز قبل مواجهة نظيره الألماني في بطولة كبيرة كهذه ولكنه لم ينس بعد هزيمته أمام المنتخب الألماني في نهائي بطولة كأس العالم 1974 بألمانيا. كما يتذكر فان مارفيك جيدا أن فريقه خسر أمام المنتخب الألماني صفر/3 وديا في مدينة هامبورج خلال تشرين ثان/نوفمبر الماضي مما يمثل حافزا إضافيا للاعبيه قبل المواجهة المرتقبة بين الفريقين في 13 حزيران/يونيو 2012 ضمن فعاليات البطولة. ورغم حاجة المنتخب الأسباني لاجتياز عقبة نظيره الإيطالي (الآزوري) في بداية رحلة الدفاع عن لقبه الأوروبي ، بدا المدرب فيسنتي دل بوسكي المدير الفني للمنتخب الأسباني سعيدا بوقوع فريقه ضمن المجموعة الثالثة مع منتخبات إيطاليا وأيرلندا وكرواتيا وهي المجموعة التي لا تغير كثيرا في موقف الماتادور الأسباني أو فرصته في الدفاع عن اللقب. ويحتاج المدرب الإيطالي العجوز جيوفاتني تراباتوني /72 عاما/ المدير الفني للمنتخب الأيرلندي إلى الاستعداد من الآن لاجتياز عقبتي المنتخب الأسباني ومنتخب بلاده (إيطاليا) إذا أراد تحقيق ما أشار إليه بشأن تكرار مفاجأة فوز المنتخب اليوناني بلقب يورلاو 2004 . وكان الإيطالي الآخر فابيو كابيللو المدير الفني للمنتخب الإنجليزي من أسعد المدربين بعد القرعة حيث أوقعته في مجموعة متوسطة المستوى مع فرنسا وأوكرانيا والسويد. واتفقت وسائل الإعلام البريطانية مع كابيللو على أنه كان من الممكن أن تكون المجموعة أسوأ. وذكرت صحيفة "ذي جارديان" البريطانية في عنوانها على موقعها بالانترنت "إنجلترا تنفست الصعداء بالابتعاد عن المنتخبات الكبيرة". وأوضحت صحيفة "ذي تلجراف" البريطانية "اطمأن كابيللو بعدما ابتعد عن الرباعي الوحشي" بينما ذكرت صحيفة "ذي صن" في عنوانها "فاب (فابيو كابيللو) سعيد بقرعة يورو 2012" وأشارت إلى أنه شعر بالارتياح لابتعاده عن "مجموعة الموت". وتبدو مهمة المنتخب الأوكراني أكثر صعوبة من نظيره البولندي شريكه في استضافة البطولة حيث وقع المنتخب البولندي في المجموعة الأولى مع منتخبات اليونان وروسيا والتشيك بينما وقع المنتخب الأوكراني في المجموعة الرابعة. ورغم ذلك ، بدا المهاجم الأوكراني الشهير أندري شيفتشنكو نجم ميلان الإيطالي سعيدا بدرجة كافية. وقال شيفتشنكو "لحسن الحظ أننا تجنبنا منافسين أكثر قوة ولكننا سنحتاج لكل المساندة من مشجعينا حتى نحقق النجاح". ويستهل المنتخب الأوكراني مسيرته في البطولة بلقاء السويد ثم يلتقي نظيريه الفرنسي والإنجليزي. ورغم ذلك ، كانت وسائل الإعلام الأوكرانية أقل تفاؤلا حيث علق أحد مواقع الانترنت على القرعة قائلا إن المدرب أوليج بلوخين المدير الفني للمنتخب الأوكراني "عليه أن يذرف الدموع".