تحل المدينة المحرمة ضيفة على متحف اللوفر مع اختيار 130 قطعة من القصر الملكي في بكين تحيي عالم الاباطرة الصينيين وتلقي الضوء على موهبة بعضهم الفنية والتبادل العلمي والثقافي الذي قام مع اليسوعيين في عهد لويس الرابع عشر. هذه الاعمال مأخوذة من مخازن القصر الملكي الرائعة التي تحوي 1,8 مليون قطعة. بعض الاعمال المستعارة لم يسبق لها ان غادرت الصين. وهي تضم لوحات ورسومات حبر على ورق وخزفيات وبرنقيات واختاما وملابس ملكية. يقام معرض "المدينة المحرمة في اللوفر: اباطرة من الصين، ملوك من فرنسا" من 29 ايلول/سبتمبر الى التاسع من كانون الثاني/يناير في ثلاثة اماكن منفصلة من المتحف الباريسي الكبير. فثمة جانب تاريخي يقام في جناح سولي واخر هندسي قرب "فوسيه مدييفو" وثالث يتعلق بالامبراطور كيانلونغ الذي دام حكمه من 1736 الى 1795 في جناح ريشوليو. ويقول جان-بول ديروش امين متحف غيميه (باريس) واحد مفوضي المعرض "هذا يصعب الامر على الزائر الا انه سيحصل على خريطة تخوله التنقل". قاعات اللفور عدلت لتفسح المجال اما اباطرة الصين. ويوضح ديروش "شركاؤنا الصينيون ارادوا ان يكونوا قرب هرم" اللوفر. ويضيء المعرض على التاريخ المتقاطع لملوك فرنسا والصين منذ سلالة يوان (1271-1368) حتى اباطرة سلالة كينغ (1644-1911). العلاقات الاولى المثبتة بين البلدين تعود الى القرن الثالث عشر عندما اقترح المغول الذين كانوا يحكمون الصين على ملك فرنسا فيليب لو بيل تحالفا ضد المماليك على ما يرد في برقيات دبلوماسية. القطعة الاثمن في المعرض بنظر الصينيين هي الكتاب الجنائزي للامبراطور هونغوو (حكم من 1368 الى 1398) مؤسس سلالة مينغ (1368-1644). ويوضح دوروش "انه وثيقة مؤسسة لسلالة مينغ ولم يسبق ان خرج من الصين". الامبراطور يونغل (1403--1424) بنى المدينة المحرمة ما سمح بنقل العاصمة من نانكين الى بكين العام 1421. في عهد سلالة كينغ ابدى الامبراطور كانغشي (1662-1722) انفتاحا على الغرب. كان معاصرا لحكم الملك لويس الرابع عشر واستقبل يسوعيين في بلاطه واهتم للمعارف العلمية والثقافية. واقام في المدينة المحرمة مشاغل ضمت فنانين صينيين واوروبيين مساهما في ظهور اسلوب خليط في البورتريهات والمناظر الطبيعية. الرسام الايطالي من ميلانو جوزيبي كاستيليوني (1688-1766) اصبح رسام البلاط الرسمي في 1716. وبقي الفنان الايطالي الذي اتخذ اسم لانغ شينينغ الصيني، رساما في عهد ثلاثة اباطرة ولا سيما كيانلونغ الذي شكل حكمه على مدى ستين عاما ذورة سلالة كينغ. كيانلونغ كان حفيد كانغشي ويعتبر "ساحر الثقافة" و"جامعا استثنائيا للقطع الفنية" على ما يقول ديروش. كان يكتب الشعر ويمارس فن الخط يوميا ويرسم ويعزف على الة المزهر. وكان هذا الامبراطور فارسا ماهرا وكان يطلب من كاتسليوني وضع بورتريهات للاحصنة التي كانت تقدم اليه على شكل إتاوة. ومن الاعمال الملفتة في المعرض "استقبال السفراء الاجانب" في عهد كيانلونغ وهو لفافة مرسومة على الحرير تظهر الامبراطور يستقبل السفرء الاجانب في المدينة المحرمة بمناسبة رأس السنة.