بملابس بالية متسخة، تملؤها الرقع، استقبل "أطفال الشوارع" عيد الفطر، يفترشون طرقات "وسط البلد"، ينتظرون إحسانًا من المارة، الذين يغدقون عليهم المال في الأعياد -حسب قولهم- فهم لا يحبون العيد إلاّ لجني بعض المال، ولكنهم لا يشعرون بفرحته ولا يمرحون فيه مثل باقي الأطفال. كاميرا " مصر العربية " سجَّلت مع عددٍ من أطفال الشوارع في منطقة "وسط البلد" خلال أيام عيد الفطر، والذين اشتكوا من شعورهم بالحرمان لعدم ارتدائهم ملابس جديدة بالعيد مثلهم مثل باقي الأطفال، وعن احتياجهم للذهاب في فسحة، والحصول على "عيدية". فيقول "إبراهيم"، "10 سنوات": "أنا مش حاسس بالعيد.. نفسى أروح المراجيح بس مش عارف ومش معايا فلوس وحاسس إنهم مش هيرضوا يدخلوني للملاهي وسط ولاد الناس الكويسين عشان أنا لابس قديم".. وبسؤاله عن أمنيته، تمنى "إبراهيم" أن يشتري له أحد "شبشب" جديدًا لأن حذاءه قطع.
إحصائيات منظمة اليونيسيف تشير إلى ارتفاع عدد أطفال الشوارع في مصر لما يقرب من مليوني طفل! نسبة منهم تقترب من 60 في المائة يتسمون بالعدوانية، وعدم الانتماء للمجتمع مما يجعلهم شوكة تنخر في نسيج الوطن.
فيما قال "عماد" أحد الأطفال بشارع طلعت حرب، إنه يفضل يوم العيد عن باقي الأيام؛ لأن الناس تمنحهم فيه "فلوس كثيرة"، مضيفًا: "نفسي اشتري كورة ولبس جديد، وآكل لحمة في العيد".
وتشير إحصائيات المنظمات الحقوقية التابعة للأمم المتحدة إلى إصابة 25 في المائة منهم بفيروس نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، بالإضافة إلى الكثير من الأمراض الأخرى التي يستعصي علاجها في بعض الأحيان خاصة عندما ترفض الكثير من المستشفيات استقبالهم لعدم وجود ضامن أو بطاقة هوية.
فيما قال "أمير" أحد أطفال الشوارع: "يقولون إن العيد فرحة، لكنى أراه يومًا مثل أي يوم" مفيش فرق أنا عمري ما شوفت الفرحة دي، مضيفًا: "محدش بيحس بينا.. العيد معناه إني يبقى عندي أهل أخرج معاهم وأتفسح وأنا معنديش أهل يبقى عمري ما هفرح". نقلا عن مصر العربية