تصوير: محمد اللو كلية "الاقتصاد والعلوم السياسية" هي الهدف لكل من الأول والسادسة على جمهورية مصر العربية في الثانوية العامة (أدبي)، رغم اختلاف هواياتهما وإدارتهما للوقت بما دفعهما في النهاية إلى قائمة الأوائل. "أحمد محمد سعيد" أول الثانوية أدبي حدد هدفه من البداية وكتبه في ورقة – كشفت عنها والدته – قال فيها "سأكون من أوائل الثانوية العامة إن شاء الله". "أحمد" قال – لموقع أخبار مصر www.egynews.net – إنه حرص على ألا يؤجل دروس اليوم إلى الغد، وكان يحصر مذاكرته في ساعتين فقط، ثم مدها إلى 4 ساعات مع نهاية العام الدراسي. في الوقت نفسه، لم ينشغل بمتابعة الأحداث الرياضية ولا بأي وسائل ترفيهية، ولم يمارس الرياضة، حيث كرس جهده في استذكار المواد الدراسية. وأضاف أول الثانوية العامة – الذي ينتمي لإدارة بنها التعليمية – أنه لم يعتمد على الكتاب الخارجي، مشيرا إلى أن الكتاب المدرسي خير معلم لطالب الثانوية العامة ولم تخرج أسئلة الامتحانات عن مناهج وكتب الوزارة. وأوضح "أحمد سعيد" أنه علم بالنتيجة مباشرة من وزير التربية والتعليم "د. يسري الجمل" الذي أبلغه بها في اتصال هاتفي، وقال إن الوزير فاجأه بقوله "ألف مبروك يا أحمد.. كنت جايب كام في المرحلة الأولى؟.. أجبت: 202.. فقال الوزير: وفي الثانية 203.5 ومجموعك 205.5 وأنت الأول على الجمهورية". وأشار "أحمد" أنه لم يصدق فأقسم له الوزير "والله العظيم أنت الأول" وأكد أول الثانوية العامة أن لأسرته دورا كبيرا في تفوقه، فكان من الأوائل في مراحل التعليم المختلفة، بسبب تشجيعهم له منذ الصغر سواء بالمكافآت المادية أو العينية، موضحا في الوقت نفسه أنه لم يكن مدللا رغم أنه الابن الوحيد لوالديه. وحول الشروط اللازم توافرها للتفوق والتميز في التعليم، قال "أحمد" إن أهمها أداء الواجبات الدينية، وطاعة الوالدين، والمذاكرة أولا بأول. واكد رغبته في الالتحاق بكلية "الاقتصاد والعلوم السياسية"، حيث يتمنى أن يكون وزيرا في المستقبل. والدة "أحمد" قالت إنها بكت من الفرحة فور علمها بالخبر من شقيقيها ولم تصدق حتى اتصل بها هاتفيا محافظ القليوبية المستشار "عدلي حسين" الذي أكد صحة الخبر، ثم اتصل الوزير بابنها ليبلغه بالنتيجة. وأكدت أن "أحمد" كان ملتزما في دراسته معتمدا على نفسه، ولم تضطر يوما أن تحثه على المذاكرة، مشيرة إلى أنه كان يسعى لهذه النتيجة، حيث كتب ورقة توجد على مكتبه قال فيها "سأكون من أوائل الثانوية العامة إن شاء الله". أول الثانوية العامة "أحمد" ووالده يتحدثان إلى موقع أخبار مصر والده المهندس "محمد سعيد" قال إن ابنه هادئ الطباع، وملتزم جدا، لا يسهر مع أصدقائه، وعلاقاته محدودة، ولم ينشغل بمشاهدة التليفزيون ولم يضيع وقته في الإنترنت، وكل اعتماده كان على المذاكرة فقط. خال "أحمد" قال إنه أول من علم بالخبر، حيث اتصل على تليفونه مكتب الوزير وأخبروه بالنتيجة، فهرول مسرعا ليخبر "أحمد"، مشيرا إلى دموع الفرحة التي كانت تتساقط منه حتى وصل إلى منزل شقيقته، وكذلك فرحة الجيران وأهالي المنطقة جميعا حيث انطلقت "الزغاريد" ابتهاجا بالخبر السار. وخلافا ل"أحمد"، قالت "نهى عبد الخالق محمد" السادسة على الجمهورية أدبي - ادارة تعليم الدقي- إنها كانت تنظم وقتها وتقسمه بين المذاكرة وممارسة رياضة اليوجا والتنزه مع أصدقائها في فترات متفاوتة، ولم تكن "دحاحة" – على حد قولها - وأضافت أنها مشجعة للنادي الأهلي، وكانت حريصة على متابعة مباريات المنتخب المصري في كأس القارات، وأن "أبو تريكة" اللاعب المفضل لديها، كما كانت تنظم الحفلات المدرسية وتتابع الأنشطة على مدار السنة. وبصراحة، أكدت "نهى" اعتمادها على الدروس الخصوصية، التي أخذتها في كل المواد، مشيرة إلى أنها لم تنتظم في الحضور بمدرستها – الخاصة – وأوضحت أن أسرتها لم تتأخر عليها في أي شيء، وهيأت لها الجو المناسب للمذاكرة والتفوق. وقالت إنها لم تصدق النتيجة للوهلة الأولى ، واعتقدت أن الخبر "اشتغالة" من أصدقائها، واصفة هذا اليوم بأنه الأسعد في حياتها. وأكدت على طموحها في الالتحاق كلية "الاقتصاد والعلوم السياسية" قسم اللغة الإنجليزية. والد "نهى" قال إنه كان متوقع أن تكون ابنته من الأوائل على المدرسة، أما على الجمهورية فهو حلم لم يكن متوقعا. وأكد أن "نهى" منظمة جدا في حياتها، فتستطيع أن تعمل كل شيء دون التأثير سلبيا على دراستها، منوها إلى أن دور الأسرة عامل أساسي في تفوق الأبناء، وأن دور كل من الأب والأم متواز في الرعاية والاهتمام، فالأم هي عماد المنزل والحاضنة الملازمة للأبناء، والأب هو القائد، فهي منظومة متكاملة.