كل عام وأنتم بخير، احتفل ملايين المصريين أمس بأول أيام عيد الفطر المبارك في الحدائق والمتنزهات، وذلك عقب أداء حملات العيد مباشرة في الساحات التي خصصتها وزارة الأقاف، بينما رفع آخرون شعار البيت بيتي« ورفضوا قضاء أول أيام العيد خارج المنزل مفضلين تأجيل الفسحة الي اليوم، ثاني أيام عيد الفطر. وما بين الفريقين شهدت الشوارع أمس سيولة مرورية واضحة ساعد عليها التواجد الأمني المكثف وسفر معظم المغتربين من القاهرة الي محافظاتهم والمحصلة إقبال متوسط علي الحدائق والمراكب النيلية لم يصل الي درجة الركود.. كما أنه لم يتخط بعد حدود الذروة. كالعادة كان الأطفال أمس العلامة البارزة في فرحة العيد، بدءا من خروجه صباحا بالملابس البيضاء لأداء الصلاة كالملائكة، حتي ارتدائهم الملابس الجديدة في الخروج للحدائق والاستمتاع بفسحة أخيرة قبل عودة المدارس الأسبوع القادم. بمجرد انتهاء المصلين من أداء صلاة العيد، انطلقت »طلائع« الدفعة الأولي من المواطنين الراغبين في الاحتفال بأول أيام العيد في الحدائق والمتنزهات حيث الطبيعة الخلابة، ساعدهم في ذلك الطقس المائل للاعتدال والسيولة المرورية الواضحة ومع دقات الثامنة صباحا، بدأت أولي البواخر النيلية رحلتها الي القناطر الخيرية من مرساها الجديد في الساحل بعد ما ودعت المرسي القديم من أمام ماسبيرو. وتميزت هذه المجموعات بأن معظمها من الشباب والأطفال في حين انتظرت العائلات حتي منتصف الظهيرة لبدء أول فسحة في العيد. من أمام مرسي الساحل للبواخر والمراكب النيلية يقول سامح صلاح - صاحب أحد المراكب- ان الإقبال خلال اليوم متوسط، ولم يرق الي درجة الاقبال الكبير المنتظر في نفس هذا الوقت من كل عام، مشيرا الي ان قرار نقل المرسي من ماسبيرو الي الساحل ساهم في انخفاض الاقبال علي المراكب النيلية نظرا لكون المرسي القديم في وسط البلد، وقريب من أشهر الميادين الحيوية. ويضيف محمد الدجوي -صاحب أحد المراكب- أن تكلفة الرحلة 8 جنيهات للفرد، ويقبل عليها الشباب أكثر من العائلات بينما يتوقع زيادة الإقبال علي المراكب في ثاني أيام العيد بعد ان يفرغ الناس من الارتباطات المعتادة في اليوم الأول من زيارات عائلية. وعلي طول الكورنيش من الساحل حتي ماسبيرو، رصدت الأخبار تواجدا أمنيا مميزا ساهم في توفير الأمن والأمان للمواطنين والملفت ان وجود رجال الشرطة تميز بالإيجابية والفعالية ولم يكتفوا بالتواجد من باب »تأدية الواجب«، حيث اهتم اكثر من رجل شرطة بتنبيه الأطفال بعدم تجاوز السور الحديدي وتخطي الأحجار والجلوس مباشرة امام الماء حرصا علي سلامتهم، كما قاموا بتأمين تواجد السائحين الأجانب علي الكورنيش وضمان عدم مضايقتهم من جانب المتسولين والباعة الجائلين. أما عن الجمهور وكانوا في الأغلب من شباب تحت 61 سنة« فقد اهتموا بالتقاط الصور التذكارية امام صفحة النيل ولكن باستخدام الموبايل، مما ادي الي حالة ركود« تام لمصوري الشارع المتجولين الذين أصبحوا موضة قديمة وباتوا قريبين من الالتحاق بصانع الطرابيش ومكوجي الرجل والديناصور«!! حديقة الحيوان : نفس المعدل الذي يتراوح ما بين21 و81 عاما كان صاحب التواجد المكثف في حديقة الحيوان بالجيزة مع ظهور مشرف لعائلات متناثرة افترشت أرضية العشب الأخضر، وملأت رائحة الرنجة الأنوف، ضاربة عرض الحائط بتعليمات، ممنوع الجلوس علي الأرض واصطحاب المأكولات..!! ضحكات الأطفال المجلجلة تخطف القلوب، وتنسيك الزحام والروائح »إياها« وتقول في نفسك: كله يهون من أجل ضحكة طفل بريء«. استمر القرد والفيل والأسد علي القمة، واحتفظوا بمكانتهم الخاصة باعتبارهم »نجوم الشباك«، كما استقرت أماكن »تلوين الوجوه« التي صارت علامة مميزة لرحلة حديقة الحيوان. يقول الدكتور نبيل صدقي -رئيس الادارة المركزية لحدائق الحيوان- أن الحديقة استعدت تماما لاستقبال زوارها من خلال تكثيف تواجد الموظفين والغاء الأجازات، والتنسيق مع مرفق الإسعاف والهلال الأحمر، والجهات الأمنية لتوفير أقصي درجات الراحة والأمان للزائرين، ومواجهة أية طواريء في حينها، كما تم تخصيص أماكن محددة للإعلان عن الأطفال الذين فقدوا من ذويهم. بتفصيل أكثر يقول الدكتور رفعت عبدالحسيب -مدير ادارة حديقة الحيوان بالجيزة- أن الحديقة استقبلت في اليوم الأول 001 الف زائر تقريبا؟ ومن المتوقع زيادة هذا العدد خلال ثاني وثالث أيام العيد بعد نزول العلائلات بكثافة واستقبال الحديقة لأتوبيسات القادمين من المحافظات المختلفة ليصل الاجمالي المتوقع لزوار الحديقة خلال العيد ما يقرب من نصف مليون زائر. إنفلونزا الخنازير : ويتطرق د. رفعت الي استعدادات حديقة الحيوان لمواجهة انفلونزا الخنازير، حيث تتم تطهيرات مستمرة صباحا ومساء لجميع مبايت الحيوانات وأماكن تواجد الكلافين، مع الحرص علي التخفيف قدر الإمكان من الزحام والعرض في الأماكن المغلقة، حيث تم اغلاق بيت السباع الداخلي والاكتفاء بالعرض الخارجي، كما تم تحديد أعداد الدخول لبيت الزواحف ودخولهم في مجموعات صغيرة، فضلا من رفع المخلفات بالتعاون مع هيئة النظافة والتجميل بالجيزة، مع توزيع اكياس قمامة مجانبة علي الجمهور عند الدخول للحديقة. الملحوظة الخطيرة الجديرة بالاهتمام والدراسة أن عددا غير قليل من الأطفال الذين تقل اعمارهم عن 61 سنة يدخنون السجائر بكثافة واستمتاع وحرية بالغة دون رقيب أو رادع! أغاخان.. كامل العدد: علي الطرف الآخر من المدينة استقبلت حدائق أغاخان بشبرا الخيمة سكان المنطقة وما حولها، وتم تقدير عدد الزوار بعدة آلاف مع صباح اليوم الأول للعيد، وساهم في زيادة الإقبال علي الحدائق وجود عدد من ألعاب الملاهي التي اجتذبت الصغار والكبار وسط صرخات الفرحة والسعادة. يقول محسن محمود -موظف- أن حدائق أغاخان بالنسبة له مثالية، حيث أنها قريبة من مسكنه ولا تكلفه الفسحة كثيرا، بينما تقول سعاد ابراهيم -ربة منزل- أنها تأتي الي الحديقة كل عيد مع أطفالها الأربعة للاستمتاع بالجو الجميل والمساحات الخضراء في أيام العيد. وعند انتصاف النهار، تبين أن الاقبال علي دور السينما في اليوم الأول كان ضعيفا خاصة في الحفلات الصباحية ويأمل أصحاب دور العرض أن تنتعش حركة بيع التذاكر ليلا رغم عدم نزول أفلام جماهيرية جديدة لنجوم شباك معروفين.