جراسا نيوز حث وزير الخارجية الأميركي جون كيري، ووزير الدفاع تشاك هغل أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي، في جلسة استماع المجلس، على دعم قرار الرئيس الأميركي باراك أوباما بشأن الضربة العسكرية على سوريا. وقال كيري 'لدينا أدلة مادية عن أماكن إطلاق الصواريخ وتواريخ إطلاقها، ولدينا أدلة مادية تشير إلى كل نقطة جغرافية تم استهدافها، وفي غضون دقائق دوت وسائل الإعلام بصور وحشية عن الأضرار التي نتجت عن ذلك، من قتلى وجرحى ودمار، وهذه الصور حقيقية لم يتم اختلاقها'. وأوضح 'نحن نعتبر أن السلاح الكيماوي في سوريا يهدد أمننا وأمن المنطقة، العالم لا يتساءل ما إذا كان نظام الأسد نفذ أسوأ هجوم في القرن 21، لكنه يتساءل الآن إذا كانت الولاياتالمتحدة ستلتزم الصمت وتسمح بمرور هذه الجريمة من دون عقاب'. وتساءل كيري عن نتائج الصمت قائلا 'ما هي الرسالة التي نبعثها إذا لم نتحرك؟ سنسمح بذلك للأسد أن يستخدم الأسلحة الكيماوية مرة أخرى، ويمكن له أن يقرأ صمتنا كإذن لاستخدام الأسلحة البيولوجية في المستقبل، ما يسمح أيضا لديكتاتوريين آخرين باستخدام الكيماوي'، وضرب مثلا على ذلك حزب الله اللبناني. ووصف كيري الأسد بالغباء إن حاول الرد على الضربة قائلا 'البعض يخشى من رد النظام السوري، إذا كان الأسد غبيا بما فيه الكفاية كي يرد على ما نستهدف ردعه سيكون أغبى الأغبياء' وقال إنه 'حتى إيران وروسيا تقولان إن استخدام الكيماوي غير مقبول'. من جهته، أيد رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي روبرت منديز، الضربة العسكرية على سوريا بقوله إن الهجوم الكيماوي يجب ألا يمر دون عقاب. وأوضح منديز أن 'التدخل العسكري ليس بالقرار السهل في سوريا أنا أدعم قرار الرئيس باراك أوباما باستخدام القوة العسكرية ضد الجريمة البشعة ضد الإنسانية'، وأضاف أن 'عواقب البقاء مكتوفي الأيدي ستكون كبيرة'. وأشار إلى أنه 'لابد من أن نضع مصالحنا الشخصية جانبا ولابد أن نتخذ القرار المناسب بالوقت المناسب، والتفويض الذي نسعى إليه هو بشأن عملية محدودة مركزة لا تشمل نشر جنود أميركيين'، وأضاف 'نحن تعبون من الحرب لكننا لسنا مستعدين لإسكات ضميرنا، ولا ننوي أن نشهد مذبحة كيماوية أخرى لأن البعض يريد استخدام الفيتو بالأمم المتحدة'. وبخصوص استخدام الكيماوي أكد منديز على أن النظام السوري هو الذي استخدم الأسلحة الكيماوية ضد شعبه، وقال 'الحكومة السورية قامت بالهجوم الكيماوي ونعلم أن بشار الأسد يملك الأسلحة الكيماوية، ولدينا أدلة على استخدام الكيماوي على نطاق أضيق العام الماضي بضواحي دمشق ولم تكن المعارضة التي استخدمت غاز السارين'. وأشار إلى أن 'علماء سوريون كانوا يعملون بضواحي دمشق في 18 أغسطس وصولا إلى اليوم الذي وقع فيه الهجوم، ولدينا معلومات من الأقمار تؤكد استخدام غازات خانقة'. وعن الأدلة السرية الأخرى أوضح منديز أنه سيتم النظر بها في جلسة مغلقة. على صعيد آخر كشف كيري، أن المملكة العربية السعودية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وتركيا عرضت على الولاياتالمتحدة استخدام قواعدها العسكرية في أي عمل عسكري محتمل ضد سوريا. ونقلت شبكة (سي إن إن) الأمريكية عن اثنين من أعضاء الكونغرس اللذين شاركا في اجتماع عبر الفيديو مع كيري، أن الأخير أبلغ الأعضاء الديمقراطيين في الكونغرس خلال الاجتماع بأن ثلاث دول شرق أوسطية، هي السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وتركيا، كانت من أوائل البلدان التي أعلنت عن دعمها للعملية العسكرية ضد نظام الرئيس السوري، بشار الأسد. وأضافا أن كيري توقع خلال الاجتماع الذي أجراه مع مسؤولين كبار في الإدارة الأمريكية مع أعضاء الكونغرس، أن تحذو دول أخرى حذو البلدان الثلاثة، لدعم أي عمل عسكري تقوم به القوات الأمريكية ضد النظام السوري. واشارا إلى أن نحو 171 من الأعضاء الديمقراطيين في مجلس النواب، شاركوا على الطرف الآخر في الاتصال مع مسؤولي إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما. وقال عضوا الكونغرس إن كيري ألمح إلى أنه منذ إعلان أوباما عزمه توجيه ضربة عسكرية إلى سوريا، ودعوته الكونغرس إلى تفويضه باستخدام القوة، فقد أعلن نحو 100 من أفراد الجيش السوري انشقاقهم عن القوات النظامية. رغم إعلان كيري حصول الولاياتالمتحدة على تأكيد من بعض دول المنطقة بدعم العملية العسكرية ضد سوريا، فقد نقلت الشبكة عن دبلوماسيين عربيين أن المحادثات مع السعودية والإمارات مازالت في مراحلها الأولية، ولم تتم مناقشة أية تفاصيل بعد. وتواصل إدارة أوباما مساعيها لحشد أعضاء الكونغرس للتصويت لصالح قرار الرئيس بتوجيه ضربة عسكرية إلى نظام الأسد، على خلفية اتهامه بالوقوف وراء الهجوم الكيميائي على ريف دمشق الشهر الماضي. ومن جهته، وصف السيناتور الجمهوري، جون ماكين، المرشح الرئاسي السابق، أية معارضة محتملة من جانب الكونغرس لقرار التدخل العسكري في سوريا بأنه سيكون "كارثة تضر بمصداقية الولاياتالمتحدة، والرئيس الأمريكي."