بالرغم من مرور 150 عاماً على "النظرية الداروينية" والحديث عنها صار سجالاً على مدار تلك الفترة بين معارض ومُؤيد، إلى أن جاء فريق البحث الأمريكى ليحسم هذا الجدل ببطلان هذه النظرية التى تتعلق أطرافها حول مفهوم "النشوء والارتقاء" أو ما يُعرف بالتطور، ولكى ينتصر فى النهاية مبدأ الخلق بأن للكون خالق واحد هو الله وليس للصدفة دور في تطور الكائنات الحية كما يدعي "تشارلز داروين" ومساعده "ألفريد راسل والاس"... وبمناسبة مرور 200 عاماً على ميلاد "تشارلز داروين" و 150 عاماً على صدور كتابه الشهير "أصل الأنواع" الذي يُقدم نظرية حول التطور البيولوجي للبشر انطلاقاً من انتقاء طبيعي، يتم تنظيم أحداث متنوعة في مختلف بُلدان العالم "مؤتمرات ومعارض وندوات" لإحياء ذكرى رجل لاتزال نظريته حول التطور موضوع مناقشات ثقافية وعلمية ودينية. وبهذه المُناسبة يُنظم مركز الدراسات والبرامج الخاصة بمكتبة الإسكندرية، بالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني، مؤتمراً دولياً بعنوان " تراث داروين الباقي .. المجتمع ونظرية التطور"، وذلك في الفترة من 14 إلى 16 نوفمبر القادم، يضم المؤتمر عدة فعاليات مثل المُحاضرات والبرامج التعليمية والمعارض، ويهدف المؤتمر إلى استكشاف أفكار داروين في سياقها، ودعم الحوار العلمي القائم على الاحترام المُتبادل للأفكار والثقافات والأديان المختلفة حول نظرية التطور. الجدير بالذكر أن كتاب " أصل الأنواع" يُعتبر أحد الأعمال المؤثرة في العلم الحديث، وإحدى ركائز علم الأحياء التطوري، وقد شكل هذا الكتاب عرضاً ل "نظرية داروين" التي اعتمد فيها على البراهين العلمية التي جمعها في رحلته البحرية في ثلاثينات القرن التاسع عشر وبحوثه وتجاربه منذ عودته من الرحلة، ومازالت أفكار داروين محل جدل واسع، فبالرغم من كونه أحد أعظم العُلماء وأن أفكاره أسهمت في تأسيس عدة فروع علمية، إلا أن هذا الكتاب أثار جدلاً واسعاً بسبب مناقضته الاعتقادات الدينية التي شكلت أساساً للنظريات البيولوجية حينئذ. فقد أحدثت هذه النظرية في وقتها زوبعة فكرية بين المُعارضين والمؤيدين لها، فبالإضافة إلى رجال الكنيسة كان هناك عدد كبير من العُلماء والفلاسفة وحتى رجال السياسة، فقد دُعِي داروين إلى مجلس النواب لكي يُوضح لهم مفهوم نظريته، وحينها قال أحد أعضاء مجلس العموم البريطاني: إذا كان داروين يؤمن بأن أصل جده هو قرد فأنا لا أقبل بأن يكون أصل جدي قرد .. وهكذا فكرة المُعارضيين جاءت حينما قال داروين بأن أصل الإنسان قرد، مع العلم هناك مرحلة مفقودة بين الإنسان والقرد.