الصندوق الأسود هو مسجل أحداث أي طائرة وهو يحتوي على نحو 70 معلومة تمثل حركة الطائرة كاملة في النسف ساعة الأخيرة, ونتيجة تفريغ تلك المؤشرات والنتائج بأجهزة الحاسب الآلي تكشف أسرار اللحظات الأخيرة من عمر الطائرة . وفكرة الصندوق الأسود نشأت من الناحية العلمية مع بداية الاهتمام بالطيران كوسيلة نقل للركاب فسقوط طائرة ما يعني فقد أرواح وممتلكات فزاد الاهتمام بضرورة وجود جهاز يبين أسباب وقوع الحادث وذلك لتلافي تلك الأسباب وضمان سلامة الركاب. واتفقت الأجهزة العلمية علي أن يكون لونه برتقاليا ليسهل العثور عليه وسط حطام الطائرة المحترق وأطلق عليه الصندوق الأسود لأن البحث عنه لا يكون إلا في حالة الكوارث. والصندوق الأسود مصنوع من مواد شديدة التحمل للنيران والصدمات . وتختلف مواصفات الصندوق والذي يوضع في الذيل أو المقدمة وهما مكانان أقل عرضة للحوادث والتلف حيث أكدت الأحداث أن مكان الذيل والرأس أفضل لبعده أيضا عن مصادر الوقود والكهرباء وبه أقل عدد من الركاب والأمتعة, كما أن هذا المكان هو أول جزء ينفصل من جسم الطائرة عند وقوع الحادث وهذا الانفصال يؤمنه ويؤمن العثور عليه, كما أن الصندوق يختلف باختلاف الطائرة من حيث الإعداد فهناك طائرة يوضع بها صندوق واحد وأخري يوضع بها اثنان ويقوم الصندوق الأسود بتسجيل عنصرين أساسيين أولها الاتصالات الداخلية بين قائد الطائرة ومساعدوه, أو إبلاغ الركاب بأية معلومات, والثاني تسجيل كل قراءات المحرك والعدادات وارتفاع الطائرة وسرعتها والأحمال الواقعة عليها والضغط داخل وخارج الطائرة والوقود وكميات الزيت وتسجيل أي عطب في المحرك أو أي شيء غير عادي... وعند تعرض الطائرة للحادث يتم نزع الصندوق من ذيل الطائرة ويوضع على أجهزة خاصة تقوم بتحليل المعلومات ويتم التعرف منها على الحالة التي كانت عليها الطائرة قبل وأثناء وقوع الحادث. ويبدأ الخبراء بعد ذلك في تحليل الحادث عن طريق أجهزة خاصة تترجم المؤشرات والذبذبات إلي قراءات ومعدلات أداء مضبوطة ومطابقة تلك المعلومات على الحركة العادية للطائرة.