ما زال المصريون القدماء “الفراعنة”، يؤكدون سبقهم للعلم الحديث في العديد من المجالات ولعل أدقها تلك الحسابات الفلكية فمن خلال الدراسات الأثرية تبين للعلماء أن الفراعنة عرفوا التقويم قبل غيرهم من اليونانيين والرومانيين. إلا أنه قبل أن نتعرف الى معرفة الفراعنة للتقويم ،ووصولهم إليه، نتوقف عند الروايات التي تذكر أن المصريين القدماء، الذين عاشوا في العصر اليوناني الروماني، عرفوا الشهور الميلادية وسموها بأسماء تختلف عن أسماء اليوم انطلاقا من معرفتهم بالتقويم الذي ورثوه عن أجدادهم الفراعنة. شهر يناير، عند القدماء، كان هو “يانوس”، أي حارس أبواب السماء، فبراير “فيروار”، أي الذي تتطهر فيه الروح من الخطايا والذنوب، مارس منسوب إلى “مارس” الذي كان في نظر الرومان محاربا شديد البأس. أما أبريل فهو شهر “ابريل”، تلك السيدة التي يتفاءل بها القدماء في فتح الأزهار وأبواب السماء، ومايو هو شهر “مايا” ابنة “أطلس” حامل الأرض، حسب معتقداتهم، يونيو هو “جونو” زوجة المشتري يوليو وهو “يوليوس قيصر” أغسطس هو “أغسطين”، ذلك القيصر المعروف. أما الأشهر الأربعة سبتمبر، أكتوبر، نوفمبر، ديسمبر، فسميت وفقا لترتيبها في التقويم القديم لزوميولس وهو منشئ روما. وتذكر الدراسات الأثرية أن المصريين القدماء هم أول من عرفوا التقويم، وأخذه عنهم لاحقا من تبعهم، حتى تبلور في شهور محددة تبعا لميلاد السيد المسيح، عليه السلام. وتبرز هذه الدراسات أن المصريين القدماء قسموا السنة إلى 12 شهرا، كل منها 30 يوما بها يوم كبيس كل أربع سنوات وعرفوا بدايات السنة فيما يعرف بظهور “الشروق الاحتراقي” لنجم الشعري اليمانية الذي أطلقوا عليه اسم “سيدت” باللغة المصرية القديمة. وعندما دخلت المسيحية إلى مصر، جعل المصريون بدء تاريخهم بأول شهر فرعوني وهو “توت”، وكان ذلك في العام 284 ميلادية وسموه “عصر الشهداء”، إلى أن استخدم الأقباط الشهور الفرعونية بأسمائها وعرفت لاحقا بالقبطية، وهي “توت”، ويشير إلى السنة الزراعية تبشيرا بموسم الزراعة والحصاد “بابة”، وهي كلمة مشتقة من كلمة “إيبت” أي عبد المعبود، وكانت تستخدم في الأقصر. أما الشهر الثالث فهو “هاتور”، نسبة الى المعبودة “حتحور”، داعية الخصب والجمال، و”كيهك”، ومعناه اجتماع الروح على الروح. أما الشهر الخامس فهو “طوبة” من كلمة “تب” بمعنى الأعلى وهو عيد القمح، و”أمشير”، من كلمة “أمشير أبو الزوابع ، الكثير يأخذ العجوز ويطير”. ويسمى الشهر السابع “برمودة” وهو مشتق من اسم “رنوت” -أي الحصاد-، والثامن هو “بشنس” مشتق من “خنسو” ويمثل خلو الأرض من المحاصيل بعد الحصاد. أما الشهر التاسع فهو “ بؤونة” مشتق من عبارة “باأوني” ويطلق على وادي الحجارة الطيبة بينما العاشر هو “أبيت”، مشتق من عبارة “أبي بيت” بمعنى فرح السماء لبداية ظهور الفيضان. والشهر الحادي عشر فهو “مسري”، المأخوذ عن “مس رع” ومعناه مولد رع أي الشمس، بينما الثاني فهو “نسيء” ويعد بداية لفصل الخريف.