"خلق مشاعر الخوف من إيران".. اتهام وجهته طهران إلى واشنطن، بعد تصريحات مسئولين أمريكيين بأن بلادهم "وسعت نطاق أنظمة دفاعها الصاروخية في البحر والبر في منطقة الخليج وما حولها للتصدي لما تراه تهديدا صاروخيا متناميا من إيران"، مشيرين إلى نشر منصات إطلاق صواريخ باتريوت في الكويت وقطر والإمارات والبحرين. الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد انتقد السياسة الغربية في المنطقة، وقال إن "الدول الغربية لا تريد أن يسود الأمن في المنطقة وأن تكون العلاقات بين دول المنطقة جيدة"، منددا ب"مؤامرة الأعداء" الذين يريدون الاستفادة من "الانقسام وعدم الاستقرار" في دول الخليج. ومن جانبه، قال رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني إنه "من المستغرب أن المسئولين الأمريكيين الجدد لا يفهمون أن مشاكل المنطقة سببها الولاياتالمتحدة التي ترسل المزيد من التجهيزات العسكرية" إلى المنطقة، مضيفا أن "دول المنطقة يجب أن تعلم أن سيناريو نشر الصواريخ الأمريكية بذريعة الحفاظ على الأمن والاستقرار يعد نوعا من الاحتيال السياسي". وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست "ننظر لهذه الإجراءات كمؤامرة وحيلة من دول أجنبية لخلق مشاعر الخوف من إيران"، مضيفا "لأنهم فقدوا موطئ قدمهم في إيران فهم يشعرون أنه لا يوجد موطئ قدم لهم، وكي يبرروا وجودهم في المنطقة يقومون بمثل هذه الوقيعة". وكان الحشد العسكري الأمريكي بدأ في المنطقة تحت إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش واستمر تحت إدارة الرئيس باراك أوباما الذي يضغط من أجل فرض رزمة رابعة من العقوبات الدولية على إيران على أن تستهدف هذه العقوبات الحرس الثوري الذي تعتقد أنه يدير البرنامج النووي العسكري. بينما تؤكد طهران أن برنامجها النووي سلمي. من جهة أخرى، قال محللون إن نشر الولاياتالمتحدة أنظمة مضادة للصواريخ قبالة السواحل الإيرانية وفي عدد من الدول الخليجية يعزز التوتر في هذه المنطقة التي تؤمن ثلث احتياجات العالم من النفط. وقال مصطفى العاني رئيس قسم الأمن الوطني ودراسات الإرهاب في مركز الخليج للأبحاث ومقره دبي "إن ذلك سيزيد من توتر إيران"، مضيفا الوقت نفسه أن "دول مجلس التعاون الخليجي موجودة بين مطرقة إيران وسندان الأميركيين". واعتبر العاني أن واشنطن تسعى إلى احتواء التهديد الإيراني عبر الحد من القدرات الصاروخية الإيرانية في حال اندلاع نزاع عسكري. وقد أشارت تقارير إلى قيام الإدارة الأمريكية بنشر سفن متخصصة تتمتع بأنظمة لتعقب وإصابة الصواريخ قبالة السواحل الإيرانية. وقال قائد القوات الأمريكية الوسطى - التي تدير عمليات عسكرية تمتد بين الخليج وآسيا الوسطى - أن تسريع عملية نشر البطاريات المضادة للصواريخ يشمل نشر 8 بطاريات بمعدل 2 في كل من البحرين والكويت وقطر والإمارات. وذكر أيضا أن بلاده تنشر صواريخ إيجيس الموجهة والمزودة بنظام رادار مضاد للصواريخ والتي يمكن أن تستهدف الصواريخ المتوسطة المدى، وذلك على مركبات متحركة. وتملك السعودية منذ سنوات نظام باتريوت المضاد للصواريخ، بينما تقدمت الإمارات في 2008 بطلب لشراء هذا النظام. أما البحرين فهي مقر الأسطول الأمريكي الخامس. وتستضيف قطر على أرضها مقر قيادة القوات الأمريكية الوسطى، كما تحظى واشنطن بقاعدة كبيرة في الكويت. وقال الخبير في شئون الخليج وإيران الأستاذ في جامعة درم البريطانية أنوش احتشامي إن "الإيرانيين سيرون في هذه الخطوة انطلاقة لتعزيز الأجندة العسكرية الأمريكية". وأضاف أن "إيران ستعتبر أن أمريكا تمارس ضغوطا غير مباشرة عليها عبر توسيع المظلة الأمنية فوق جيرانها" في الخليج، مؤكدا أن طهران "لن تنظر لذلك من زاوية إيجابية". من جهته، وافق رياض قهوجي مدير مؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري - ومقره دبي - على أن نشر الصواريخ الأمريكية يزيد من التوتر في المنطقة. وقال إن ذلك "يذكر الجميع بأن خيار الحرب ما زال قائما". خطوة نشر الصواريخ الأمريكية تأتي بعد فشل المحادثات النووية بين إيران والدول ال6 الكبرى (الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين). وكانت إيران رفضت في يناير/ كانون الثاني 2010 أي وقف لعمليات تخصيب اليورانيوم التي تجريها.