المقر البابوى فى كاتدرائية القديس بطرس بالفاتيكان شهد، أمس، اللقاء التاريخى الذى لم يتكرر منذ 40 عاما بين بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الأنبا تواضروس الثانى، وبابا الفاتيكان فرانسيس الأول.وكان فندق سانتا مارتا بالفاتيكان شهد اللقاء الأول بين البابوين بشكل غير رسمى بعد ظهيرة أول من أمس (الخميس)، عقب وصول البابا تواضروس للفاتيكان، كما قال مدير المكتب الإعلامى للكنيسة الكاثوليكية فى مصر، الأب رفيق جريش، الموجود حاليا فى الفاتيكان لمتابعة اللقاء بين بابا الإسكندرية وبابا روما، مضيفا أن الفندق ذا ال120 غرفة وجناحا، والمخصص عادة لاستضافة الكاردينالات والأساقفة وكبار الزوار، يقيم فيه البابا تواضروس والوفد المرافق له، وفى ذات الفندق، يقيم البابا فرنسيس، الذى فضل البقاء فيه بدلا من الانتقال إلى السكن الذى يقيم فيه عادة بابوات الفاتيكان، فى الدور الثالث من القصر الرسولى.جريش أوضح أن البابا فرنسيس يفضل تحقيق رغبته فى التواصل والتقارب مع الآخرين، ضاربا عرض الحائط بكثير من عادات وتقاليد البروتوكول الفاتيكانى التى تفرض سياجا من العزلة عليه، وقد تحول دون تقاربه مع شعبه، موضحا أن اللقاء بين الباباوين الذى استمر نحو 60 دقيقة اتسم بالبعد عن المراسم الرسمية، مما يطابق الشخصية المتواضعة والمحبة لكل منهما.وقبل لقائه البابا فرانسيس ذهب البابا تواضروس الثانى إلى مقر المجلس الحبرى للوحدة المسيحية، وكان فى استقباله الكاردينال كوخ رئيس المجلس وسكرتير المجلس الحبرى والكاردينال جابريل كويك مسؤول الملف الأرثوذكسى فى المجلس، وحسب موقع حامل الرسالة التابع للكنيسة الكاثوليكية فى مصر فإنه كان لقاء وديا تسوده الألفة والمحبة، وقد تطرق الجانبان إلى كيفية تنمية وتدعيم العلاقات المسكونية بين الكنيستين.أما الكاردينال كورت، فقال -فى تصريحات صحفية عقب اللقاء- إن زيارة البابا تواضروس للفاتيكان خطوة كبيرة للأمام من أجل تحقيق الوحدة مع الكنائس الأرثوذكسية والشرقية، مضيفا أن نتائج اللقاء مع البابا تواضروس كانت إيجابية للغاية، وأنه سعد كثيرا للتعمق بالعلاقات المسكونية بين الكنيستين الكبيرتين، مؤكدا أن العلاقات بين الكنائس الكاثوليكية وجميع الكنائس الأرثوذكسية والشرقية ستصبح جيدة تدريجيا.وقال فرنسيس الأول عبر خطاب وجّهه إلى تواضوس «نشكركم على جهودكم لبناء التواصل بين الطوائف المسيحية داخل مصر، ونريد أن ننسى المسافة الكبيرة التى كانت بيننا وزيارتكم شرف لنا»، وأضاف بابا الفاتيكان فى خطابه، «صاحب القداسة، نحن على علم بعلامات الاهتمام والمحبة الأخوية التى ظهرت، منذ الأيام الأولى لتوليكم، إلى الكنيسة القبطية الكاثوليكية فى مصر، والبطريرك إبراهيم إسحق وسلفه، الكاردينال أنطونيوس نجيب»، متابعًا «ونحن نؤكد أن (المجلس الوطنى للكنائس المسيحية) الذى قد نشأ فى عهدكم، يمثل علامة مهمة عن إرادة جميع المؤمنين فى المسيح لتطوير العلاقات فى الحياة اليومية، ونحن نشكركم على ما تبذلونه من جهود لبناء التواصل بين الطوائف المسيحية داخل المجتمع المصرى».كان البابا تواضروس غادر القاهرة فى العاشرة صباح أول من أمس (الخميس) متجها إلى روما لبدء زيارته التاريخية للفاتيكان على متن طائرة «مصر الطيران» التى وصلت الواحدة والنصف بعد الظهر، (الخميس)، وكان فى استقبال البابا تواضروس سكرتير مجمع الوحدة المسيحية وسكرتير مجمع الكنائس الشرقية بالفاتيكان الأب خالد عياد والقائم على ملف الكنيسة الأرثوذكسية بالفاتيكان، والأب رفيق جريش مدير المكتب الصحفى للكنيسة الكاثوليكية بمصر، والسفير المصرى فى روما عمرو حجى والقائم بأعمال السفارة المصرية بالفاتيكان السيد أحمد رأفت، وعدد كبير من أبناء الجالية المصرية من المسيحيين الأرثوذكس فى إيطاليا. الدستور الاصلي
