صرَّح الجنرال ديفيد باتريوس - مدير وكالة الاستخبارات الأميركية «سي آي إيه» - أن وكالته ستصبح قادرة على قراءة الأجهزة «الشبكية» وكأنها كتاب مفتوح. ويقصد باتريوس بقراءة الأجهزة «الشبكية»، بحيث يكون التلفزيون والهاتف الذكي والكمبيوتر اللوحي ومشغل الألعاب والمذياع وغيرها تحت سيطرة الوكالة، فما أن تشغِّل التلفزيون أو مذياع الإنترنت على سبيل المثال حتى تفتح الباب لوحدة خاصة في "سي آي إيه" لا تكتفي بمتابعة خطواتك الواحدة وراء الأخرى، وإنما التحكم أيضًا - إذا أرادت - في كيفية عمل هذه الأشياء. ويقول باتريوس في تقرير أورده موقع «وايرد» الإلكتروني: إن ارتباط الأجهزة الحديثة بشبكة الإنترنت على نحو أو آخر سيسمح ل"سي آي إيه" - وغيرها من جهات التجسس - بما كان يستدعي في الماضي اقتحام مكان سرًّا لزرع أجهزة التنصت والمراقبة فيه. وقالت الصحافة البريطانية: إن باتريوس كان يدلي بحديثه هذا أمام نخبة من القائمين على شؤون شركة «آرم» التي تسعى إلى إضافة شرائح الاتصالات الإلكترونية إلى أجهزة ظلت تُعتبر «صمَّاء»، مثل الثلاجة والغسالة وأنظمة التكييف والإضاءة. ويقول الخبراء: إن هذه التكنولوجيا الجديدة ستسمح لمختلف الأجهزة في وقت قريب ب«اطلاع» الإنترنت على مكانها، وما الذي تفعله في أي وقت من ساعات اليوم الأربع والعشرين، وستكون المحصلة أقرب ما يكون إلى «خرائط غوغل» التي تمسح ظهر الأرض شبرًا شبرًا، وتقدمها إلى الأعين التي ترغب في الاطلاع عليها. وكما هو متوقع، فقد ثارت ثائرة الجماعات المدافعة عن الخصوصية إزاء الأمر برمته، وحذرت «مؤسسة الحدود الإلكترونية» الدولية من أن المحتم لهذه التكنولوجيا أن تقع في الأيدي الخطأ، قائلة: إنها سلاح ذو حدين، ستستفيد منه الجهات ذات الغرض السيئ بالقدر نفسه. وتقوم شركة «إيه آر إم» (آرم) الأميركية الآن بإنتاج نسخة رخيصة من هذه الشريحة بوسعها التحكم حتى في الثلاجة والفرن وجرس الباب.