بات الان مؤكدا أننا نحمل شيئا من صفات إنسان نياندرتال الذي عاش قبل عشرات آلاف السنين. فقد نجح فريق مكون من 56 عالما في فك الشفرة الوراثية لحوالي 60% من جينوم هذا الإنسان بواسطة بقايا عظام عثر عليها في كرواتيا قبل 20 عاما وهي لإنسان نياندرتال الذي عاش هناك قبل 40,000 سنة. وبحسب"لوفيجارو" أثبت العلماء التابعين لمعهد ماكس بلانك في ألمانيا أن لدينا ما بين 1 إلى 4% من الصفات الوراثية للإنسان البدائي مما يجعله من ناحية التطور أقرب الفصائل إلينا من بين الكائنات الحية. لقد ظهر إنسان نياندرتال قبل 450,000 سنة حيث كان يسكن أوراسيا (أوروبا وغرب آسيا) ثم انقرض قبل 25,999 سنة وقت ظهور الإنسان الحديث الذي بدأ الانتشار إنطلاقا من إفريقيا. تحليل الشفرة الوراثية تم من خلال الحامض النووي الموجود في نواة الخلية ويتميز بنتائج متناهية الدقة مما يعد ثورة علمية فقبل عشرة أعوان لم يكن بمقدور أحد أن يزعم قدرته على القيام بمثل هذا التحليل. لقد قام العلماء بتحليل الحامض النووي لإنسان نياندرتال وقارنوه بالحامض الخاص بخمسة أجناس مختلفة للإنسان المعاصر من: جنوب إفريقيا وغرب إفريقيا والصين وباوبوا غينيا وفرنسا.