انطلق القمر الصناعي المصري'مصر سات 1' مؤكدا على إصرار مصر على المشاركة فى أخذ مكان لها فى الفضاء الخارجى وذلك علي متن صاروخ روسي أوكراني مشترك "بيبر 18 - 55" من قاعدة بايكونور الفضائية ب "كازاخستان" ، ليواكب مرور عشر سنوات على بدء برنامج الفضاء المصري عام1997 . وتأتي هذه الخطوة صباح يوم 17 أبريل 2007 بعد تأجيلات متكررة للانطلاق، كان آخرها في 27 مارس 2007 وأعلن الدكتور هانى هلال وزير التعليم العالى أن القمر أستقر فى مكانه بالمدار المخصص له على ارتفاع 688 مترا والذى وصله بعد 15 دقيقة من الانطلاق وتم استقبال أول إتصال معه بنجاح من خلال محطة التحكم بكازخستان ، مُشيراً إلى أن القمر صمم لاكتساب ونقل معرفة وتكنولوجيا تصميم الأقمار الصناعية ولديه القدرة الفائقة على تصوير الأراضى المصرية وتحت التربة ، مما يساعد على الحصول على المعلومات اللازمة ، واشار هلال إلى انه تم تدريب ما يقرب من ستين مهندساً مصرياً خلال مراحل التنفيذ المختلفة لهذا المشروع لاكتسابهم الخبرة التى تؤهلهم للمشاركة الفعالة فى القمر الصناعى الثانى " مصر سات 2 " ، ويعتبرهذا القمرمن طائفة الأقمار الصغيرة وهي تكنولوجيا حديثة نسبيا بالنسبة للأقمار الصناعية حيث يبلغ وزنه167 كجم .
وكان القمر المصري قد أثار جدلاً كبيرًا على إثر ما نشرته عدد من الصحف الإسرائيلية الكبرى حول أنه قمر تجسس، ويؤكد الدكتور بهى الدين عرجون رئيس شعبة علوم الفضاء بهيئة الاستشعار عن بعد أن القمر من الأقمار المدنية السلمية غير العسكرية، تبلغ دقة التصويب في صوره لمسافة 10 أمتار، وهي نسبة ليست عسكرية إطلاقًا ، لأن الأقمار لأغراض عسكرية تصور لمسافة واحد متر فأقل، إلى جانب أن أقمار التجسس لا يتم الإعلان عن أي معلومات خاصة بها، كمدارها أو مداها أو قوة تصويرها وطبيعته، أما القمر المصري فقد سجل في لجنة الاستخدام السلمي التابعة للأمم المتحدة، وبالتالي تم إعطاء اللجنة كل المعلومات الخاصة به. سيتولى القمر المصرى "مصر سات 1" مسح مصر كلها مرة كل 70 يوما في صورة كاملة بكل التفاصيل للاراضى المصرية والقمر من الأقمار السطحية التي ترصد ما هو موجود على السطح والتربة فقط، وليس في جوف الأرض ومن المتوقع أن يتلوه قمر صناعي ثان بعد خمس سنوات ثم ثالث عام 2017، لتتخطى مصر عقبة مهمة من عقبات البحث العلمي والتقدم التكنولوجي، وتندرج ضمن الدول صاحبة برامج الفضاء، بحثا وتصنيعا وإطلاقا.
وجاءت البداية في 26 ديسمبرمن عام 1995 عندما تم طرح فكرة "مصر والفضاء الخارجي" في مؤتمر رأسه آنذاك الدكتور مفيد شهاب رئيس جامعة القاهرة وفي 16 مايو من عام 1998 أنشئ "مجلس بحوث الفضاء" داخل "أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا" برئاسة الدكتور علي صادق .
وقد وصلت محطة تحكم القمر الأول "مصرسات 1" في 2006 من أوكرانيا ولإختيار مكان المحطة تم مسح حوالي 20 مكانًا في مصر ووقع الاختيار النهائي على 7 أماكن وكلها تمت بها قياسات التلوث الكهرومغناطيسي الذي يمنع استقبال إشارة القمر، ولذلك فالمحطة بعيدة عن الإشارات والمصانع والعمران وأبراج المحمول ، ويذكر أن برنامج الفضاء المصري، مخصص له أرض تسمى "مدينة أبحاث الفضاء" على مساحة 100 فدان،ومن المتوقع أن تكون الخطوة القادمة "تتويج البرنامج بإنشاء وكالة الفضاء المصرية".
ولم يكن هدف البرنامج الفضائي المصري، مجرد إطلاق قمر صناعي للاستشعار أو الاتصالات أو أي استخدام آخر من الاستخدامات التي تعارفت عليها صناعة الفضاء، ولكن الفكرة أن تلك الصناعة بمقدورها أن تطلق معها كل مجالات التصنيع الأخرى والبحث العلمي.