اهتمت الصحف العربية بذكري نكبة الشعب لفلسطيني الذي يمر عليها 62 عام وتشريد اكثر من 80%من شعبها في ارجاء المعمورة فكتبت جريدة دار الخليج الاماراتية تقول ها هي ذكرى نكبة فلسطين تتجدد وفي الذكرى الثانية والستين التي تصادف اليوم تزداد الأوضاع سوءا وتتسع رقعة النكبات لتتجاوز فلسطين وتضرب في مشرق الوطن العربي ومغربه وجنوبه وتتناسل نكبة فلسطين سلسلة نكبات تبدأ في العراق الذي تعرّض للغزو والاحتلال وتمر بالصومال الذي مزقته الحرب الأهلية وحولته إلى أشلاء وبجنوب السودان وغربه حيث رياح الاقتتال وباليمن السعيد الذي لم يعد سعيداً ة ودعوات للانفصال وبمغرب عربي يرتع في ظل خلافات حدودية وصحراوية تعيق اتحاده المفترض . أما في القلب فصورة النكبة تتجلى على حقيقتها وتزداد مأساوية وقتامة حيث الساحة الفلسطينية في شطريها (القطاع والضفة) واقعة تحت سندان الانقسام ومطرقة الاحتلال فقد تاه المفترض أنهم أهل القضية في غياهب الصراع على الكراسي والمناصب فيما العدو رابض على الصدور ويتفنن في ممارساته الهمجية العنصرية عدواناً ومجازر ويعمل ليل نهار على تغيير جغرافية فلسطين وتاريخها بحيث أصبحت فلسطين غير تلك التي نعرفها في الكتب والقدس لم تعد القدس التي قرأنا عنها في أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه وصلاح الدين الأيوبي . وتتضح صورة النكبة بالأسود والأبيض في هذا الانقسام العربي الرسمي الكارثي حول: هل الكيان الصهيوني لا يزال عدواً أم لا أمام حالة الهوان والبؤس والمراهنة على الخارج أو الاستقواء به والتهرب من تحمل المسؤوليات القومية رغم وضوح المخاطر الصهيونية وغير الصهيونية وتحول الأرض العربية إلى هدف للطامحين والطامعين فإن الوضع الراهن لا يشي بتغيير يحمل آملاً بوضع أفضل بل بمزيد من النكبات كتبت جريدة الدستور الأردن في الذكرى "62" لنكبة فلسطين وتشريد أكثر من %80 من شعبها في ارجاء المعمورة لا يزال هذا الشعب الشقيق المنكوب أكثر تمسكا بحقوقه الوطنية والتاريخية يرفض التوطين ويصر على العودة الى وطن آبائه واجداده وفقا للقرار الأممي رقم 194 الذي هجر منه بقوة السلاح وبفعل المجازر الرهيبة التي ارتكبتها العصابات الصهيونية وفق نهج صهيوني استئصالي لتفريغ فلسطين من اصحابها الشرعيين واحلال الصهاينة المهاجرين مكانهم.. وهو ما اعترف به المؤرخون الصهاينة الجدد وبالذات ايلان بابيه في كتابه "التطهير العرقي". لقد فشلت كافة السياسات الصهيونية الدموية والاستعمارية التي قامت وعملت على تصفية القضية الفلسطينية سواء باجبار الشعب الفلسطيني والامة العربية على رفع الراية البيضاء والتسليم أو عن طريق ما يسمى بالانصهار والتذويب في المجتمعات التي لجأ اليها اللاجئون وأثبتت الوقائع ان الاجيال الفلسطينيةالجديدة هي أشد تمسكا بوطنها ووفاء لقضيتها العادلة مما توقع غلاة الصهاينة ومن لف لفهم من القوى المناهضة للحقوق العربية الفلسطينية. في ذكرى نكبة فلسطين كتبت عصابات الاحتلال الصهيونية انها غير معنية بالسلام ولا بالمفاوضات وانما معنية بتحقيق أهدافها العدوانية القائمة على الاستيطان والتهويد. في ذكرى النكبة نؤكد ان عصابات الاحتلال لم تستطع ان تفرض على الشعب الفلسطيني والأمة العربية الاستسلام والتي يرفع بيارقها عاليا لتحرير فلسطينوالقدس والأقصى من براثن الاحتلال كسبيل وحيد لطي صفحة النكبة. وكتبت جريدة تشرين السورية تقول بعيداً عن كل ما تذرّعت به الولاياتالمتحدة الأميركية عبر جولات موفديها وتصريحات مسؤوليها وتلك التفاصيل الكثيرة حول مسألة الاستيطان والتمييز بين القدس والمدن الأخرى لخلق مساحة واسعة في وعي الناس حول اعتبار قضية الاستيطان وكأنها بالفعل هي المسألة الوحيدة المختلف عليها بين الفلسطينيين والعدو الصهيوني أو حتى بين العرب والمسلمين من طرف وإسرائيل المحتلة من طرف آخر.. وإذ تحل ذكرى النكبة بكل تداعياتها كأنها دفعة جديدة في الرصيد الصهيوني السياسي تقدم له في ذكرى نكبتنا (قيام إسرائيل) وإذا كان هناك ثمة أمور في حياتنا لا يمكن تفسيرها باعتبارها من عالم الغيب فإننا في السياسة على الأقل نحتاج إلى تفسير الكثير وتعليل وتبرير ما يحدث من إصرار على اعتبار أدوار بعض الدول الكبرى كأنها أدوار جدية وحقيقية وعادلة ونزيهة. والأسئلة: على من تتفوق إسرائيل؟ وعلى أي أمن يتقدم أمن إسرائيل؟ وكيف نفهم الضمانات الأميركية للسلطة الفلسطينية في ظل إصرار صاحب الضمانات على تفوق إسرائيل ليس على السلطة فحسب ولا على الشعب الفلسطيني بمفرده وإنما في مواجهة كل العرب والمسلمين؟!. في ذكرى النكبة تبقى المراجعة التاريخية ضرورة، ولكن على أن تكون مراجعة نقدية تتجاوز مفهوم التاريخ وعبره وكل تلك الأفخاخ التي نصبت للعرب على مداره وكل ذلك الاستسهال الذي جرى التعامل وفقه مع القضايا الكبرى لتكون مراجعة بقصد تجاوز الضغوط السياسية اليومية والأحداث الصعبة للوصول الى استراتيجية عربية شاملة لكل الخيارات من خيار السلام وحقوقه الى كل احتمال نقيض..