هذه الأحداث التي ساهمت في سقوط الاتحاد السوفيتي يتناولها فيلم يعرض حاليا في صالات السينما للمخرج كريستيان كاريون، وقد سميت الواقعة بقضية "فيرويل" وهو الاسم الحركي الذي أطلقته المخابرات الفرنسية على ظابط الكي جي بي فلاديمير فيتروف. بفضل قائمة الأسماء التي أبلغ بها هذا الظابط المخابرات الفرنسية تم الكشف عن نشاط هؤلاء العملاء السوفيت في فرنسا وفي نفس العام تم الكشف عن 150 عميل سوفيتي آخرين يقومون بالتجسس في الدول الغربية الرئيسية. لم تنحصر أهمية دور فلاديمير فيتروف في الإيقاع بهذا الصيد الثمين وإنما في تزويد فرنسا بنسخة من كل المعلومات التي تمكن السوفييت من الحصول عليها خاصة عن الأسلحة الاستراتيجية التي يتم تصنيعها في دول الغرب. لقد كانت صدمة فعلية عندما اكتشفت باريس أن الكي جي بي كان يعلم محتوى كل رسالة تبعث بها سفارة فرنسا في الاتحاد السوفيتي إلى وزارة الخارجية الفرنسية منذ عام 1976. لكن أهم نتيجة ترتبت على هذه الفضيحة أنها عكست مدى تداعي النظام السوفيتي وإلى أي مدى كان يعتمد على التجسس التكنولوجي، وفي هذا الوقت صعد يوري أندروبوف رئييس الكي جي بي إلى الحكم خلفا لبريجنيف الذي بات مريضا وضعيفا أما في واشنطن فتم انتخاب رونالد ريجان الذي دعى إلى شن حملة ضد إمبراطورية الشر وتبدأ هنا الحلقة الأخيرة من الحرب الباردة التي ستشهد انفراجة بعد أقل من عشرة أعوام مع انهيار الشيوعية. لقد ساهمت قضية "فيرويل" في تغيير التوازنات الرئيسية التي تولدت عن الحرب العالمية الثانية.