استعاد المنتخب الأنجولي توازنه وأنعش آماله في العبور إلى دور الثمانية لبطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم التي تقام على أراضيه بعدما تغلب على نظيره مالاوي بهدفين نظيفين الخميس في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الأولي للبطولة. وأحرز هدفي الفوز لمنتخب أنجولا أمادو فلافيو ومانوتشو جونكلفيتش في الشوط الثاني. وتصدر الفريق الأنجولي المجموعة الأولى برصيد أربع نقاط بفارق نقطة واحدة أمام مالاوي والجزائر بينما تراجع منتخب مالي إلى المركز الرابع الأخير برصيد نقطة واحدة، وكان المنتخب الجزائري تغلب على نظيره مالي في وقت سابق اليوم بهدف نظيف أحرزه رفيق حليش. ونجح المنتخب الأنجولي في مصالحة جماهيره ورئيسه الذي حضر لمتابعة اللقاء، بعد التعادل المخيب للآمال مع مالي 4-4 في الجولة الأولى. وكانت الجولة الأولى من شهدت فوز مالاوي على الجزائر 3-0 وتعادل أنجولا مع مالي بأربعة أهداف لكل فريق، في مباراة درامية تقدم فيها الفريق الأنجولي بأربعة أهداف نظيفة قبل أن تنجح مالي في قلب تأخرها إلي تعادل ثمين عن طريق تسجيل أربعة أهداف قاتلة في غضون الدقائق العشر الأخيرة من اللقاء. وانطلقت المباراة وسط كثافة هجومية من جانب الفريق الأنجولي أملا في تسجيل هدف مبكر يشعل حماس الجماهير الغفيرة التي حضرت لمؤازرة الفريق. وكادت الدقيقة السابعة أن تشهد هدف السبق لأنجولا عندما مرر امادو فلافيو كرة رائعة استقبلها مانوتشو جونكلفيتش مباشرة بقدمه اليسرى ولكن الكرة اصطدمت بيد حارس مالاوي سواديك سانودي ثم ارتدت من العارضة وعادت إلى أحضانه مجددا. وأشهر الحكم البطاقة الصفراء في وجه الأنجولي ستيلفيو روسا دا كروز ليغيب اللاعب عن المباراة المقبلة أمام الجزائر بعد حصوله على إنذار في المباراة الأولى أمام مالي. وسيطر الفريق الأنجولي على مجريات اللعب في الربع ساعة الأولى وشكلت تحركات مابينا وجيلبرتو ومن أمامهم فلافيو ومانوتشو خطورة واضحة على دفاعات مالاوي. وحاول فريق مالاوي الاعتماد على الهجمات المرتدة ولكنها لم تشكل خطورة حقيقية على مرمى الحارس كارلوس البرتو فيرنانديس. وأهدر فلافيو فرصة هدف محقق في الدقيقة 27 عندما تلقى تمريرة طولية على حدود منطقة الجزاء ليطلق تسديدة بقدمه اليسرى ذهبت ضعيفة في يد الحارس سانودي. وأضاع مانوتشو أخطر فرصة للفريق الأنجولي في الدقيقة 34 عندما أهداه جيلبرتو تمريرة متقنة وضعته في مواجهة مرمى مالاوي ليطلق تسديدة قوية بقدمه اليمنى أبعدها الحارس سانودي بأطراف أصابعه إلى ضربة ركنية. وأجرى المدرب البرتغالي المخضرم مانويل جوزيه تغييرا غامضا بخروج سيباستياو جيلبرتو للاصابة ونزول مانويل جاموانا في الدقيقة 36. وكاد إساو كانيندا أن يفتتح التسجيل لفريق مالاوي قبل أربع دقائق على نهاية الشوط الأول إثر هجمة مرتدة سريعة انتهت بوصول الكرة إلى كانيندا على حدود منطقة الجزاء ليسدد كرة قوية أنقذها الحارس كارلوس بثبات. وواصل حارس مالاوي سانودي الدفاع عن مرماه ببسالة وتصدى لضربة رأسية قوية من مانوتشو قبل أن يخرج من مرماه للإمساك بكرة عرضية رائعة من الناحية اليمنى. وحصل مانوتشو لاعب بلد الوليد الأسباني على بطاقة صفراء بعد تدخله بعنف مع سانودي، وشهدت اللحظات الأخيرة من الشوط الأول سيلا من الهجمات للفريق الأنجولي، ولكن سانودي ومن أمامه الدفاع الصلب نجحوا في الحفاظ على شباكهم نظيفة. وكادت الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع أن تشهد هدفا قاتلا لفلافيو بعدما قام ستيلفيو روسا دا كروز بمجهود كبير في الناحية اليمنى قبل أن يرسل كرة عرضية ارتقى لها فلافيو برأسه ولكن الكرة مرت بالكاد من فوق العارضة. وبدأت أحداث الشوط الثاني على ما انتهت عليه مجريات الشوط الأول حيث كثافة هجومية من جانب أنجولا وتراجع دفاعي لفريق مالاوي. وأعلنت الدقيقة الثالثة من بداية الشوط الثاني عن هدف السبق لأنجولا بتوقيع فلافيو الذي ارتقى برأسه للتمريرة التي نفذها مابينا من الناحية اليسرى وسدد الكرة في أقصى الزاوية اليسرى للحارس سانودي. ورفع فلافيو رصيده إلى ثلاثة أهداف ليتصدر قائمة هدافي كأس الأمم الأفريقية، وأسفر الضغط المتواصل للفريق الأنجولي عن الهدف الثاني للفريق في الدقيقة 54 بتوقيع مانوتشو الذي خطف الكرة من المدافع بيتر مبوندا وسدد الكرة مباشرة في الشباك. وأجرى كينا فيري المدير الفني لمنتخب مالاوي، والذي قام بتجديد عقده مع الفريق مؤخرا مستفيدا من الفوز على الجزائر 3-0 في المباراة الماضية، أولى تغييراته بنزول جيمي زاكازاكا بدلا من بيتر وادابوا. وتعرض فلافيو لإصابة قوية مما أجبره على مغادرة الملعب وسط حالة من الصمت فرضت نفسها على جميع من في الملعب وشارك بيدرو مانويل توريس بدلا منه. وأهدر كانيندا فرصة خطيرة لمالاوي في الدقيقة 65 بعدما تلقى تمريرة متميزة داخل منطقة جزاء أنجولا ولكنه تباطأ في التسديد ليخرج الحارس ماركوس ويمسك بالكرة. وكاد مانوتشو أن يضيف الهدف الثاني له والثالث لفريقه في الدقيقة 66 عندما استغل الخروج الخاطئ للحارس سانودي وسدد ضربة رأسية مرت بالكاد من فوق العارضة. وحصل الفريق الأنجولي على ضربة حرة مباشرة من مسافة 30 ياردة سددها دا كروز قوية ولكن الكرة ضلت طريقها للمرمى. وتعرض داجمالا كامبوس للإصابة ليضطر جوزيه لإخراجه والدفع بديفيد، وأشهر الحكم البطاقة الصفراء في وجه موسيس شافيولا بعد قيامه بعرقلة مانوتشو قبل أن يعاجل زاكازاكا ببطاقة صفراء جديدة في الدقيقة 79 لتدخله بعنف مع مابينا الذي خرج لتلقي العلاج. وتواصل سقوط لاعبي المنتخب الأنجولي في ظل اعتماد فريق مالاوي على اللعب بخشونة، مما أسفر عن خروج فرانشيسكو زويلا لتلقي العلاج. وتراجع أداء الفريق الأنجولي بشكل كبير في الدقائق العشرة الأخيرة مما سمح لفريق مالاوي بالتقدم إلى الأمام ولكنه لم ينجح في ترجمة الفرص التي سنحت له إلى لغة الأهداف في ظل التنظيم الدفاعي الجيد لأصحاب الأرض. وبدا أن الفريق الأنجولي يعاني من مشكلة في اللياقة البدنية حيث بدأ اللاعبون في التساقط واحد تلو الأخر دون أي مداخلة من جانب الفريق المنافس. واحتسب حكم المباراة خمس دقائق وقت بدل ضائع مرت وسط محاولات من جانب فريق مالاوي لتسجيل هدف حفظ ماء الوجه ولكن مرت هذه الدقائق دون جديد ليبقى الوضع على ما هو عليه ويخرج منتخب أنجولا فائزا بهدفين نظيفين.