في جولتنا على الصحف اللبنانية اليوم، نطالع آخر المستجدات السياسية والامنية التي رصدتها تلك الصحف في ضوء المواقف الاخيرة التي اعلنها امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، وايضا في ظل الرسالة "الشديدة اللهجة" التي وجهتها واشنطن عير سفيرتها مورا كونيللي للحكومة حول تمويل المحكمة الدولية. تهديدات امنية جدية البداية مع صحيفة "النهار" التي نقل مراسها من باريس عن مصادر ديبلوماسية غربية خشيتها من ان يؤدي تدهور الاوضاع الامنية في سوريا الى توتر متصاعد في لبنان. وتشير امصادر الى ان ثمة معلومات عن توغل أعداد من عناصر تنظيمات اصولية الى جنوب لبنان، خصوصا الى داخل المخيمات الفلسطينية. وهذا التوغل شبيه جدا بالذي حصل ابان المعارك التي واجه فيها الجيش اللبناني عناصر من "فتح الاسلام" في مخيم نهر البارد المجاور لمدينة طرابلس. هذا أبدت المصادر، وفق "النهار"، تخوفها من تصاعد احتمالات استهداف القوات الدولية في جنوب لبنان "اليونيفيل" من جهات ارهابية، ولاسيما عند حصول مشاكل سياسية داخلية. كذلك حذرت المصادر من توغل الجيش السوري داخل الاراضي اللبنانية، معتبرة ان سوريا تحاول من خلاله صبّ الزيت على النار. من جهة اخرى، لاحظت المصادر ان التوترات داخل الحكومة اللبنانية بدأت تطاول التحالفات داخلها مع ا قتراب استحقاقي الموازنة والتعيينات الادارية، واللذين سيوضحان بشكل او بآخر الموقف الحقيقي للحكومة ولرئيسها من ملف المحكمة الخاصة بلبنان، واعتبرت ان الرئيس نجيب ميقاتي يواجه موقفا حرجا قد لا يكون له مخرج منه سوى تقديم استقالته من رئاسة الحكومة في حال اصرار "حزب الله" وحلفائه على عدم تمويل المحكمة. واشارت، دائما بحسب "النهار"، الى ان اندلاع خلاف حقيقي حول تمويل المحكمة قد يؤدي الى فراغ حكومي.... جرعة استقرار من ناحيتها، رأت "السفير" انه "مع مغادرة الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصر الله مربع الصمت، المستمر منذ أسابيع عدة، إزاء قضايا عربية ولبنانية كثيرة ومتزاحمة، فإن واقع الاستقرار السياسي والأمني، الذي شدد نصر الله على رسوخه، لن يعكره ضجيج إعلامي حول لاسا وأخواتها في المتن أو الضاحية، ولا جدول أعمال وزاري مؤجل في انتظار عودة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وصحبه الوزراء من رحلتهم السعودية للوقوف الى جانب عاهلها، في يوم وداع ولي العهد الأمير الراحل سلطان بن عبد العزيز، جنبا الى جانب سعد الحريري وقيادات عربية وإسلامية أبرزها الوفدان الايراني برئاسة وزير الخارجية علي أكبر صالحي والسوري برئاسة فاروق الشرع." هذا الاستقرار أضاف اليه السيد نصر الله، بحسب الصحيفة، جرعة كبيرة عندما أشار الى اجتماع مصالح لبنانية وعربية ودولية على تجنيب لبنان ارتدادات ما يجري في المنطقة، وأن كلمة السر الأميركية تلقتها قوى لبنانية عدة، أولها قوى 14 آذار، التي كانت قد استمعت قبل ايام الى وجهة نظر مديرة مكتب مصر والمشرق في الخارجية الأميركية ليزا كارل، وهي ستستمع اليها مجددا اليوم، على لسان نائب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جاكوب والز، الذي وصل بيروت ليلا، آتيا من عمان. وتلفت "السفير" الى انه "وقبيل ساعات قليلة من إطلالة نصر الله، تعمدت السفيرة الأميركية توجيه رسائل غير مباشرة، عن طريق الرابية، حيث عممت بعد اجتماعها بالعماد ميشال عون بيانا حذرت فيه من عواقب جدية اذا لم يف لبنان بالتزاماته للمحكمة الدولية، وهو الموقف نفسه الذي تولى وزير الدفاع السابق الياس المر "البوح" به من السرايا الكبيرة، عبر قوله ان نتائج عدم التمويل ستكون سياسية واقتصادية حساسة ودقيقة وصعبة، ناقلا عن ميقاتي التزامه بالتمويل." ولعل إطلالة السيد نصر الله عبر قناة "المنار"، مساء امس، تتابع الصحيفة، ستشكل قاعدة النقاش السياسي في الايام المقبلة، لما تضمنت من مقاربات لملفات ساخنة، وخاصة ملف تمويل المحكمة الدولية بإعلانه رفض الحزب القاطع والنهائي لهذا التمويل وتحت أي ذريعة. الحاكم الناهي في المقابل، وتعليقا على مواقف السيد حسن نصرالله امس، كتبت صحيفة المستقبل في زاوية "المستقبل اليوم" تقول:"يعود زعيم "حزب الله" ليقدم الى اللبنانيين وجهة نظره الخاصة باعتبارها شأناً لبنانياً عاماً." وتضيف ان "ما يرضيه ويرضي حزبه ومشروعه وحلفاءه في دمشق وطهران هو الصحيح والباقي لا يهم... وذلك "الباقي" ليس إلا مصلحة لبنان العليا ومصالح اللبنانيين أينما كانوا". هذا وتشير المستقبل الى ان السيد نصر الله "يلوي عنق الحقيقة كيفما يشاء، ويستأنف حملته وافتراءاته على 14 آذار ومكوناتها، وعلى أهل الشمال وخياراتهم، ويستمر بعد ذلك في لعب دور محامي الدفاع عن بشار الأسد ونظامه باعتبار أن السوريين بعد ذلك النظام لا يعرفون شيئاً لا عن المقاومة ولا عن الممانعة ولا عن الجهاد في شأن قضية فلسطين ويحتاجون بالتالي الى دروس في ذلك منه ومن نظام دمشق". وتابعت تقول: "ثم يعود ليؤكد مباشرة هذه المرة ما صار معلوماً من أن حزبه لن يوافق على تمويل المحكمة الدولية.. يتحدث وكأنه حاكم بأمره في بلد عانى الأمرّين من سياسته وممارساته وسلاحه.. ولا يزال يعاني، ناسياً أو متناسياً أن اللعب على الكلام بضاعة كاسدة لا تشتريها لا الأممالمتحدة ولا غيرها وأن الالتزامات اللبنانية بالقرارات الدولية لا تحتمل لعبة التذاكي الجارية الآن في حكومة الانقلاب والانقلابيين". اما صحيفة "اللواء" فذكرت انه "في خضم الضغوطات الجارية في المنطقة على اكثر من جبهة، شهد ملف تمويل المحكمة الخاصة بلبنان، محطة تقاطع صدامي بين حزب الله والولايات المتحدة الاميركية، وان بدا ان الطرفين التقيا على ان الاستقرار في لبنان مطلوب اكثر من اي وقت مضى•" خارطة للاداء الحكومي ودلت الاطلالة الاعلامية التي كانت اشبه باطلالة معممة (نقلها تلفزيون" N.B.N" و"العالم" و"الدنيا")، بحسب الصحيفة، ان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، قدم مطالعة سياسية شاملة، جاء الوضع في لبنان في ترتيبها الاخير، ليظهر وكأنه الممسك الفعلي بمقدرات الحركة السياسية الداخلية، وصاحب التأثير في اللعبة الكبيرة الجارية في عموم المنطقة، عشية الانسحاب الاميركي من العراق، ومقتل معمر القذافي في ليبيا، وبعد صفقة التبادل التاريخية بين حركة "حماس" واسرائيل• هذا ورأت "اللواء" ان الرسائل التي اطلقها تمثلت برسم خارطة للاداء الحكومي والاضاءة على نقاط مفصلية للمشهدين الاقليمي والعربي: 1- قطع السيد نصر الله على نحو يقيني لا يقبل الاجتهاد او التأويل بأن الحزب ليس مع تمويل المحكمة، وان الرئيس نجيب ميقاتي لم يلتزم في مفاوضات تأليف الحكومة لا بعدم تمويل المحكمة ولا بسحب القضاة او الغاء البروتوكول• . 2- رسم آلية للخروج من المأزق متجاوزاً الديمقراطية التوافقية بدعوة الرئيس ميشال سليمان للاحتكام الى التصويت بعد نقاشات يريدها مستفيضة بشأن وجهات النظر المتضاربة تجاه تمويل المحكمة• 3- تميزت لهجة السيد نصر الله بابداء الارتياح والود تجاه الرئيسين ميشال سليمان وميقاتي والنائب وليد جنبلاط... 4- ومع اقراره بأن الرئيس ميقاتي هو الذي يتحدث باسم الحكومة، الا انه تولى النيابة عن الوزراء تعداد إنجازات حكومة المائة يوم... بداية النهاية بعيدا عن الشؤون المحلية المعقدة، أضاءت صحيفة "الجمهورية" على الحدث الديبلوماسي الاميركي – السوري والمتمثل بسحف السفير روبرت فورد من دمشق، بحيث علمت الصحيفة من مصادر مقرّبة من الادارة الأميركية ومن أعضاء الكونغرس الأميركي، أن سحب السفير الأميركي من دمشق يعني "بداية نهاية بشار الأسد، وأن الأوضاع أصبحت أكثر تأزما". فلهذا الأمر، كما تقول المصادر، ان هناك تداعيات سياسية كبيرة أكثر مما هي أمنية، معتبرة أن "السفير الأميركي روبرت فورد غادر دمشق من دون رجعة". هذا وتحدّثت المصادر عن معلومات تشير الى "انشقاقات كبيرة، ستحصل قريبا، في صفوف الجيش السوري، حيث سيعمد هؤلاء المنشقون الى إقامة مناطق عازلة خاضعة لنفوذ الجيش المُنشق". وبعد إقامة هذه المناطق، تقول المصادر أن "المسؤولين الأميركيين سيتوافدون الى هذه المناطق لتقديم الدعم للثوار". وتشير المصادر نفسها للصحيفة الى "جدال قائم حاليا حول ما اذا كانت تركيا ستقدّم الغطاء العسكري للتدخل لحسم الملف السوري، أم أن "الناتو" سيتولى المهمة". فالولايات المتحدة الأميركية، بحسب المصادر، "تمارس ضغوطات على تركيا لكي تقوم بهذا الدور، بما أنها الأقرب الى المنطقة، الا أنها ما زالت رافضة للموضوع، بحجّة أنها لا تريد للأكراد في سوريا أن يتمتعوا بحكم ذاتي." وتشير المعلومات الى أنه في غضون شهر أو شهرين، ستشهد سوريا تدخلا عسكريا مدعوما من الغرب بأكلمه، وأميركا لن تنتظر جواب تركيا بل ستتخطاها وستحسم الموقف، وبذلك تكون تركيا خسرت ورقتها لدى الغرب، خصوصا في ما يتعلق برغبتها في أن تكون عضوا في الاتحاد الأوروبي".