تأسست الحركة الشعبية لتحرير السودان وذراعها العسكري جيش تحرير الشعب السوداني (SPLA) في عام 1983، عندما أرسل الرئيس جعفر النميري العقيد جون جرنج دو مابيور لقمع تمرد الفرق العسكرية الجنوبية، لكنه بدلاً من ذلك تولى قيادة هذا التمرد. حصل جرنج على البكالوريوس في الاقتصاد من الولاياتالمتحدة في عام 1969، انضم بعد ذلك إلى حركة أنانيا المتمردة في جنوب السودان. التحق جرنج بعد اتفاق أديس أبابا الذي أنهى الحرب الأهلية الأولى في عام 1972 بالجيش النظامي السوداني. في ذلك الوقت حصل على الدكتوراه من جامعة آيوا بأطروحة حول مشروع قناة جونغلي . اندلع تمرد عام 1983 رداً على سياسة القضم التدريجي لاتفاق أديس أبابا ومشروع أسلمة السودان الذي تبناه الرئيس جعفر النميري . عرفت الحركة نفسها منذ البداية على أنها حركة قومية لا تقتصر على إقليمالجنوب، وأعلنت أن هدفها الرئيس هو إقامة "سودان جديد": دولة علمانية موحدة توفر العدالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للشعوب المهمشة، بناءً على ذلك فقد تلقت الحركة الدعم من شمال السودان وخاصة من جبال النوبة . بعد الإطاحة بحكم النميري في عام 1985، دخلت الحركة في مفاوضات مباشرة مع أحزاب الشمال الرئيسية. لكن كلاً من إعلان" سد كوكا" في عام 1986 مع حزب الأمة ومبادرة السلام السودانية عام 1988 مع الحزب الاتحادي الديمقراطي قد فشلتا بسبب النزاعات السياسية في الخرطوم . تولت "ثورة الخلاص الوطني" في تلك الأثناء مقاليد السلطة في الخرطوم، وأحكم جيش تحرير الشعب السوداني قبضته على القسم الأعظم من جنوب السودان. انضمت الحركة في عام 1990 إلى التحالف الوطني الديمقراطي وهو الإطار الذي ضم الأحزاب والقوى المعارضة لحكم الفريق عمر البشير. ولكن جيش التحرير فقد المبادرة على المستوى العسكري بسبب الانشقاق الداخلي . فشلت محادثات السلام مع الحكومة الجديدة ، ولكن جيش التحرير بادر إلى الهجوم العسكري مجدداً، بينما فتح التحالف الوطني الديمقراطي جبهة أخرى في شرق السودان . بادرت الحركة في غضون ذلك إلى فتح مسار الديمقراطية الداخلية من خلال عقد المؤتمر الوطني الأول في شوكودوم في عام 1994. في عام 2002 عقدت الحركة اتفاقية ماشاكوس الأولى مع حكومة الخرطوم التي مهدت السبيل لاتفاق السلام الشامل في عام 2005 . لكن الدكتور جرنج توفي في حادث تحطم طائرة هليوكوبتر بعد فترة وجيزة من الاحتفال بتنصيبه كنائب أول لرئيس الجمهورية وكرئيس لإقليمالجنوب المتمتع بالحكم الذاتي. وقد خلفه رئيس أركانه الدكتور سيلفا كير ميارديت المؤسس المشارك ل الحركة الشعبية لتحرير السودان/ جيش تحرير شعب السودان . الأمين العام للحركة هو باغان عاموم، وينوب عنه في القطاع الشمالي ياسر عرمان وفي القطاع الجنوبي الدكتورة آن إيتو. تشكل الحركة العمود الفقري لحكومة جنوب السودان كما تشغل مواقع وزارية عديدة في حكومة الوحدة الوطنية. ومن بينها وزارة الخارجية التي يتولاها دينغ آلور. احتفظت الحركة بمفهومها حول "السودان الجديد". وتبنت بعد ابتعادها عن توجهها الماركسي السابق برنامج النقاط الخمسة عشر "اقتصاد السوق الحر المختلط حيث يتكامل القطاعين العام والخاص ويتآزران" . دعت الحركة في "الرؤية والبرنامج" التي طرحته إلى "سودان موحد ولكن على قاعدة جديدة، وإلى إدارة سياسية سودانية جديدة تستند إلى الحقائق الواقعية في السودان تجاه الاختلافات ، سواء التاريخية أو المعاصرة" . وقد أوضح قادة الحركة بجلاء أن الوحدة يجب أن تتسم بالجاذبية من قبل الشمال حتى حلول الاستفتاء في عام 2011. صرح سيلفا كير خلال المؤتمر الوطني الثاني للحزب في عام 2008 بأن "قرار الوحدة الطوعية يقع كلياً على عاتق الشعب في جنوب السودان الذين ينبغي أن يبقى الآن وفي المستقبل سيد مصيره".