أعترف لكم انا سيدة مصابة بمرض الايدز..!!! انتظروا لحظة .. قبل أن تسيئوا الفهم ..اسمعوا منى . لا تقسوا علىّ قد تتعاطفون معى ، وتشعرون بمأساتى . ارجوكم لا تنظروا لى بعطف أو شفقة.. كل ما اطلبه منكم ان تتعاملوا معى كإنسانة .. واحتاج لعلاج..!! اكثر ما يؤلمنى ان الكثيرين بمجرد ان يسمع اسم مرضى يبتعد عنى . انظر فى اعينهم ، واجد فى عيونهم سهام تنال من شرفى وسمعتى. انا اعذرهم لانهم لا يعرفوا حكايتى . ولذلك اتكلم .. عمرى -37 عاما- تزوجت قبل عشر سنوات من ابن عمى بعد ان اختاره اهلى لى ،وبعد مرور شهور معدودة من الزواج سافرنا معه الى ليبيا بحثا عن لقمة عيش كريمة، خاصة بعد معرفتى اننى حامل. وفى ليبيا اكتشفت اشياء غريبة على زوجى وجدته يتعاطى المخدرات باستخدام الحقن -ماكس- مع اصدقائه داخل بيتنا. حاولت مرات عديدة منعه من التعاطى، ولكن دون جدوى، كنت اشعر انه انسان مخيف وليس زوجا، حاولت ان اتحمل معه الحياة فانا حامل ولى منه طفل، ولكن صحة زوجى و تصرفاته كانت تزداد سوءا يوما بعد يوم. ولم استطيع افعل معه شىء، كل ما اريده فقط ان يعيش الجنين فى رحمى .. ولكن حالته ازدات تدهورا فنقلته الى المستشفى للعلاج، فكانت الصدمة انه مصاب بفيروس الايدز. لم اصدق نفسى ولكن الصدمة الاكبر أننى مصابة بالمرض مثله ! . وقتها شعرت اننى وسط دوامة فى بحر بلا شطآن . كنت كالمجنونة التى لا تدرى ماذا تفعل؟ الكارثة ليس فىّ أو فى زوجى بل في الطفل الذي يسكن احشائى ..! تحدثت مع الاطباء عن مصير طفلى الذى لم آراه.. والذى قد لا آراه.. طفلى الذى اجهز له ملابسه وألعابه، انتظر يوم قدومه كي يغمر حياتى بالسعادة التى تعطشت إليها. اشعر اننى اقتله قبل ان يولد ولكن الاطباء نصحوننى بالعلاج انا وزوجى للحفاظ على الجنين، الا اننى راودتنى افكارا بالتخلص منه، ولكن قلبي كأم منعنى. والتزمت انا وزوجى بالعلاج حتى ولدت جنينى والحمد الله لم يصبه الفيروس. مرت 4 سنوات لا احد من اهلنا يعلم اننا مصابان بالفيروس، حتى توفى زوجى، ورجعت الى مصر مع طفلى، وانبأتهم بالكارثة فصدم الجميع !! ارى ابني من بعيد فى البداية وبعد جلسات مع اطباء متخصصين قالوا انه فيروس غير معد -فمثلا لا ينتقل بالعطس- ولكنه "ناقل"- اي ينتقل بالحقن او نقل الدم او الاتصال الجنسي-، وان لي ان امارس حياتي بشكل طبيعي -بالطبع دون مثل هذه الامور- دون اى خطر على المحيطين بى. اضافت: اعيش الان مع اسرتى .ولكن دون ابنى، فاهل زوجى حرموننى من رؤيته خوفا عليه من انتقال الفيروس، فلم اجد سوى ان اذهب كل يوم الى مدرسته وقت الخروج ، وآراه من بعيد ثم اعود لبيتى، فكم تمنيت ان احكى له القصص والحكايات واحضر له "شنطة المدرسة" واذاكر له دروسه، ولكنى ممنوعة أن احضنه كاى ام. وتوصى السيدة " هالة " وهى تختم قصتها - التى روتها فى المحاضرة التى عقدها البرنامج الانمائى للامم المتحدة فى اطار دورة تدريبية لرفع التعامل الانسانى مع مرض الايدز والتى عقدت فى مقر المعهد الاقليمى لتكنولوجيا المعلومات بالقاهرة مؤخرا- قائله "اتمنى من المجتمع ان يعرف الكثير عن هذا الفيروس حتى لا نظلم اناس كثيرين اصيبوا به دون اي ذنب لهم . وحتى لا نضخم ونخلق مزيدا من الاوهام التي تحجب حقيقة مرض يمكن التعايش معه ومواجهته."