هوالقائد العسكري الذي شارك في عدة حروب في مطلع القرن العشرين. ولد سميون بوديني يوم الخامس والعشرين من إبريل 1883 في بلدة كوزيرين القريبة من مدينة روستوف الواقعة على نهر الدون في روسيا، في أسرة من فقراء الفلاحين. وفي مطلع شبابه التحق عام 1903 بجيش القيصر الروسي في فرقة الفرسان وشارك في الحرب الروسية اليابانية التي بدأت عام 1904 وانتهت في السنة التالية. ثم شارك في الحرب العالمية الأولى لدى نشوبها عام 1914، إلى أن قامت الثورة الشيوعية في اكتوبر عام 1917 فانضم إلى الثوار وقاتل ضد الجيش القيصري، وأصبح قائد الفرق السوفياتية المقاتلة في منطقة القوقاز، ونظم وقاد كتائب الخيّالة التابعة للبلاشفة التي قاتلت الذين كان يطلق عليهم "الروس البيض" أى اعداء الثورة التي يقودها الشيوعيون "الحمر" في فبراير 1918. وفي عام 1919 انضم إلى الحزب الشيوعي السوفياتي. ولعب دورا حاسما في إلحاق الهزيمة بالقوات المعادية للشيوعية التي كان يقودها الجنرال أنطون دينيكين والجنرال بيوتر ورانجِل، وفي القتال ضد البولنديين (1920)ثم أصبح قائد الفرق السوفياتية الموجودة في شمال القوقاز. وتقرّب من ستالين، الذي ما إن تسلم زمام الحكم بعد وفاة لينين حتى عيّن بوديني مفتشا عاما لسلاح الفرسان السوفياتي عام 1924،واستمر في هذا المنصب حتى عام 1937. وبعده أصبح قائد منطقة موسكوالعسكرية المهمة حتى عام 1940.وكان في الأثناء قد درس العلوم العسكرية العليا في أكاديمية فرونز وتخرج فيها عام 1932.وعندما قام الزعيم السوفياتي ستالين عام 1935 بترفيع خمسة من كبارالضباط السوفيات إلى رتبة الماريشال (المشير) كان سميون ميخائيلوفتش بوديني أحدهم. وفي عام 1938 جعله عضوا في هيئة الرئاسة في مجلس السوفيات الأعلى (البريزيديوم)، وفي السنة التالية أصبح عضوا أساسيا في اللجنة المركزية للحزب الشيوعى السوفياتي. وفي عام 1940 عيّن نائبا أول لوزير الدفاع. وفي الحرب العالمية الثانية قاد الجبهة السوفياتية ضد فنلندا عام 1940، ثم عندما اجتاحت ألمانياروسيا عيّن في شهر يونيه 1941 قائدا للجبهة الجنوبية الغربية، لكنه فشل في صد الهجوم الألماني الذي اجتاح كييف وأوكرانيا، فعزل الماريشال بوديني من منصبه، دون أن يتكبد العواقب، بالنظر إلى ولائه المطلق لستالين. وكان القادة العسكريون السوفيات الذين يخسرون أو يسيئون القيادة يتعرضون لأقسى العقوبات، وبعضها الإعدام. ومع أنه لم يتسل أى مسؤولية قيادية حتى نهاية الحرب العالميةالثانية، إلا أنه اشتهر بعدها بصوره والأوسمة العديدة تزيّنصدره.وهى الأوسمة التي جمعها في الحروب المختلفة التي خاضها منذ 1904.وفي عام 1953 أعيد إلى منصب مفتش سلاح الفرسان. وعلى عكس معظم الذين كانوا مقربين من ستالين والذين أقصاهم نيكيتا خروشوف حين تسلم زعامة الاتحاد السوفياتي، دهش كثير من المراقبين وهم يرون الماريشال سميون بوديني مقربا من خروشوف! بل وفي عهده منح عام 1958 لقب "بطل الاتحاد السوفياتي".لكنه سُحب عام 1961 من دائرة الأضواء وأودع في الظل، إذ لم يعد عضوا أصيلاً في اللجنةالمركزية بل عضو احتياط. وعكف على كتابة مذكراته وأضحى من ذكريات الماضي. وعندما ينظر إليه مؤرخو الجيش السوفياتي، يرون عسكريا بدأ بطلاً ناجحا، وانتهى قائدا فاشلاً، غير أنه حظي برضا الحكام على مر السنين، حتى وفاته وهو في التسعين في 27 أكتوبر/ تشرين الأول 1973.