غزة (رويترز) - دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) يوم الجمعة إلى استئناف عملياتها في قطاع غزة متهمة المنظمة الدولية بالمبالغة في رد الفعل بإغلاق مكاتبها بعد اقتحام متظاهرين لمقرها. وكانت الأونروا أغلقت جميع مكاتبها في غزة يوم الخميس بعد اقتحام محتجين لمقرها الرئيسي لمطالبتها بالتراجع عن قرار بوقف مساعدات سنوية بقيمة 40 دولار تدفعها للأسر الأشد فقرا في غزة. ويأتي الخلاف في وقت يتصاعد فيه التوتر في غزة والضفة الغربيةالمحتلة دون ظهور أي نهاية في الأفق للصراع المستمر منذ عقود في الشرق الأوسط. ومن المقرر أن يستأنف وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الجهود الدبلوماسية مع الإسرائيليين والفلسطينيين يوم الأحد بعقد اجتماعات في رام الله والقدس في الفترة من السابع حتى التاسع من ابريل نيسان بعد أسبوعين فقط من أول زيارة يقوم بها الرئيس الأمريكي باراك أوباما للمنطقة. ومثلما حدث مع أوباما من غير المتوقع أن يطرح كيري أي مبادرات جديدة لإحياء محادثات السلام التي انهارت في عام 2010 . وشهد الأسبوع الماضي اشتباكات عنيفة بين شبان فلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية في الضفة الغربية أثارت مخاوف من اندلاع انتفاضة جديدة. ووردت تقارير عن وقوع مواجهات متقطعة يوم الجمعة لكنها لم تكن بحجم المواجهات التي وقعت في وقت سابق من الأسبوع الحالي. وفي علامة أخرى على التوتر أطلقت صواريخ من قطاع غزة لثلاثة أيام على التوالي هذا الأسبوع وشنت الطائرات الحربية الإسرائيلية أول هجوم لها على الأراضي الفلسطينية منذ نوفمبر تشرين الثاني. وجاء اقتحام مقر الأونروا في غزة يوم الخميس في إطار نزاع لا صلة له بالأحداث الدبلوماسية لكنه أظهر خيبة الأمل التي يشعر بها الفلسطينيون. وقالت الوكالة إنها لن تستأنف عملها في غزة بما في ذلك توزيع الأغذية على 800 ألف فلسطيني أي ما يقرب من نصف سكان القطاع ما لم تحصل على ضمانات من حماس بشأن سلامة موظفيها. وقال روبرت تيرنر مدير عمليات الأونروا في غزة "الناس يتظاهرون لأنهم محبطون والوضع في غزة يبدو في تدهور مستمر." وذكر تيرنر لرويترز "نحترم حق الجميع في الاحتجاج السلمي لكن ما حدث أمس لم يكن مقبولا" مضيفا أن التقارير الأولية تشير إلى أن حوالي 200 متظاهر بعضهم كانوا يحملون قضبانا حديدية اقتحموا مجمع الأونروا. ووصفت حماس إغلاق مكاتب الوكالة بأنه "غير مبرر". وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس إنه عندما اتصلت إدارة الأونروا بقوات الأمن الفلسطينية هرعت إلى المقر واستعادت الهدوء وأنهت حالة الفوضى ومن ثم فإن الحركة تدعو الوكالة الدولية إلى إعادة النظر في قرارها. وقال تيرنر إن الأونروا تواجه نقصا في التمويل قيمته 68 مليون دولار في عام 2013 واتخذت قرارها بوقف مساعداتها السنوية التي تقدمها إلى 106 آلاف لاجئ في غزة بواقع 40 دولارا في العام لتوفير حوالي 5.5 مليون دولار. وللتخفيف من أثر هذه الخطوة عرضت الوكالة برامج لتوفير فرص عمل لمساعدة الأسر الأشد فقرا. وأصابت أنباء إغلاق مراكز توزيع الغذاء التابعة للأونروا غزة بالصدمة. وقال فتحي السعيدي (30 عاما) الذي يعيش في مخيم للاجئين "إذا أغلقت الأونروا مراكز توزيع الأغذية فسيؤدي ذلك إلى كارثة." وأضاف أن السكان يعتمدون على مساعدات الأونروا والنقود التي يحصلون عليها من السلطات في الضفة الغربية. وقال مسؤولون من الأممالمتحدة إنه يبدو أن الأونروا تتحمل وطأة خيبة الأمل التي أصابت سكان غزة عقب فترة قصيرة من التفاؤل بعدما أنعش اتفاق التهدئة بين حماس وإسرائيل في نوفمبر تشرين الثاني الآمال في تخفيف القيود المفروضة على القطاع