أسدل الستار مساء الاحد على الدورة 14 من مهرجان أيام قرطاج المسرحية بعرض مسرحية (قصة حب) من المغرب وسط جدل حول تراجع بريق المهرجان الذي كان ينظر اليه في السنوات الماضية على انه واحد من أبرز التظاهرات المسرحية في العالم العربي وافريقيا. ومسرحية "قصة حب" هي عبارة عن مجموعة من اللوحات الكوريغرافية لتسليط الضوء على عدة مظاهر سلبية من الحياة اليومية في المجتمع المغربي خاصة والمجتمعات العربية عموما. وطغت لغة الجسد المنسجمة مع الايقاعات الموسيقية على العرض حيث نجح الممثلون والممثلات في طرح عدة مسائل تهم الحياة العصرية بحركاتهم التعبيرية وكلماتهم القليلة. وكرمت ادارة المهرجان خلال حفل الاختتام عددا من نجوم المسرح في العالم العربي من بينهم أسعد فضة ورغدة الشعراني من سوريا وأحمد السنوسي وحليمة داود وعبد المجيد الاكحل من تونس وجورج ابراهيم من فلسطين. وعلى عكس العادة لم تستقطب هذه الدورة من المهرجان اهتماما جماهيرا واعلاميا كبيرا وهو ما رأى فيه نقاد تراجعا لمستوى التظاهرة بسبب الغاء بعض العروض في اخر وقت ومواصلة حجب المسابقات والجوائز. وانتقد بشدة المخرج والممثل المسرحي المنصف السويسي وهو أحد رواد المسرح في تونس أيام قرطاج المسرحية معتبرا انها فقدت بريقها وتم التلاعب بمبادئها. لكن بعضا اخر يؤكد على أن هذا الحدث يبقى من ابرز الاحداث المسرحية في المنطقة ويحتفظ بدوره الريادي في جمع التجارب المسرحية العربية والافريقية المتميزة. وشاركت 30 دولة بنحو 78 عرضا مسرحيا في هذه التظاهرة الفنية التي استمرت 12 يوما. ومن بين البلدان المشاركة العراق ومصر والاردن وسوريا وايطاليا وألمانيا وتونس ولبنان وفرنسا وبوركينا فاسو والسنغال وليبيا والسعودية. وواصل المهرجان للدورة الثالثة على التوالي حجب المسابقات والجوائز للاعمال المسرحية المعروضة. وقوبل سحبها باحتجاجات واسعة من قبل عدد من المسرحيين رأوا في ذلك انحرافا عن المسار التاريخي للمهرجان الذي يوفر فرصا للتنافس بين افضل الاعمال المسرحية في العالم العربي والافريقي. عقب حفل الاختتام عرضت مسرحية "قصة حب" للمخرج فوزي بن سعيد من المغرب. الجدير بالذكر ان ايام قرطاج المسرحية تقام كل عامين بالتناوب مع ايام قرطاج السينمائية.