"البعض من فرط الجهل بتعامل مع عذاب القبر ونعيمه كأنه ركن من أركان الدين وأصل من أصوله وفرض من فروضه، وهو ما يوضح التدهور الكبير في الثقافة الدينية في بلدنا"هذا ما بدأ به ابراهيم عيسي مقاله في احدى الصحف المصرية استكمالا لأفكاره في إنكار عذاب القبر. وقال عيسى "إن اربعين عاما من الإختراق الوهابي الصحراوي البدوي والتراجع الأزهري المذهل المؤلم جعلوا ثلاثي الجهل والجمود والتخلف يرتع في العقل المصري،وهو ما يصنع من أبنائنا دمي وعرائس يلعب ويتلاعب بها الاخوان والسلفيون والارهابيون كيفما شاءوا،وكأن الناس لا يكفيها ردعا وتخويفا وترهيبا عذاب جهنم وويل نار الله الموقدة التي يتوعد بها المشركين والعصاة فتصمم علي وجود عذاب القبر فيا أخي من لم تردعه جهنم هل يؤثر فيه ثعبان اقرع".
ويضيف عيسى "بمناسبة الثعبان الأقرع يبدو أن البعض قد صدمه قولي انه لا يوجد ثعبان أقرع أو بشعر، فيا ألطاف الله علي كل ذلك الجهل المفرط فقد عبنا في ذلك الثعبان سواء كان أقرع أو أصلع يمس قلوب بعضهم النيئة،والسؤال القاسي بالفعل هو كيف يعذبنا الله عز وجل قبل أن يحاسبنا،يابهوات ياعقلاء يابني آدمين،الله عادل لن يعذب أحدا قبل أن يحاسبه،والله هو من سيحاسب وليس ملائكة مندوبين عنه وسنعرض علي الصراط أمام الله الواحد الأحد وليس في جوف قبر نكون فيه روحا ميتة وترابا".
"إن من يقول بعذاب القبر يعني أن الله يعذب الناس قبل حسابهم وقبل العرض عليه أي أن هناك حسابين وليس حسابا واحدا وأن الله يعذبنا قبل أن يحاسبنا ،فكيف نقبل علي الله مثل هذا الافتراء والتجرؤ،فمن يقول يوجود عذاب القبر يعني أن هناك يومين للقيامة وليس يوما واحدا،يوم في القبر والاخر يوم الحشر،فكيف باالله عليكم نصدق هذا عقلا وشرعا".
"كيف نقبل يوجود عذاب قبل الحساب،وكيف سنكون يوم القيامة كالعهن المنفوش ونفر من أمنا وأبينا وصاحبتنا وأبنائنا إذا كنا قد عرفنا النتيجة قبلها وأطلعنا علي أننا عصاة تم تعذبينا وحسابنا في القبر،"قالوا ياويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون" سورة يس،من أين يأتي البعث والصدمة والمفاجأة وهول القيامة إذا كان الناس قد عرفوا في قبورهم مصيرهم في الجنة أو النار..طبعا دعك من الأسئلة المنطقية من نوع هل نشعر ونحن موتي،وهل نحس بالعذاب ولدغ الثعبان الأقرع بينما جسد هؤلاء المعذبين قد تحول إلي تراب".
ويضيف عيسي"أن المولي عزوجل يقول "ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون مالبثوا غير ساعة كذلك كانوا يؤفكون"سورة الروم،وما أهمية العذاب إذن إذا لم يكن المجرمون يشعرون به،وهل حين يتم تعذيبهم في القبر فيموتون من الالم هل تعاد أرواحهم مرة أخري كي يتم عذابهم،أي أن الخلود في القبر وليس في الجنة أو النار،لكن يبدو أن المفروض أن ننسي المنطق والعقل تمام كي نصدق حديثا منسوبا للنبي صلي الله عليه وسلم أو تأويلا من شيخ،ولماذا ستجادل كل نفس عن نفسها يوم القيامة،"يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها وتوفي كل نفس ماعملت وهم لا يظلمون"سورة النحل".
"هل نجادل بعد التعذيب وما فائدته إذن،وإذا كان هناك عذاب قبر وهو مهم جدا عند كثير منا لهذه الدرجة فالسؤال يبقي مشروعا لماذا لم يصرح به المولي عز وجل في قرآنه الكريم واضحا قاطعا كما كل آيات النعيم والعذاب والوعد والوعيد والترغيب التي أنزلها علي نبيه صلي الله عليه وسلم،ولماذا سمي يوم القيامة بيوم الحساب طالما هناك عذاب قبل الحساب،فيقول ربنا عز وجل "ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار"سورة إبراهيم،ويقول الله انه يوم واحد معلوم وليس يومين ولا حسابين ولا عذابين،هو يوم القيامة .. أم أن لديكم رأيا آخر".