اضافة إلي قاموس الفوضي المرورية التي نعيشها.. عادت فجأة ظاهرة استخدام الشباب من الجنسين لآلات تنبيه بصوت سيارات "الاسعاف والنجدة" ويطلقون الشباب "السارينة" أثناء سيرهم لاخلاء الطريق لهم وكأنهم سيارة اسعاف أو مطافئ أو غيرهما مما يجب اخلاء الطريق لها.. صوت "الكلاكس" أصبح يزعج الناس وفي نفس الوقت يجعل قائدي السيارات لا يفرقون بينها وبين سيارات المطافئ والاسعاف مما يسبب الارتباك في المرور وقد تنشأ مشاجرات.. ومع ان القانون يمنع ذلك إلا اننا لا ندري كيف يتركون هذه السيارات؟! جريدة الجمهورية قابلت الناس الذين عبروا عن استيائهم لتعرضهم لهذه الظاهرة فماذا قالوا؟! فتحي غانم "موظف" يقول: كنت أسير في شارع صلاح سالم بسيارتي الخاصة وبجواري عائلتي والشارع كعادته يتحرك ببطء شديد وفجأة سمعت صوتاً مستمراً من خلفي وكأنها سيارة نجدة. حاولت وكذلك السيارات الاخري ان نفسح الطريق باعتبار أنها قد تكون سيارة مطافئ أو اسعاف وبمجرد وصولها بجانبي فوجئت بأنها سيارة ملاكي وتقودها فتاة لا تتجاوز العشرين من عمرها.. تعجبت كثيراً مما حدث وأثار دهشتي أنها مرت علي أكثر من رجل مرور بطول الشارع دون ان يستوقفها احد! أطالب بوضع حد للفوضي التي انتشرت خاصة بين الشباب الذين لا يحترمون المرور ولا قواعده. يضيف علي صالح "مهندس": انه في الأيام الماضية انتشرت ظاهرة استخدام الشباب لآلة التنبيه "النجدة" لافساح الطريق لهم واصبحنا نعيش حالة من الفوضي ولا نعرف من يسير خلفنا ومن يحدث هذا الصوت أهي سيارة اسعاف أم مطافئ أو ما شابه ذلك ولكننا علي الفور وبقدر الامكان نقوم باخلاء الطريق إلا اننا نفاجأ بأنها سيارات ملاكي ويقودها الشباب امام أعين رجال المرور دون مناسبة. أما فريد حسن "موظف" فيقول: تعرضت لموقف أثناء قيادتي لسيارتي وأنا في طريق عملي حيث مرت بجواري سيارة ملاكي ومعظم زجاجها مغطي بمادة تحجب الرؤية "فيميه" حتي لا نشاهد من بداخلها وتطلق صفارة للنجدة واخليت لها الطريق إلا ان سائقها ظل يطلق الصفارة ويسير خلفي وكاد ذلك يسبب لي حالة من الهياج العصبي يصعب السيطرة عليها علي الفور نزلت من سيارتي أثناء توقف اشارة المرور وحاولت التحدث مع قائد السيارة الملاكي التي تخرج الصوت فلم يرد عليّ وفتحت بابها فوجدت شاباً بجانبه فتاة في حالة ضحك مستمر مما حدث حاولت التحدث معهما وتعريفهما ان ما يحدث شيء غير لائق ولا يراعي شعور الآخرين ولكني لاحظت ان كلامي لنفسي فقط فانصرفت وخاصة ان الاشارة فتحت. رؤي محمد "طالبة" في إحدي كليات جامعة عين شمس تقول: لو كل فرد من البالغين العقلاء يتمتع بقدر من المسئولية تجاه اخوانه المواطنين ويحترم الانظمة التي تحقق السلام والراحة للجميع لما وجدنا هذه الفوضي التي نعيشها في كل شئ من حياتنا اليومية بداية من نزولنا من منازلنا في الصباح وحتي عودتنا في المساء. عم ملاك "ترزي" يقول: اتعجب كثيراً لحال المرور في الشارع من الفوضي واللامبالاة حتي اصبحنا نجد معظم السيارات تستخدم آلة التنبيه "النجدة" وشاهدت في شارع الهرم "موتوسيكل" يستخدم آلة النجدة بخلاف ما نشاهده يومياً من ازعاج لسيارات الميكروباص و"التوك توك" لسماعهم الاغاني الهابطة وبصوت عال جداً.. واتساءل أين رجل المرور من كل ما يحدث؟ وأين قانون المرور الجديد؟ يكمل جابر حسن "المحامي" انه لتلاشي هذه الظاهرة التي نفاجأ بها كل حين من خلال الشباب والسيارات الحديثة مطلوب برامج توعية وتثقيفية فاعلة ومركزة في جميع وسائل الاعلام وبصفة مستمرة يتبعها تنفيذ صارم لجميع قوانين ونظم السير ولابد من تكاتف الجميع لوضع حد لهذه المهازل المرورية. تضيف سمر مرسي "طبيبة" بأحد المستشفيات الحكومية: انها كانت تركب سيارة اسعاف بجوار السائق في اتجاهها إلي مستشفي آخر لإنقاذ حياة مريض. واطلق السائق صفارة النجدة لافساح الطريق امامه وبمجرد التحرك بسيارة الاسعاف إلا انهم استغرقوا وقتاً طويلاً في الوصول للمستشفي مما اثر علي حالة المريض الذي كان في احتياج لوقت سريع لإنقاذه. استغربت كثيراً لما وصل إليه حال الشارع من فوضي واستهتار ولامبالاة بحياة المواطنين. ويري علي نور الدين "موظف" ان ظاهرة استخدام آلة التنبيه بصوت كلاكس النجدة انتشرت في جميع وسائل المواصلات ومعروف مصدرها وأماكن بيعها ومن يستوردها من الاصل وهي تباع امام الجميع في سوق التوفيقية بوسط البلد ولا يتم منعها. تضيف صفاء مرشدي "مدرسة": إننا نتعايش مع مشاكلنا حتي تتفاقم وتصبح مرضاً مزمناً يصعب علاجه أو يتم ذلك بتكلفة كبيرة بدلاً من ان نعالجه في مهده وبتكلفة بسيطة واتساءل: هل من الصعب علي رجال المرور ضبط كل سيارة تستخدم آلة التنبيه "النجدة" ويتم سحب وإلغاء رخصتها حتي يكون ذلك عبرة للجميع أو علي الأقل تطبيق القانون في هذه الحالة؟