تحت عنوان " تعزيز بناء القدرات الوطنية وتطوير برامج إبداعية فى مجال تعليم الكبار " تم افتتاح أعمال المؤتمر الوطنى الأول حول تعليم الكبار والتعليم غير النظامى ، التى تُشارك فى تنظيمه منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم " يونسكو" والهيئة العامة لتعليم الكبار، حيث أعلن الدكتور يسرى الجمل وزير التربية والتعليم ، فى كلمة ألقاها نيابة عنه الدكتور رأفت رضوان - رئيس الهيئة العامة لتعليم الكبار، بأن التعداد السكانى الأخير أظهر تراجع نسبة الأمية فى مصر من 39.4% عام 1996 إلى 29.3% فى عام 2006 ، الأمر الذى يُعد خطوة كبيرة فى هذا المجال ، إلا أنها لا ترقى فى الوقت ذاته إلى حجم طموحات مصر وتطلعاتها الوطنية، وأن الحكومة تبنت خطوة تنفيذية تستهدف خفض نسبة الأمية إلى ما دون ال 10% خلال 5 سنوات ، وترتكز على ثلاثة محاور أساسية تُسهم فى سد منابع الأمية : المحور الأول : ويهتم بسد منابع الأمية من خلال إتاحة فرص تعليمية متكافئة لجميع أطفال مصر، مع الاهتمام بمرحلة الطفولة المُبكرة ، بحيث تصل نسبة الاستيعاب فى هذه المرحلة إلى 60% من عدد التلاميذ فى سن 4 سنوات . المحور الثانى : والمتعلق بالأعداد الحالية للأميين وخاصة الأصغر سناً فى الفئة العُمرية من 25 إلى 35 سنة، مع إعطاء اهتمام خاص للإناث فى محافظات الصعيد، التى تشهد معدلات أمية عالية، مقارنة بباقى محافظات الجمهورية . المحور الثالث : ويهتم بوضع برامج جديدة للمتحررين من الأمية، خوفاً من ردتهم للأمية مرة أخرى من خلال توفير فرص تعليمية أكثر لهم، وبرامج تدريب وتوظيف مع اتحاد الصناعات والمؤسسات الحرفية والمهنية، بالإضافة إلى برامج حياتية ترتكز على زيادة المعرفة الصحية والاجتماعية والبيئية والثقافية .
وأضاف الجمل أن المجلس الأعلى للجامعات يقوم حالياً بمراجعة مشروع " كل واحد يعلم واحداً " ، الذى يشترط على الطالب الجامعى محو أمية شخص واحد سنوياً، ولا يحصل الطالب على مؤهله الدراسى إلا بعد اكتمال العدد المقرر لمحو أميته تمهيداً لتنفيذه فى العام الدراسى المقبل، على اعتبار أن هذا المشروع يمثل الأساس العملى للتصدى لمشكلة الأعداد الكبيرة من الأميين خلال فترة زمنية محدودة، حيث يبلغ عدد طلاب التعليم العالى ما يزيد على 2.5 مليون طالب .
واستعرض الجمل فى كلمته عدداً من الشمروعات التى تبنتها الوزارة للإسهام فى تقليص الأمية، ومنها قيام الراغبين فى التعيين والعمل فى الوزارة بمحو أمية خمسة أفراد كأساس للتعاقد، وكذلك الاستفادة من المدرسين بنظام العقد خلال الإجازة الصيفية بمحو أمية خمسة أفراد أيضاً والبالغ عددهم 180 ألف متعاقد، بما يُسهم فى توفير دخل إضافى لهم فى فصول محو الأمية، على أن يتم ذلك بالتعاون بين الوزارة وكافة المؤسسات الدولية ذات الخبرة فى مجال التعليم، والإشارة فى ذلك إلى تعاون وزارة التربية والتعليم مع اليونسكو فى إطار مشروع تطوير قدرات الهيئة العامة لتعليم الكبار فى مواجهة التحديات فى هذا المجال .
وفى إطار مواجهة الأمية فى العالم ، أعلن الدكتور عبد المنعم عثمان – المدير الإقليمى لمنظمة اليونسكو ببيروت – أنه تقوم المنظمة فى الوقت الحاضر بتنفيذ برنامج تقييم ورصد محو الأمية، يُسمى " لامب " بهدف توجيه السياسة العامة عن طريق توفير تقديرات موثوق بها وقابلة للمقارنة، وأشار إلى أن غياب الإحصاء الدقيق فى القياس يؤدى إلى نقص فى معلومات هامة للمُخطط وواضع السياسة التربوية فى مجال محو الأمية، بالإضافة إلى إهدار الجُهد والمال بما يستلزم إعادة النظر فى عمليات الإحصاء وقواعد البيانات، وأن الإحصاءات الخاصة بالمعاقين تفيد بأنهم يُشكلون 10 بالمائة من تعداد أى دولة ، إلا أن الدراسات تشير إلى أن 2 بالمائة فقط منهم يلتحقون بالتعليم والأعداد الباقية غالباً ما تنضم إلى طابور الأميين .. مُطالباً فى نفس الوقت بضرورة ربط محتوى برامج تعليم الكبار بالمنافع المباشرة للأفراد الأسوياء والمعاقين .
ومن جانبه أعلن الدكتور رأفت رضوان رئيس الجهاز التنفيذى لهيئة تعليم الكبار عن مبادرة جديدة تتبناها الهيئة، تقوم على وضع خُطط غير تقليدية لمواجهة الأمية فى مصر، باعتبار أن الأمية ليست مشكلة الحكومة وحدها ولكنها مشكلة المجتمع ككل، بما يعنى ضرورة تكامل الأفكار والرؤى بين كافة أطراف المجتمع، وأوضح رضوان أنه اعتباراً من أول يوليو القادم سيتم تنفيذ المبُادرة المتمثلة فى تفعيل دور الجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدنى فى إطلاق طاقاتهم ولعب دور متزايد فى التعامل مع مشكلة الأمية، بحيث تشارك هذه الجهات فى القيام بدور الهيئة فى أداء الخدمات المتعلقة بمحو الأمية، وتقوم الهيئة بالإشراف وأعمال الإدارة وتقويم عمليات محو الأمية، ودعا رضوان إلى إحداث تحول سريع فى الفكر المتعامل مع قضية الأمية لينتقل من مرحلة تعليم الأبجدية إلى مرحلة تعليم مهارات التفكير الناقد والوعى الاجتماعى والصحى والبيئى والتكنولوجيا، مما يفتح مجالات جديدة ومتعددة فى مجال الأمية، ولا يقتصر على محو الأمية فى مجال القراءة والكتابة فقط ، وأوضح رئيس الجهاز التنفيذى لهيئة تعليم الكبار أن إنعقاد المؤتمر الوطنى الأول لتعليم الكبار فى مصر تحت رعاية وزير التربية والتعليم، وبالتعاون مع الهيئة العامة لتعليم الكبار فى مصر واليونسكو يُعد خطوة هامة نحو تطوير مصر لجهودها فى مجال محو الأمية وتعليم الكبار والتعليم غير النظامى، منوهاً بمُشاركة فعالة من عدد ممثلى المجتمع المدنى والأهلى فى مصر والخبراء الدوليين فى هذا المجال فى عدد من الدول بمختلف بلاد العالم كفرنسا وتايلاند وبنجلاديش والمغرب والأردن، وأشار رضوان إلى أن المؤتمر يهدف إلى تفعيل الخُطة القومية للهيئة العامة لتعليم الكبار وتفعيل مُشاركة الجهات الوطنية الأخرى مع الهيئة وإنشاء أطر جديدة للتعليم غير النظامى وتطوير برامج محو الأمية وتمكين المتحررين من الأمية من الارتقاء بتعليمهم .
وفى ختام الجلسة الافتتاحية التى شارك فيها الدكتور عوض الحسن مدير مكتب اليونسكو الإقليمى بالقاهرة، تم توقيع بروتوكول تعاون بين الهيئة العامة لتعليم الكبار ومكتب اليونسكولتعزيز بناء القدرات الوطنية فى مجال تعليم الكبار والتعليم غير النظامى .
وفى إطار تقييم الجهود المصرية فى هذا المجال، أشاد الدكتور عبد المنعم عثمان مدير مكتب منظمة الأممالمتحدة والثقافة والعلوم – يونسكو – الإقليمى ببيروت بالجهود التى تقوم بها الحكومة المصرية فى مجال محو الأمية وتعليم الكبار، حيث أشار إلى الإنجازات التى حققتها مصر فى هذا المجال خلال العشر سنوات الأخيرة، والتى وصلت نسبة الأمية إلى 29.3% فى عام 2006 مقابل 39.4% عام 1996 بخلاف الخطوات التنفيذية التى تبنتهاالحكومة، والتى تستهدف خفض نسبة الأمية إلى ما دون ال 10% خلال 5 سنوات، ووصف هذا الإنخفاض فى عدد الأميين فى مصر بأنه " إنجاز ضخم " من أميز الإنجازات التى تمت فى أى دولة فى العالم، وذلك بالرغم من الكثافة السكانية المرتفعة .. مُعرباً عن تمنياته فى استمرار هذه المعدلات، وأشاد الدكتور عثمان أيضاً بالتجارب الرائدة التى تقوم بها وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع اليونسكو واليونيسيف فى مجال مدارس الفصل الواحد والمدارس الصديقة لأطفال الشوارع، والتى مكنت الأطفال المبتسرين من التعليم ومن العودة إلى التعليم ثانية . 16/5/2007