أمَّ فضيلة مفتي الديار المصرية الدكتور علي جمعة المصلين، في صلاتي الظهر والعصر، بمسجد البراق بالقدس الشريف، على هامش افتتاح كرسي الإمام الغزالي للدراسات الإسلامية، وسط ردود فعل واسعة من مختلف التيارات بشأن الزيارة. وأكد جمعة أن هذه الزيارة تمت تحت الإشراف الكامل للسلطات الأردنية وبدون الحصول على أى تأشيرات أو أختام دخول باعتبار أن الديوان الملكى الأردنى هو المشرف على المزارات المقدسة للقدس الشريف. وتأتي الزيارة بناءا على دعوة من مؤسسة آل البيت الملكية الأردنية والتي رافقه فيها الأمير غازى بن محمد أحد امناء المؤسسة . كما رافقه في الزيارة والصلاة الشيخ محمد حسن مفتى القدس والديار الفلسطينية وخطيب المسجد الأقصى والشيخ عبد العظيم سهلب رئيس مجلس الأوقاف الإسلامية بالقدس، والدكتور عزام الخطيب رئيس أوقاف المسجد الأقصى. وشدد الدكتور إبراهيم نجم مستشار المفتى على أنه- الدكتور علي جمعة- دخل الأراضى الفلسطينية ليس بتأشيرة إسرائيلية، حيث إن المفتى يؤكد رفضه لأى شكل من أشكال التطبيع مع الاحتلال الصهيونى، وأنه يدعو إلى دعم المقدسيين ونصرتهم ضد المخططات الصهيونية. في المقابل استنكرت العديد من الشخصيات الدعوية والسياسية زيارة المفتي للمسجد الأقصى الشريف تحت مظلة الاحتلال الإسرائيلي، حيث ندد الشيخ صفوت حجازى رئيس رابطة علماء أهل السنة زيارة مفتى الديار المصرية، على جمعة، للقدس، مطالبا بعزله من منصبه. وقال"نرفض هذه الزيارة ونعتبرها سقطة من سقطات على جمعة الذى ينتمى للنظام البائد". فيما وصف الدكتور خالد سعيد المتحدث الرسمى باسم الجبهة السلفية، زيارة جمعة لمدينة القدسالمحتلة ب"الخزى" و"العار".واعتبر فى تصريحات لصحيفة "اليوم السابع" أن قيام المفتي بزيارة لمدينة القدس تشويه لصورة الأزهر الشريف". وقال المتحدث الرسمى باسم الجبهة السلفية إن البابا شنودة الراجل غير المسلم كان يحترم الشعب المصرى والعربى ورفض زيارة القدسالمحتلة ورفض أن يزوره مسيحيو مصر، أما الشيخ على جمعة مفتى المسلمين فذهب بتأشيرة للتطبيع مع الكيان الصهونى، مطالباً بإسقاط من سماهم ب"شيوخ السلطان" وعلى رأسهم الشيخ الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية والدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر. فيما وجه محمد الدماطى وكيل نقابة المحامين بمصر، ومقرر لجنة الحريات، نقدا شديدا للدكتور على جمعة معتبرا أنها نوع من التطبيع مع إسرائيل. وقال الدماطي إن القاعدة الثابتة لدى المصريين وهى رفض التطبيع مع إسرائيل، مشيرا إلى أن الكنيسة فعلت نفس الأمر بعد رحيل الأنبا شنودة حيث توجه مجموعة من الأقباط لزيارة القدس، مما يعد اختراقا لثوابت وطنية استقر عليها الشعب المصرى منذ اتفاقية كامب ديفيد وحتى الآن.