سقط نهاية الاسبوع الماضي التشكيل العصابي الثاني المتهم بالمتاجرة في الاعضاء البشرية واعترف أفراد التشكيل باستدراجهم شباباً من الاردن وسوريا وفلسطين لشراء الكُلي الخاصة بهم. وأكدت التحريات ان أفراد التشكيل يمارسون نشاطهم منذ عامين كما ذكرت جريدة الوفد المصرية. تحتل مصر حالياً المركز الثالث عالمياً في تجارة الأعضاء البشرية واعترف وزير الصحة بانتشار تجارة الاعضاء في مصر لأسباب اقتصادية تتعلق بالفقر ومن ثّم ينشط تجار الاعضاء البشرية بصورة غير قانونية في مناطق شبرا الخيمة وغيرها من الاحياء الفقيرة في محاولة منهم لاقناع الشباب البائس وأطفال الشوارع ببيع الكُلي الخاصة بهم. وازدهر نشاط تجار الاعضاء البشرية حتي وصل الي خطف الاطفال وجعلهم قطعا غير بشرية وعجز المجتمع بكل فئاته عن التصدي لهذه الظاهرة الخطيرة. ووفقاً لدراسة أعدها »التحالف الدولي لمكافحة تجارة الاعضاء« »COFS« فان 68٪ من المانحين المصريين يعانون من تدهور حالتهم الصحية بعد العمليات الجراحية في حين ان 73٪ يعانون من ضعف قدرتهم علي أداء الوظائف والمهام الصعبة التي تقتضي جهداً شاقاً. وتشير الدراسة الي عدم وجود بيانات رسمية حول العدد الحقيقي للمانحين وأن عددهم يقدر بالآلاف وهذا هو السبب وراء طرح »المبادرة المصرية لحقوق الفرد« للمساعدة في الوصول الي ضحايا تجارة الاعضاء. ورصد تقرير صحيفة »ليبراسيون« الفرنسية عدد عمليات نقل الاعضاء في مصر ب»500« عملية سنوياً منها 90٪ من مانحين غير متبرعين تقاضوا مبالغ مالية مقابل بيع الكُلي الخاصة بهم. والسؤال: هل أصبحت مصر مقراً ومسرحاً لمافيا تجارة الأعضاء في الوطن العربي؟! والواقع ان مافيا تجارة الاعضاء يديرها غير المصريين فاحدي هذه العصابات التي ألقت الشرطة القبض عليها يديرها أردنيون بينهم امرأة يستدرجون شباباً أردنيين للحصول علي الكُلي الخاصة بهم لبيعها لمرضي من السعودية والكويت وسوريا ويزاولون نشاطهم منذ عامين دون كشفهم، وكشفت الشرطة مؤخراً عصابة يديرها أردني وفلسطيني اختبأوا في منطقة الهرم وكانوا يستدرجون شبابا أردنيين وفلسطينيين وسوريين من بلادهم ويبيعون الكُلي الخاصة بهم لأثرياء من العرب وهذا ما أظهرته التحريات وما خفي كان أعظم ويضاف الي هذا ما يحدث مع فقراء المصريين من خلال عصابات الاتجار في الاعضاء البشرية في مصر. وفي محاولة من »الوفد« لرصد ظاهرة الاتجار بالاعضاء البشرية التقينا بعض المواطنين ممن وقعوا ضحايا لهذه المافيا لننقل للقارئ صورة واقعية. يلعب الواقع الأليم دوره مع سيد محمود أبو ضيف »قهوجي« ففي بداية حياته كان في حاجة لأموال كثيرة تمكنه من اعالة الاسرة لان مهنته لن تمكنه من ذلك فكر في السفر للخارج وتعرف بالصدفة علي أحد الاشخاص يدعي جمال عبدالناصر وعلم برغبته في السفر للخارج فعرض عليه المساعدة وطلب منه اجراء بعض الفحوصات حتي يتمكن من السفر وعلي الفور ذهب معه لاجراء بعض التحاليل الطبية وتوجها بعدها بصحبة أحد الاطباء الي مستشفي بالمهندسين ولم يشعر بنفسه إلا بعد مرور عدة ساعات واكتشف سرقة كليته وتوجه الي »جمال« فأعطاه خمسة آلاف جنيه وقال له »إحمد ربنا إنك كويس«. وفي احد المستشفيات الخاصة بالدقي دخل شاب يبلغ من العمر »28 عاماً « للتبرع بالدم لمريضة تحتاج لفصيلة دم نادرة فطلب منه الطبيب التوقيع علي الموافقة بالتبرع وبدأ في أخذ عينة منه لتحليلها وأثناء ذلك قام بتخديره وبعد عشر ساعات أفاق الشاب وشعر بألم شديد في جنبه وكشف ملابسه فوجد جرحا ناتجا عن عملية جراحية واكتشف السرقة فأخبره الطبيب بأن كل الاجراءات قانونية ولم يتمكن الشاب من اتخاذ أي اجراء. رامي قصته مختلفة فهو يبلغ من العمر »17 عاماً« باع كليته بناء علي اتفاق مع أحد السماسرة مقابل الحصول علي عشرة آلاف جنيه ودفع ثمن التحاليل الخاصة بالعملية من المبلغ الذي حصل عليه من السمسار وبعد العملية عرض عليه السمسار شراء أجزاء أخري من جسده مقابل مبلغ أعلي لكنه رفض خوفاً علي صحته. وهناك مئات بل آلاف الحالات المشابهة وصلت الي خطف الاطفال وجعلهم قطع غيار بشرية مما أدي الي ازدهار بيزنس نقل وزراعة الاعضاء البشرية في مصر.