صفحة جديدة فى اليابان قد تغير وجه السياسة الداخلية والخارجية بعد ان انطوت صفحة شينزوا آبى سريعا باستقالته المفاجاة الاسبوع الماضى . حيث وافق مجلس النواب الياباني اليوم الثلاثاء على اختيار الرئيس الجديد ل (الحزب الليبرالي الديمقراطي) الحاكم ياسو فوكودا ليشغل منصب رئيس الوزراء خلفا لشينزو آبي .. فوكودا (71 عاما) فاز بالتصويت بعد حصوله على تأييد 338 نائبا من بين 477 نائبا يضمهم مجلس النواب .. والذي يشكل المجلس الأدنى بالبرلمان والذي يرجع إليه حق إصدار الموافقة النهائية وفقا للدستور الياباني على اختيار رئيس الوزراء . و تكون الأولوية لقرار مجلس النواب من خلال لجنة خاصة لإقرار التعيين بصفة نهائية. كان الحزب الياباني الحاكم قد اختار المحافظ المعتدل فوكودا لخلافة آبي في منصبيه .. زعامة الحزب ورئاسة الوزراء يوم الاحدالماضى . ومن المقرر أن يستكمل فوكودا فترة ولاية آبي .. والتي تنتهي في سبتمبر 2009. اختيار فوكودا يمهد الطريق للسياسي المعتدل لتشكيل حكومة سيتعين عليها مواجهة معارضة مصممة على اجراء انتخابات مبكرة. ومن المتوقع أن يشكل فوكودا مجلس وزرائه في وقت لاحق من اليوم الثلاثاء وسط تكهنات بأن يبقي على كثير من الوزراء الرئيسيين . وفي مؤشر على المعارك المتوقعة في وقت لاحق صوت مجلس المستشارين بعد وقت قصير لصالح انتخاب ايتشيرو اوزاوا (65 عاما) من الحزب الديمقراطي المعارض ا لا ان تصويت مجلس النواب له الاولوية. ومن بين المعارك الكبيرة التي تلوح في الافق لفوكودا تمديد مهمة البحرية اليابانية التي تدعم العمليات التي تقودها الولاياتالمتحدة حيث يقوم الأسطول الياباني في المحيط الهندي بإعادة تزويد سفن التحالف بالوقود منذ عام 2001، وتضغط الولاياتالمتحدة - حليف طوكيو الأبرز وحاميها - من أجل تمديد تلك المهام.. وفى اول تصريحات له عقب توليه المنصب اوضح فوكودا إن علاقة اليابانبالولاياتالمتحدة الأمريكيًّة ستبقى "حجر الزاوية" في سياسته الخارجية، إذ سيواصل تقديم الدعم اللوجستي للحرب في أفغانستان على الرغم من المعارضة الداخليًّة المتزايدة لهذه القضيًّة ،متعهدا بالحفاظ على تحالف بلاده القوي مع الولاياتالمتحدة في مواجهة الإرهاب وتعزيز الروابط مع دول الجوار الآسيوية، ومحاربة عدم التكافؤ المتنامي في ثاني أكبر اقتصاد في العالم، كما تعهد بمعالجة قضية الفجوة المتزايدة في دخل المواطنين في المناطق الريفية الفقيرة من جهة وبين مناطق المدن الأكثر غنى من جهة آخرى. ويرغب فوكودا أيضا باعتماد نهج أكثر تصالحية مع جارتي اليابان الصين وكوريا الشمالية، الامر الذى ميًّزه عن منافسه "آسو" والذي اعتمد نهجا متشددا تجاه بيونج يانج واعتبر أن الإنفاق العسكري المتنامي للصين يشكل تهديدا لليابان والمنطقة. ويتميز فوكودا بعلاقات جيدة مع الدول العربية وخاصة الخليجية حيث أنه كان يعمل في قطاع النفط ويترأس جمعية الصداقة البرلمانية اليابانية الأماراتية،وهو أكبر رؤساء الوزراء سنا منذ ان تولى "كييتشي ميازاوا" هذا المنصب في عام 1991 ، وهو وزير سابق لشؤون مجلس الوزراء وعمل مستشارا لرئيس الحكومة السابق،وهو أول ابن رئيس وزراء يتولى المنصب. جدير بالذكر ان رئيس الوزراء السابق شينزو آبى كان قد تنحى عن منصبه الثلاثاء الماضى ،وقال في بيان تلاه الناطق باسم الحكومة "أتقدم باعتذاري إلى الشعب لعدم قدرتي على إكمال واجباتي." وقوبلت استقالته المفاجئة بانتقادات حادة . وكانت شعبية آبي قد تدنت ، في الآونة الأخيرة، إلى أدنى مستوياتها إلى قرابة 30 في المائة، عقب سلسلة إخفاقات وفضائح مالية أستقال على إثرها أربعة من وزراء حكومته، فيما أقدم الخامس على الإنتحار. 25/9/2007