اهتمت الصحف الفلسطينية في يوم الاسير باعتصام عشرات الشبان من كافة الفصائل الفلسطينية أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في "خيمة الاعتصام والتضامن والإضراب عن الطعام" التي أقامتها لجنة الأسرى للقوى الوطنية الفلسطينية بمدينة غزة تضامناً وإسنادا لخطوات الأسرى في معركة "الأمعاء الخاوية" في يوم الأسير الفلسطيني. وشدد صابر أبو كرش مدير جمعية واعد للأسرى والمحررين انه "كما توحد الأسرى داخل السجون الإسرائيلية في إضرابهم عن الطعام في معركة الأمعاء الخاوية أيضا في غزة توحدت كافة الفصائل الفلسطينية في خيمة الوحدة الوطنية للتضامن مع الأسرى وإسناد قضيتهم". وقال أبو كرش في تصريحات صحفية: "أعلنا في لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية وكل المؤسسات العاملة في شؤون الأسرى من كافة الفصائل عن تنظيم خيمة الوحدة الوطنية للاعتصام والتضامن والإضراب عن الطعام كما الأسرى في السجون الإسرائيلية. وأضاف أبو كرش: "نقول للأسرى أن الفرج قريب وشعبكم والمقاومة والفصائل لن تنساكم وسنعمل للإفراج عنكم وإغلاق هذه السجون إلى الأبد". من جانبه أكد نشأت الوحيدي عضو لجنة الأسرى عن الحركة الشعبية لنصرة الأسرى والحقوق الفلسطينية أن خيمة الاعتصام التي تقام اليوم جاءت لإسناد خطوات الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي المطالبة بوقف وإنهاء الانقسام الفلسطيني الذي اضر بقضية الأسرى. في سياق مواز أضاءت لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية ومنظمة أنصار الأسرى مساء الجمعة 16-4-2010 شعلة الوفاء للأسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال الإسرائيلي وذلك أمام منزل عميد الأسرى الفلسطينيين من قطاع غزة سليم علي الكيال والمعتقل منذ العام 1983م. وأكد محمود خلف عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في كلمة ألقاها باسم لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية على أن 17 ابريل هو اليوم الوطني للأسير والذي يجب أن يجتمع فيه الكل الفلسطيني تحت مظلة العلم الفلسطيني الذي ولدت منه كل الرايات الحزبية لتختفي كل الخلافات والاختلافات أمام سمو العلم الفلسطيني الواحد بألوانه الأربعة الموحدة. وقال خلف أن قضية الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال تشكل إجماعا وطنيا وشعبيا وتستحق أن يلتزم الجميع أمام بصماتها التاريخية والنضالية لاستعادة الحقوق الفلسطينية المغتصبة وعلى رأسها الحرية والاستقلال. وأوضح خلف بأن إيقاد شعلة الحرية أمام بيت أقدم أسير من قطاع غزة يمثل عزم وإرادة الشعب الفلسطيني وإصراره وإيمانه بعدالة قضيته المقدسة وبأنه "ومهما طال العمر فإن الحقوق الفلسطينية في الحرية لن تسقط بالتقادم وأن جرائم الحرب الإسرائيلية لن تسقط أيضا بالتقادم وعلى الاحتلال أن يرضخ للمطالب الفلسطينية بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين". وشكرت عائلة الأسير سليم الكيالي في كلمة لها جهود لجنة الأسرى وكافة المؤسسات التي تعنى بشؤون الأسرى داعية لإنهاء الانقسام الفلسطيني المدمر والذي أضر كثيرا بقضية الأسرى. وقد اوردت جريدة القدس عن تقرير فلسطيني أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت منذ العام 1967 ولغاية اليوم قرابة 750 ألف مواطن من كافة المناطق الفلسطينية بينهم قرابة 12 ألف مواطنة وعشرات الآلاف من الأطفال لافتاً إلى أن هناك قرابة 70 ألف أسير اعتقلوا منذ بدء انتفاضة الأقصى في 28 أيلول (سبتمبر) 2000 بينهم قرابة 850 مواطنة و8 آلاف طفل. وأظهر التقرير الذي أصدره الباحث في شؤون الأسرى الأسير السابق عبد الناصر فروانة بمناسبة "يوم الأسير الفلسطيني" أن عدد إجمالي الأسرى في سجون ومعتقلات الاحتلال الإسرائيلي بلغ حتى 15 نيسان (أبريل) قرابة 7000 أسير بينهم 35 أسيرة و337 طفلاً و 257 معتقلاً إداريا و 15 نائباً ووزير سابق وعدد من القيادات السياسية، وهؤلاء موزعون على قرابة 20 سجناً ومعتقلاً ومركز توقيف أبرزها: نفحة وريمون وعسقلان وبئر السبع وهداريم وجلبوع وشطة والرملة والدامون وهشارون ومعتقلات النقب وعوفر ومجدو وغيرها. وأوضح التقرير أن حوالي 5110 معتقل بنسبة 73 % من إجمالي الأسرى يقضون أحكاماً بالسجن الفعلي لمدد مختلفة بينهم قرابة 791 أسيراً صدر بحقهم أحكاماً بالسجن المؤبد لمرة واحدة أو لمرات عديدة و 579 أسيراً صدر بحقهم حكماً بالسجن الفعلي أكثر من 20 عاماً و 1065 أسيراً يقضون أحكاماً بالسجن الفعلي أكثر من 10 وأقل من 20 سنة لافتاً إلى وجود 1633 معتقلاً وما نسبته 23.3 % موقوفاً وبانتظار المحاكمة في ما بلغ عدد المعتقلين الإداريين 257 معتقلاً بنسبة 3.7 % و 8 معتقلين وفق قانون "مقاتل غير شرعي". وأظهر استمرار قوات الاحتلال الإسرائيلي في اعتقال 337 طفلاً يشكلون ما نسبته 4.8 % من إجمالي عدد الأسرى ومن بينهم 298 طفلاًأعمارهم تتراوح ما بين 16-18 عاماً و39 طفلاً أقل من 16 عاماً مؤكداً أن هؤلاء يتعرضون لما يتعرض له الكبار من تعذيب ومحاكمات جائرة وسوء المعاملة وحقوقهم الأساسية تُنتهك وتُسلب وأن مستقبلهم مهدد بالضياع، بما يخالف قواعد القانون الدولي واتفاقية الطفل. وفي ما يتعلق بالأسيرات كشف التقرير أن قوات الاحتلال اعتقلت خلال انتفاضة الأقصى قرابة 850 مواطنة بقي منهن حتى الآن 35 أسيرة بينهن أسيرة واحدة من قطاع غزة هي وفاء البس وتقبع في زنازين العزل الانفرادي في سجن الرملة منذ بضعة شهور علاوة على 4 أسيرات من القدس و 3 أسيرات من ال48 والباقي من الضفة الغربية ومنهن 5 أسيرات يقضين أحكاماً بالسجن المؤبد لمرة واحدة أو لعدة مرات مشيراً إلى أنهن يحتجزن في أماكن لا تليق بهن ومن دون مراعاة لجنسهن واحتياجتهن الخاصة أو توفير حقوقهن الأساسية التي نصت عليها المواثيق الدولية والإنسانية. وأوضح أن 4 أسيرات وضعن مولودهن في السجن خلال انتفاضة الأقصى من دون توفير الظروف المناسبة وفي ظل انعدام الرعاية الطبية ومن دون السماح لأي من ذويهن بمرافقتهن والوقوف بجانبهن في المستشفى أثناء عمليات الولادة. وحول التوزيع الجغرافي للأسرى وأماكن سكناهم ذكر التقرير أن الغالبية العظمى من المعتقلين 5873 معتقلاً ويشكلون ما نسبته 3.9 % هم من الضفة الغربية في ما بلغ عدد معتقلي قطاع غزة 735 معتقلاً ويشكلون ما نسبته 10.5 % إضافة إلى 392 أسيراً من القدس ومناطق ال 48 ويشكلون ما نسبته 5.6 % علاوة على العشرات من الأسرى العرب مؤكداً أن غالبية الأسرى هم من الشباب ومن غير المتزوجين ويشكلون ما نسبته 68 % من مجموع الأسرى. وذكر أن هناك 313 أسيراً معتقلون منذ ما قبل اتفاق أوسلو وما زالوا في الأسر منهم 126 أسيراً من الضفة الغربية و 125 أسيراً من قطاع غزة و41 أسيراً من القدس و20 أسيراً من أسرى الداخل وأسير عربي واحد من الجولان السورية المحتلة وهؤلاء جميعاً مضى على اعتقالهم أكثر من 16 عاماً. وأشار التقرير إلى أن من بين هؤلاء القدامى يوجد 115 أسيراً مضى على اعتقالهم أكثر من 20 عاماً بشكل متواصل، وهؤلاء يطلق عليهم مصطلح "عمداء الأسرى" علاوة على 14 أسيراً أمضوا في السجن أكثر من ربع قرن بشكل متواصل