أكد البابا شنودة الثالث - بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية - على قانونية حضانة الأم للطفل إذا كانت تعيش، أو للعمة والخالة والجدة في حالة وفاة الأم. وأعرب البابا شنودة عن مخاوفه من حضانة زوجة الأب للطفل، وعدم الاهتمام بتربيته تربية حسنة، وأنه من الأفضل تكون حضانة الطفل لدى إحدى السيدات القريبات، إلى أن يبلغ الطفل سن الاعتماد على ذاته حتى يُمكنه الانتقال إلى لأبيه. جاء ذلك على هامش مُحاضرته الأسبوعية بالكاتدرائية المُرقسية الكبرى بالقاهرة اليوم الأربعاء، والتي جاءت بعنوان "كيف تربح الناس وتريح الناس". ونصح البابا شنودة الشباب بعدم الخضوع لشروط الفتيات قبل إتمام الزواج خاصة الشروط غير المعقولة، كمثل شرط وضعته فتاة لخطيبها لإتمام زواجها وهو أن يقوم البابا شنودة بإجراء مراسم إكليل الزواج بالرغم من الحُب الشديد الذي يربط بينهما، مُحذراً من استمرار بنود الاشتراطات فيما بعد الزواج. وانتقد البابا شنودة بشدة تشاجر الأباء أمام أولادهم، قائلاً إنه شئ مؤسف جداً، فبدلاً من أن يقدموا قدوة صالحة لأولادهم يتشاجرون أمامهم، فتكون نشأة الأبناء مبنية على الخلاف والتفكك. ورفض البابا شنودة تدخل التكنولوجيا الحديثة في المُمارسات الدينية، مؤكداً على أن مُشاهدة القداس عبر وسائل الإعلام الحديثة بكل صورها من تليفزيون وشبكة الإنترنت لا تغني عن حضور صلاة القداس في الكنيسة، لأنه لا يُمكن مُمارسة الطقوس الكنسية في البيت بروحانيتها خاصة في ظل مُشاركة المؤمنين في الكنيسة، مُشيراً غلى غياب الشركة المُقدسة في البيت وأن "الكنيسة .. كنيسة". وعلى جانب آخر أشار البابا شنودة إلى إمكانية تواصل المُقيمين في الخارج مع الآباء الكهنة في مصر لأخذ المشورة والإرشادات الروحية، وذلك عبر الطرق المختلفة لوسائل الاتصال، وذلك في حالة تعذر وجود أب كاهن في المدينة التي يعيش فيها بالخارج، بالإضافة إلى إمكانية الاعتراف والتناول من الأسرار المقدسة لدى أقرب كنيسة. وحول تنبؤ البعض عن المجىء الثاني "يوم القيام" أكد البابا شنودة بأن الحديث عن تحديد يوم القيامة هو مجرد خرفات، لأن هذا اليوم وهذه الساعة لا يعرفها أحد قط إلا الله وحده. وأوضح البابا شنودة بعض النقاط الهامة في كيفية ربح النفوس والعمل من أجل راحة الناس، خاصة في تربية وتنشئة الأبناء، بل والتعامل مع الناس في كل مكان، والتي تكمن في البذل والعطاء وإنكار الذات. وأضاف البابا شنودة قائلاً: نصيحتى للأمهات أن يحفظن حكايات لأولادهن، وأن يكن صديقات لأطفالهن ولا يكن كرجل البوليس مع إنسان خارج عن القانون، فالطفل يريد حُب وحكايات وتسلية ليكون الطفل ملىء بالحب والدفء، حتى لا يذهب للبحث عنه خارج البيت. وأكد أيضاً على المُشاركة الوجدانية بحيث يكون الإنسان فرحاً مع الفرحين وباكياً مع الباكين كما يقول الكتاب، من خلال المجاملة والعطاء بقدر ما يستطيع، وإن لم يملك ما يساعده على المُجاملة، فيُمكنه بالكلمة أو الابتسامة أو حتى النصيحة، فبكل هذا يُمكن الإنسان أن يكسب الناس، بل يكون حساساً تجاه احتياجات الآخرين. وأضاف البابا شنودة حول كيفية ربح الناس والعمل على راحتهم، بضرورة البُعد عن الانتهار والتهكم والعتاب الشديد، وعدم اللجوء للقوة في العقاب إذا كان الإنسان في موقع سلطة، ويكون عقاباً وليس تحطيماً أو تدميراً، والبُعد أيضاً عن الاحراج. وأوضح البابا شنودة أنه بالقسوة ليس فقط يخسر الإنسان أصدقائه بل يكسب أعداء جُدد، فاللطف من صفات ثمار الروح وهو أيضاً من صفات الله، بالإضافة إلى نظر الخير لدى الناس ومدحه، والعيش في مستوى الناس وعدم مُطالبتهم فوق ما يطيقون، وأن يكون بشوشاً ذو نفس مريحة للآخرين.