ارتفع عدد قتلى الزلزال المدمر الذي ضرب منطقة نائية في هضبة التبت بجنوب غرب الصين الى 600 قتيل وتتوافد قوافل تحمل امدادات من المواد الغذائية والخيام والادوية الي بلدة يوشو المنكوبة حيث دمرت معظم المباني في الزلزال الذي بلغت قوته 9ر6 درجة والذي وقع في الساعات الاولى من صباح الاربعاء. كان التلفزيون الحكومي الصيني قد بث صور انتشال اكثر من 900 شخص احياء من تحت الانقاض بعد الزلزال المدمر الذي ضرب اقليم تشينجهاي في شمال غرب الصين. واوضح التلفزيون مساء الاربعاء ان فرق الانقاذ التي ارسلتها الشرطة على عجل الى المناطق المنكوبة والتي عمل افرادها في معظم الاحيان بايديهم العارية لافتقارهم الى الحد الادنى من الالات, تمكنت في ختام يوم طويل من العمل المضني من اخراج اكثر من 900 شخص من تحت الانقاض على قيد الحياة. من جهة ثانية اعلنت الحكومة عن تخصيص مبلغ 200 مليون يوان (5,21 مليون يورو) كمساعدة عاجلة الى الاقليم المنكوب والذي خلف فيه الزلزال اضافة الى الاضرار المادية حوالى 400 قتيل و10 الاف جريح, بحسب السلطات. وهذه الاموال ستخصص لاجلاء العائلات المنكوبة وتأمين مساكن بديلة لها, اضافة الى معالجة الجرحى وتمويل العناية الصحية والوقاية من الامراض, كما اوضحت وكالة انباء الصين الجديدة الرسمية. وضرب الزلزال فجر الاربعاء هذا الاقليم الفقير الواقع في منطقة جبلية نائية قريبة من اقليم التيبت الذي يتمتع بحكم ذاتي. من جهته ارسل الدالاي لاما, الزعيم الروحي لبوذيي التيبت، تعازيه الى ذوي ضحايا الزلزال، معلنا عن اقامة صلاة في منفاه في دارامسالا (شمال الهند) على نية ضحايا الزلزال. وقال "نصلي لاولئك الذين فقدوا حياتهم في هذه المأساة ولعائلاتهم ولجميع الذين تضرروا". وصرح مسئولون محليون ان عددا من المنازل انهارت بينما تضررت الطرقات او سدت من جراء انهيار التربة اثر الزلزال الذي قدر المرصد الجيولوجي الامريكي ب9,6 درجات. وأكد مسئولون اخرون ان الآلاف من الاشخاص قد اصيبوا بجروح من جراء الزلزال الذي حدد مركزه في اقليم تشينجهاي المرتفع على الحدود مع التيبت. ونقلت وكالة انباء الصين الجديدة عن مسؤول محلي عرفت عنه باسم زهو هواتشيا القول "الجرحى في الشوارع وهناك الكثير من الناس الذين اصيبوا بجروح في رؤوسهم". وافادت وكالة انباء الصين الجديدة انه تم ارسال فرق انقاذ ومعدات الى مكان وقوع الزلزال لكنها اشارت الى احتمال ان يعرقل دمار البنى التحتية وصولها. وذكر المعهد الامريكي للجيوفيزياء ان قوة الزلزال في هذه المنطقة المرتفعة القريبة من التيبت والمأهولة في شكل محدود بلغت 9,6 درجات بينما قدرت ادارة الزلازل الصينية قوته ب1,7 درجات. واضاف المصدر نفسه ان 3 هزات ارتدادية تبعته بلغت قوتها حتى 8,5 درجات.ويقطن هذه المنطقة المعرضة للهزات الارضية مزارعون وبدو ينتمون الى الاتنيتين المونغولية والتيبيتية وتختزن احتياطات كبيرة من الفحم والرصاص والنحاس. يذكر أن الصين تقع عند ملتقى حزامي زلزال كبيرين في العالم حزام الزلزال حول المحيط الهاديء وحزام الزلزال الأورآسي - الأمر الذى يعرضها على مدار العالم لشتى أنواع الكوارث الطبيعية المدمرة (بإستثناء البراكين) وهو مايكبدها خسائر إقتصادية تعادل فى قيمتها نحو 7% من إجمالى ناتجها الوطنى سنويا ويجعلها إحدى أكثر دول العالم تضررا بالكوارث الطبيعية.