من يصدق.. ومن يتخيل أن الدول التي تنبذ الإرهاب والجريمة تحتضن الإرهابيين والمجرمين الذين يفدون إليها من دول أخري. ومن يصدق أن النشرة الحمراء للانتربول رفعت الراية البيضاء أمام اصرار تلك الدول علي حماية الخارجين علي القانون بعدم تسليمهم لبلادهم الأصلية.. وبالتالي جعلت من هذه النشرة مجرد حبر علي ورق. منذ سنوات أصدر الانتربول المصري نشرة حمراء نقلها الانتربول الدولي الي جميع دول العالم تطالب بسرعة القبض علي الارهابي المصري الخطير أيمن الظواهري وتسليمه للسلطات المصرية . لكن الطلب المصري لم يجد استجابة وظل الظواهري يمرح مع رفاقه متجولا ما بين أوروبا وأمريكا حتي استقر مع اسامة بن لادن في افغانستان ليصبح الرجل الثاني في تنظيم القاعدة. وبعد ان اكتوت الدول التي تأوي الإرهابيين بإرهابهم رصدت أمريكا مبلغ 52 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي الي اعتقال الظواهري. ورغم كل ذلك فلازالت دول كثيرة لا تعترف بالنشرة الحمراء للانتربول.. لذلك جاء نداء حبيب العادلي وزير الداخلية الي مؤتمر الانتربول الافريقي الذي عقد بالقاهرة مؤخرا بضرورة تبني الانتربول الدولي دعوة الدول الأعضاء لعقد اتفاقية دولية تعطي النشرات الحمراء قيمة قانونية يعتد بها باعتبارها »أمر قبض مؤقت« يوجب استيقاف المطلوبين لمدة محددة لحين احالتهم للسلطات القضائية. الشئ الواضح ان الانتربول الدولي الذي يعد أكبر جهاز شرطة في العالم يبدو كأنه عاجز عن القيام بواجبه رغم محاولاته الدائمة في اثبات وجوده والمشكلة التي يواجهها ان البعض يريد ان »يسيس« القضايا التي يتدخل فيها لكن الانتربول يتمسك بمهنيته فقط لان دستوره يتجنب أي ميول سياسية وعسكرية ودينية وعرقية وهنا يصطدم الانتربول بالدول الكبري خاصة أمريكا وبريطانيا حيث ان الشرطة في هذين البلدين لا تثق في الانتربول الدولي لانه مكون من شرطة 781 دولة يعتبرون بعضها إرهابية. ورغم كل ذلك يؤدي الانتربول الدولي خدمات جليلة للبشرية في القبض علي المجرمين الهاربين وتقديمهم للعدالة. الانتربول اختصار لعبارة منظمة الشرطة الجنائية العالمية تأسس عام 3291 ويبلغ عدد اعضائه 781 دولة ويعتمد دستوره علي اعلان حقوق الإنسان الذي تبنته الأممالمتحدة وكانت مصر واحدة من 7 دول وضعت حجر الاساس للانتربول الدولي. ومع تكرار حوادث الإرهاب والجرائم المنظمة زادت أهمية الانتربول وبرز علي الساحة دوره الرائد في مكافحة الارهاب وملاحقة الارهابيين ويكفي ان مصر كانت أول دولة علي مستوي العالم تصدر نشرة حمراء لملاحقة ارهابي وكان هذا الارهابي هو أيمن الظواهري. والنشرات هي لغة التعامل الخاصة بالانتربول في الدول المختلفة فهناك النشرة الحمراء لملاحقة المجرمين والارهابيين والاشخاص الخطرين. والنشرة الزرقاء لملاحقة اشخاص لهم علاقة بقضايا إجرامية.. والنشرة الخضراء لتحذير أجهزة الشرطة في كل دول العالم من مجرمين أو ظاهرة إجرامية ومعلومات استخبار والنشرة الصفراء للنشر عن المفقودين والنشرة السوداء للجثث مجهولة الهوية والنشرة البرتقالية للتحذير من الشراك الخداعية والمواد الخطرة التي قد تمثل تهديدا للأمن العام بالاضافة إلي نشرات الفن الخاصة بالآثار المسروقة ونشرة النقد لكشف التزييف.