موعد مباراة نابولي ضد أودينيزي اليوم الإثنين 6-5-2024 والقنوات الناقلة    ترامب يتهم بايدن بقيادة "إدارة من الجستابو"    خبير تحكيمي: حزين على مستوى محمود البنا    محمد صلاح: هزيمة الزمالك أمام سموحة لن تؤثر على مباراة نهضة بركان    حالة الطقس اليوم.. تحذيرات من نزول البحر فى شم النسيم وسقوط أمطار    بسعر مش حتصدقه وإمكانيات هتبهرك.. تسريبات حول أحدث هواتف من Oppo    نجل هبة مجدي ومحمد محسن يتعرض لأزمة صحية مفاجئة    سعر الذهب اليوم في السودان وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الإثنين 6 مايو 2024    تعاون مثمر في مجال المياه الإثنين بين مصر والسودان    أحوال جوية غير مستقرة في شمال سيناء وسقوط أمطار خفيفة    "لافروف": لا أحد بالغرب جاد في التفاوض لإنهاء الحرب الأوكرانية    حمادة هلال يكشف كواليس أغنية «لقيناك حابس» في المداح: صاحبتها مش موجودة    طالب ثانوي.. ننشر صورة المتوفى في حادث سباق السيارات بالإسماعيلية    أول شهادةٍ تاريخية للنور المقدس تعود للقديس غريغوريوس المنير    «القاهرة الإخبارية»: 20 شهيدا وإصابات إثر قصف إسرائيلي ل11 منزلا برفح الفلسطينية    إلهام الكردوسي تكشف ل«بين السطور» عن أول قصة حب في حياة الدكتور مجدي يعقوب    بسكويت اليانسون.. القرمشة والطعم الشهي    150 جنيهًا متوسط أسعار بيض شم النسيم اليوم الاثنين.. وهذه قيمة الدواجن    محمد عبده يعلن إصابته بمرض السرطان    مدحت شلبي يكشف تطورات جديدة في أزمة افشة مع كولر في الأهلي    ما المحذوفات التي أقرتها التعليم لطلاب الثانوية في مادتي التاريخ والجغرافيا؟    برنامج مكثف لقوافل الدعوة المشتركة بين الأزهر والأوقاف والإفتاء في محافظات الجمهورية    أقباط الأقصر يحتفلون بعيد القيامة المجيد على كورنيش النيل (فيديو)    قادة الدول الإسلامية يدعون العالم لوقف الإبادة ضد الفلسطينيين    من بلد واحدة.. أسماء مصابي حادث سيارة عمال اليومية بالصف    "كانت محملة عمال يومية".. انقلاب سيارة ربع نقل بالصف والحصيلة 13 مصاباً    مئات ملايين الدولارات.. واشنطن تزيد ميزانية حماية المعابد اليهودية    تخفيضات على التذاكر وشهادات المعاش بالدولار.. "الهجرة" تعلن مفاجأة سارة للمصريين بالخارج    بعد ارتفاعها.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الإثنين 6 مايو 2024 في المصانع والأسواق    الجمهور يغني أغنية "عمري معاك" مع أنغام خلال حفلها بدبي (صور)    وسيم السيسي: الأدلة العلمية لا تدعم رواية انشقاق البحر الأحمر للنبي موسى    هل يجوز تعدد النية فى الصلاة؟.. أمين الفتوى يُجيب -(فيديو)    تزامنا مع شم النسيم.. افتتاح ميدان "سينما ريكس" بالمنشية عقب تطويره    خالد مرتجي: مريم متولي لن تعود للأهلي نهائياً    نقابة أطباء القاهرة: تسجيل 1582 مستشفى خاص ومركز طبي وعيادة بالقاهرة خلال عام    رئيس البنك الأهلي: متمسكون باستمرار طارق مصطفى.. وإيقاف المستحقات لنهاية الموسم    يمن الحماقي ل قصواء الخلالي: مشروع رأس الحكمة قبلة حياة للاقتصاد المصري    الأوقاف: تعليمات بعدم وضع اي صندوق تبرع بالمساجد دون علم الوزارة    أشرف أبو الهول ل«الشاهد»: مصر تكلفت 500 مليون دولار في إعمار غزة عام 2021    عاجل - انفجار ضخم يهز مخيم نور شمس شمال الضفة الغربية.. ماذا يحدث في فلسطين الآن؟    بيج ياسمين: عندى ارتخاء فى صمامات القلب ونفسي أموت وأنا بتمرن    مصطفى عمار: «السرب» عمل فني ضخم يتناول عملية للقوات الجوية    حظك اليوم برج الحوت الاثنين 6-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    بعد عملية نوعية للقسام .. نزيف نتنياهو في "نستاريم" هل يعيد حساباته باجتياح رفح؟    الإفتاء: احترام خصوصيات الناس واجب شرعي وأخلاقي    فرج عامر: سموحة استحق الفوز ضد الزمالك والبنا عيشني حالة توتر طوال المباراة    كشف ملابسات العثور على جثة مجهولة الهوية بمصرف فى القناطر الخيرية    تؤدي إلى الفشل الكلوي وارتفاع ضغط الدم.. الصحة تحذر من تناول الأسماك المملحة    عضو «المصرية للحساسية»: «الملانة» ترفع المناعة وتقلل من السرطانات    تعزيز صحة الأطفال من خلال تناول الفواكه.. فوائد غذائية لنموهم وتطورهم    المدينة الشبابية ببورسعيد تستضيف معسكر منتخب مصر الشابات لكرة اليد مواليد 2004    الإسكان: جذبنا 10 ملايين مواطن للمدن الجديدة لهذه الأسباب.. فيديو    لفتة طيبة.. طلاب هندسة أسوان يطورون مسجد الكلية بدلا من حفل التخرج    وزيرة الهجرة: 1.9 مليار دولار عوائد مبادرة سيارات المصريين بالخارج    إغلاق مناجم ذهب في النيجر بعد نفوق عشرات الحيوانات جراء مخلفات آبار تعدين    أمينة الفتوى: لا مانع شرعيا فى الاعتراف بالحب بين الولد والبنت    "العطاء بلا مقابل".. أمينة الفتوى تحدد صفات الحب الصادق بين الزوجين    شم النسيم 2024 يوم الإثنين.. الإفتاء توضح هل الصيام فيه حرام؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بالصور.. أسرار وتفاصيل ملحمة "السد" وثائق بخط يد "عبدالناصر".. "واشنطن" سحبت تمويل المشروع.. والزعيم يرد: "موتوا بغيظكم"
نشر في إيجي برس يوم 19 - 08 - 2014

أسرار وتفاصيل ملحمة "السد العالي" وثائق بخط يد "عبدالناصر":
-"واشنطن" سحبت تمويل مشروع السد.. فرد الزعيم: "موتوا بغيظكم.. فلن تستطيعوا أن تتحكموا فينا"
-"ناصر" بخط يده يسأل: "هل التهديد والعقوبات الاقتصادية تتماشى مع مبادىء الأمم المتحدة؟"
-وعن تأميم القناة كتب: "كان كل شىء معدا سلفا.. الجنود ينتظرون.. وأوامر باحتلال مكاتب الشركة"
-وحول التهديد البريطانى الفرنسى قال: "الاستعمار والسيطرة والهيمنة.. هل هذه سياسة؟"
-ناصر: "مصر ستدافع عن حقوقها فى ملكية وإدارة القنال.. تعاون دولى نعم.. هيمنة دولية لا"
أنفردت جريدة الأهرام بنشر أجزاء من وثائق خاصة للزعيم الراحل جمال عبد الناصر عن معركة تأميم قناة السويس، أهدتها ل الصحيفة الدكتورة هدى عبد الناصر، وتحمل عنوان: «جمال عبدالناصر.. الأوراق الخاصة».
ومن خلال هذه الوثائق نرى كيف رفض الغرب تمويل مشروع السد العالى، وكيف أن هذا الرفض كان وراء قرار ناصر بتأميم القناة. وكيف أن تعنت الغرب وصلفه لم يفتّا فى عضد جمال بل زاده إصرارا على إصرار. وسنقرأ لحظة بلحظة تفاصيل المشهد الذى خطف أعين العالم وحبس الأنفاس لأشهر طويلة انتهت بانتصار مصر. سنقرأ تعليقات وتحليلات وتوجيهات ناصر على كل تفصيلة من تفاصيل المعركة -نقلا عن الاهرام-.
الوثائق- بخط يد الرئيس- هى التى ستقول!
وبطبيعة الحال ستكون الأزمة بين الولايات المتحدة - ومعها البنك الدولى - وبين مصر بخصوص بناء السد هى بداية الحكاية.. إذ لا نتائج بلا مقدمات. هل كان ثمة استعجال فى قرار هنا أو هناك؟ هل كانت المعركة مجرد حلقة من حرب ضروس أرادوا بها إجهاض حلم ناصر ومصر فى التحرر؟ هل استعد عبد الناصر لردة الفعل من الإنجليز والفرنسيين وربيبتهم إسرائيل؟ هذه وغيرها أسئلة ستجيب عنها الوثائق.. وهل ينبئك بالخبر اليقين عن الحدث، وما وراء الحدث، كوثيقة كتبها صاحب الشأن بخط يده؟ .. فهيا إلى الوثائق:
إن أوراق الدكتورة هدى عبد الناصر تأخذنا إلى واحدة من أهم محطات تاريخ مصر- بل وتاريخ العالم- المعاصر.. هى محطة بناء السد العالى. وفى البداية تقول لنا الأوراق إنه، وبعد دراسة مستفيضة، تبين للرئيس جمال عبد الناصر أن بناء السد العالى سوف يؤدى إلى تحقيق منافع اقتصادية ضخمة للاقتصاد المصرى، وتم تقدير تكلفة هذا البناء بنحو 200 مليون جنيه.
وتوجه عبد الناصر إلى البنك الدولى، وإلى الأمريكان، ففوجئ بأن الأمريكان يطلبون منه، فى مقابل مساعدته فى إقامة السد، الإشراف الكامل على ميزانية مصر كلها، بل وفحص حسابات مصر! وطبعا قوبل العرض الأمريكى بالرفض المصرى التام. تعالوا نتابع أصل الحكاية من خلال هذه المشاهد:
المشهد الأول..« موتوا بغيظكم!»
" المكان: القاهرة.. الزمان: فبراير 1956 .. الحدث: لقاء بين مدير البنك الدولى آنذاك يوجين بلاك والرئيس عبد الناصر. وخلال اللقاء قال ناصر لبلاك: نحن لدينا" عقد" من القروض والفوائد، ولا نستطيع أن ننسى لأن هذا التاريخ عالق بذهننا ودمنا، ولا يمكن أبدا أن نقبل ما يمس سيادتنا".
وفى هذا الوقت كانت انجلترا تسعى بكل السبل لمنع موضوع بناء السد العالى، ووقف اللورد كيلرن فى مجلس اللوردات الإنجليزى وصرخ:" كيف نعطى مصر مساعدات وهى التى لا تسمع كلامنا وتتزعم الدعوة التحررية وتحاربنا؟ كيف نعطيها خمسة ملايين استرلينى؟.
وهكذا بدأت فى الصحافة البريطانية حملة شعواء محمومة ضد مصر، لدرجة أن أحد البرلمانيين هناك اقترح منع المياه عن مصر ببناء سد على النيل فى أوغندا أو كينيا ( ألا يذكرنا ذلك بشىء مشابه يحاك ضد مصر هذه الأيام؟)
وينتهى المشهد بأن تعلن الولايات المتحدة فى 20 يوليو1956 ، فى بيان أصدرته الخارجية الأمريكية، سحب تمويل مشروع السد العالى، وتعللت بأن السد مشروع مكلف جدا، وسيؤثر على حقوق إثيوبيا وأوغندا والسودان فى مياه النيل، كما أنه لا يمكن بناؤه فى أقل من 12 إلى 16 سنة.. يعنى ببساطة.. مشروعك يا عبد الناصر غير عملى ولا يمكن أن نموله لك!
..هيا نقرأ ما كتبه ناصر:
لقد كتب عبد الناصر بخط يده هذه الملاحظات:
-1إن المدة اللازمة لبناء السد 9 سنوات، وابتداء من السنة الرابعة تبدأ فوائده المادية، وسيزداد الدخل القومى لمصر حتى نهاية بنائه بما لا يقل عن 350 مليون جنيه سنويا.
2-تكاليف المشروع فى هذه السنوات التسع 600 مليون دولار، وتكاليف المرحلة الثانية 150 مليون دولار.
3 -عارضت مصر الولايات المتحدة وانجلترا فى إنشاء لجنة دولية للإشراف على مياه النيل.
-4عدم صحة ما يتم الترويج له حول آثار السد على السودان والحبشة وإثيوبيا.
وقد خاطب عبد الناصر الشعب فى24 يوليو ، أى بعد سحب تمويل السد بأربعة أيام قائلا: قامت فى واشنطن ضجة تعلن كذبا أن الاقتصاد المصرى يدعو إلى الشك، فإننى أقول لهم: "موتوا بغيظكم.. فلن تستطيعوا أن تتحكموا فينا.. أو تستبدوا بنا"
المشهد الثانى.. "باسم الأمة"
المكان: الإسكندرية.. الزمان 26 يوليو 1956 .. الحدث: أشهر خطاب للرئيس جمال عبد الناصر.
فى هذا اليوم المشهود، خاطب عبد الناصر الأمة بمناسبة مرور 4 سنوات على تنازل الملك فاروق عن العرش. هزّ عبد الناصر الدنيا كلها، قال: "باسم الأمة .. رئيس الجمهورية.. أصدر القانون الآن.. تؤمم الشركة العالمية لقناة السويس البحرية شركة مساهمة مصرية..!"
هيا إلى الوثائق:
إحدى الوثائق التى أهدتها الدكتورة هدى هى نص قرار الرئيس ناصر الخاص بقانون تأميم القناة. وما يعنينا فى هذه الوثيقة ما كتبه الرئيس بخط يده.. إذ كتب سطرين بعد انتهاء نص المادة الأولى للقانون ما يلى: " ويتم دفع هذا التعويض بعد استلام الدولة لجميع أموال وممتلكات الشركة المؤممة".
ثم نلاحظ فى الوثيقة نفسها قيام الرئيس بقلمه الخاص بشطب سطر ونصف السطركان نصهما كالتالى:" ويجوز لهذه الهيئة فصل من ترى فصله خلال سنة من تاريخ العمل بهذا القانون".
ويبدو أن الهدف من هذا الشطب كان الحرص على عدم المساس بحقوق العاملين بالشركة بعد تأميمها.. وهل يمكن لناصر- الذى جاء لإعادة حقوق العمال- أن يسلب حق العمال؟.
المشهد الثالث..
أنت مستعد يا يونس؟. مستعد يا أفندم!
المكان: القصر الجمهورى.. الزمان: قبل أيام من التأميم.. الحدث: تكليف محمود يونس بالإشراف على السيطرة على مكاتب الشركة.
لقد استدعى الرئيس عبد الناصر محمود يونس، الذى كان زميلا لعبد الناصر فى هيئة التدريس بكلية أركان حرب قبل ثورة 23 يوليو، وكلفه بقيادة عملية السيطرة على مكاتب شركة قناة السويس.
هيا إلى الوثيقة..
يقول ناصر:" كان كل شىء معدا سلفا. كان الجنود ينتظرون، ومعهم أوامر مختومة باحتلال مكاتب الشركة ومنشآتها، وكان يونس يعرف أن كلمة السر لبدء العملية أن أذكر أنا كلمة "ديليسبس" فى خطابى.. وما إن فرغت من إلقاء الخطاب حتى كانت العملية كلها قد نفذت، ولم أكن أتصور مدى الفرحة التى تم بها استقبال تأميم القناة، لا من الشعب المصرى وحده، بل فى العالم العربى كله."
المشهد الرابع.. إنها الحرب إذن
المكان: غرفة بمجلس الوزراء البريطانى فى 10 داوننج ستريت بلندن.. الزمان: بعد عدة أيام من قرار التأميم..
الحدث: رئيس الوزراء البريطانى آنذاك أنتونى إيدن يتحدث غاضبا أمام وزرائه.
أصابت خطوة عبد الناصر الجبارة كلا من انجلترا وفرنسا بالذهول، وعقدت الحكومة البريطانية اجتماعا عاجلا انتهى إلى أنه لا يمكن السماح لعبد الناصر بالسيطرة على القناة بهذه الطريقة، وهدد أنتونى إيدن رئيس وزراء بريطانيا بإمكانية اللجوء إلى القوة كحل أخير!.
أما فى واشنطن، فقد كان رأى أيزنهاور- رئيس الولايات المتحدة آنذاك- أنه مع تقديره لمدى قيمة القناة للعالم الحر فإنه أكد لإيدن فى رسالة كتبها له أن الخطوة التى يفكر فيها إيدن باستخدام القوة العسكرية لا يجب أن تتخذ إلى أن يتم اكتشاف ودراسة كل وسيلة سلمية. كما كتب أيزنهاور لرئيس وزراء فرنسا حينئذ جى مولييه قائلا: أشعر بأن الموقف الحالى يتطلب أن نتصرف باعتدال، وأقترح اللجوء إلى عقد مؤتمر دولى.
وقد تسلمت الخارجية المصرية فى 3 أغسطس 1956 نص البيان الثلاثى الصادر من الدول الثلاث؛ الولايات المتحدة وانجلترا وفرنسا، وكان أهم ما فيه رفض الإجراء المصرى بتأميم القناة، والمطالبة بإنشاء نوع من الإدارة تحت إشراف دولى لتأمين العمل فى القناة، كما دعت بريطانيا إلى عقد مؤتمر دولى فى لندن فى 16 أغسطس.
وطبعا رفضت مصر هذا البيان المجحف، وأكدت أنه لا يوجد ارتباط بين شركة قناة السويس المصرية واتفاقية 1888 الخاصة بحرية الملاحة فى القناة.
.. هيا إلى الوثيقة:
يرد الرئيس عبد الناصر على المزاعم القائلة بأن التأميم سيعطل الملاحة فى القناة بوثيقة مكتوب فيها بخط يده باللغة العربية ما يلى: «إذا كان الغرض هو الملاحة فى القنال.. الملاحة منتظمة من 40 يوما ولا يهددها إلا محاولات فرنسا والتهديد بالحرب.. وإذا كان الغرض هو إرغام مصر على قبول سيطرة خارجية على جزء من أراضيها فهذا شىء آخر. هل يمكن عزل القنال عن مصر؟ بريطانيا حاولت ذلك من قبل دون جدوى».
.. وماذا فعلنا لهم؟
وفى وثيقة أخرى يكتب ناصر بخط يده: «هل التهديد والعقوبات الاقتصادية تتمشى مع مبادىء الأمم المتحدة، ماذا عملت مصر ضد مبادىء الأمم المتحدة؟ أممت شركة قناة السويس المصرية بتعويض عادل»
.. ما هى السياسة؟
ربما تكون واحدة من أهم الوثائق، تلك الوثيقة التى كتبها الرئيس عبد الناصر بخط يده فى أثناء الأزمة، وتساءل فيها عن مغزى السياسة. لقد كتب ناصر فى النصف الأعلى من الوثيقة باللغة الإنجليزية:
" كولونياليزم.. دومينيشان.. ناشيوناليزم.. إز إت بوليتيكس؟"
وترجمتها بالعربية:" الاستعمار والسيطرة والهيمنة.. هل هذه سياسة؟" وكان ناصر يقصد التهديد البريطانى الفرنسى باحتلال القناة بالقوة.
ثم كتب فى الوثيقة نفسها باللغة العربية:" كيف يمكن إقناع المصريين؟ وكيف يمكن السيطرة عليهم بعد اغتصاب جزء من أرضهم؟ هل هذه سياسة؟ تدويل القناة هل هو سياسة؟ رد فعل التدويل هل هو سياسة؟
ثم عاد ليكتب بالإنجليزية ما معناه:" هذه السياسة داخل مكتب القناة". وفى آخر الوثيقة كتب بالعربية عبارة" البنك الدولى".
إن تلك الوثيقة تبين لنا بوضوح كيف كان ناصر ينظر للقضية. لقد نظر إليها كالتالى:
كل ما يفعله الغرب ضد مصر ليس سياسة، بل محاولات للهيمنة، وهذا ما لن يقبله المصريون. إن الرئيس يؤمن إيمانا قطعيا بحق المصريين فى إدارة قناتهم بأنفسهم.
.. ما هو السبب؟
وفى وثيقة أخرى نرى خط الرئيس ناصر وهو يكتب بالإنجليزية ما ترجمته: «ما السبب فى هذا الموقف الخطير؟ ماذا حدث؟ إن مصر باشرت حقا من حقوقها كان سيؤول إليها عام 1968 ، ما هو تأثير ذلك على حرية الملاحة؟؟ وهل كانت الشركة مسئولة عن حرية الملاحة؟ ما هو الغرض من خلق هذا الموقف الخطير؟ هل كان هذا سيحدث سنة 1968 عند انتهاء امتياز الشركة؟
بعض الدول تقول إن مصر خرقت (وهنا يكتب الرئيس كلمة خرقت بالإنجليزية b reached ) المعاهدات الدولية..
أى معاهدة دولية خرقتها مصر؟ وضع القنال- إدارة القنال- حرية الملاحة فى القنال؟».
ثم يكتب بالإنجليزية ما معناه "الوضع الخطير" The grave situation ثم بالعربية: التهديد باستخدام القوة، وبالإنجليزية ما ترجمته " فرض عقوبات اقتصادية" ، ثم بالعربية: " محاولة التأثير على حرية الملاحة بسحب الموظفين".
إن القراءة المتمعنة للوثيقة توضح أن الرئيس عبد الناصر كان مدركا لحجم التحديات التى ستعقب التأميم، كما أنه أدرك الادعاءات والأكاذيب التى دفعت الغرب لاتخاذ هذا الموقف الخطير، وكان السؤال الذى كتبه ناصر بخط يده: هل تأثرت حرية الملاحة بالقناة؟ كاشفا المسألة برمتها.. الموضوع ليس القناة.. بل ما وراء القناة. ببساطة ما كانت تمثله الثورة المصرية على مصالح الغرب آنذاك!
إنه استعمار مشترك! .. وعن الاقتراح بإنشاء إدارة دولية لإدارة القناة كتب عبد الناصر بخط يده فى أعلى إحدى الوثائق عبارة بالإنجليزية ترجمتها: التعاون والثقة الدوليين International Confidence & Cooperation ثم يتساءل الرئيس بالعربية: كيف يمكن تحقيق ذلك إذا كانت مصر كلها تنظر إلى هذا العمل كاستعمار مشترك يمس سيادتها؟
ثم يكتب الرئيس: إن هذا الاقتراح لا يحقق هذا الغرض( يقصد التعاون والثقة الدوليين) بل هو ضده.
.. ويكتب: هدف وطنى جديد: تحرير القنال من الاستعمار المشترك، ثم يتساءل: وماذا ينتج؟ (يقصد الاقتراح بإدارة دولية للقناة) هل ستنتظم الملاحة ضد شعور الشعب؟ ماذا تعمل UN –كتبها بالإنجليزية وهى منظمة الأمم المتحدة.. ماذا تعمل الحكومة؟ وماذا يعمل مجلس إدارة القناة( يقصد الرئيس المجلس الذى اقترحوه لإدارة شئون القناة بدلا من الحكومة المصرية).. ثم ينهى ناصر الوثيقة بإقرار حقيقة ظل يؤمن بها حتى نهاية حياته.. قال: «الشعب المصرى عامل هام فى هذا الوضع لأنه يعيش على ضفتى القناة».
وأين مسئولية مصر؟
بعد ذلك سنجد وثيقة فى الكتاب بخط يد عبد الناصر طرح فيها هذه الأسئلة: ماهى حماية القناة؟
ماهى مسئولية مصر؟
كيف ستحرس هذه اللجنة( يقصد التى اقترحوها لإدارة القناة) القناة؟
كيف ستتعامل مع العمال؟
هل هذه بداية أم نهاية المتاعب؟
فى الحرب العالمية ماذا حدث؟
هل العملية هى operation فقط؟
كيف ستعمل اللجنة فى بلد معاد؟
وفى وثيقة أخرى يتساءل الرئيس: ما معنى هذا؟ هل كانت شركة قناة السويس تحقق هذا الغرض؟ كيف تفصل هذا عن مصر؟ من المسئول عن حماية القنال؟ الأهالى فى بور سعيد والإسماعيلية والسويس والعمال.
ونجد وثيقة أخرى حملت عنوان" الخلاصة" كتب فيها الرئيس جملة باللغة العربية تقول: إن النظام المقترح، والظروف التى نقابلها، تبين أن الغرض منه هو .. ثم كتب بالإنجليزية ما معناه: إنهم يستهدفون إجبار مصر على الموافقة على التخلى عن حقوقها وعن سيادتها، وكل مصرى سيعتبر هذا الإجراء استعمارا مشتركا، وسيقاومه حتى يتخلص منه.
.. وأخيرا:
تأتى الوثيقة التى كتب فيها ناصر:"مصر ستدافع عن حقوقها وسيادتها، حقوقها فى ملكية القنال، وحقوقها فى إدارة القنال. إن مصر أعلنت أنها تحترم اتفاقية 1888.
.. وبعد ذلك كتب بالإنجليزية عبارات تحمل المعانى نفسها التى كتبها باللغة العربية، ولعل جملة واحدة كتبها توضح لنا حقيقة المسألة بالضبط.. لقد كتب:
صدى البلد


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.