رغم القبض عليهما لاكثر من خمسين مرة ومعاقبتهما بدفع الغرامة والسجن الا ان عجوزا سبعينيا وزوجته مصممان على العودة للتسول بشكل يومي كواحدة من الحالات الدالة على امتهان التسول محليا. ويبرر السبيعيني تعلقه بهذا السلوك الاجتماعي السلبي على اعتبار أن التسول في دمه ومهنته منذ ان كان طفلا . كما اوردت جريدة الراي الاردنية ووفقا للدراسات الاجتماعية و الاقتصادية التي تجريها وزارة التنمية الاجتماعية على المتسولين فان ابرز اسباب التسول الامتهان وليس الحاجة المادية. وبحسب مركز استقبال المتسولين التابع للوزارة فقد وجد مع احد المتسولين العام الماضي لحظة احتجازه دفتر حساب بنكي بقيمة 45 الف دينار وعثر في جيب متسول اخر كفيف عند سرفيس العبدلي يتستر ببيع العلكة مبلغ 700ر6 ديناروآخر بعد دراسة حالته تبين انه يملك سوبر ماركت بقيمة 30 الف دينار بالزرقاء و 3 باصات خصوصية صغيرة . ويقول مدير مركز استقبال المتسولين خالد الرواشدة مسؤول برنامج مكافحة التسول والتشرد في الوزارة أن ظاهرة انتشار المتسولين تزداد في موسم الصيف. ويضيف الرواشدة ل ( الرأي ) ان عدد حالات التسول التي تم الامساك بها منذ بداية العام الحالي بلغ ( 800 )حالة بين( بالغ وحدث ) تم تحويلهم للمحاكم المختصة والحكام الاداريين فيما يتم تحويل الباعة المتجولين لمحكمة امانة عمان. واشار الى ان الطرق التي يمتهنها المتسولون متعددة بدءا من الادعاء بالمرض واظهار عاهات حقيقية أومصطنعة مدعمة بتقارير طبية حقيقية واخرى مزورة تحت غطاء بيع سلع تافهة كالعلكة و الفاين و المداليات بين المارة و السائقين بطريقة مزعجة. وحول طبيعة المتسولين، اكد الرواشدة في تصريح سابق ان 75% من المتسولين هم مكررون أي ممتهنين للتسول و50% منهم هم شريحة من الشرائح التي تعتبر التسول جزءا من ثقافتهم التقليدية التي لاتجد في التسول عيبا، اما باقي 75% فهم نتاج بيئات فقيرة جاذبة للتسول. وقال ان المتسولين قناصون مهرة يعرفون اختيار الاوقات المناسبة للقيام بعملهم كما يعرفون قراءة ملامح الوجوه والتفريق بين المواطنين الذين يعطون و الذين لا يعطون. وتتضمن الحملة توزيع أربع حافلات ضبط في الفترات الصباحية و المسائية والليلية على مدار الساعة في مناطق عمان الغربية ضمن تقسيمات ادارية معروفة وضمن برنامج واضح يتم فيه رصد المناطق كل 6 ساعات على مدار الساعة. يشار الى ان الوزارة وللتصدي لهذه الظاهرة السلبية تدير برنامجا لمكافحة التسول ضمن استراتيجيتها الهادفة الى معالجة كافة الظواهر الاجتماعية السلبية والتي من اهمها التسول. وكان الرواشدة كشف العام الماضي عن وجود عصابات منظمة للتسول حيث يكون هنالك كبير للمتسولين عادة يوزع العاملين معه من اطفال او نساء على الاشارات المرورية والمساجد و الاسواق ويدور عليهم كل 2-3 ساعات لاخذ الغلة منهم.حيث ياخذ هوالقسم الاكبر من الاموال والتي تصل الى 50 دينارا من كل عامل فيما يعطيه 5 دنانير فقط. وفي هذا الاطار كانت الوزارة القت القبض على عجوز 70 سنة ينام في مغاير قريبة من الساحة الهاشمية ويعمل لديه ستة اطفال بالتسول ليشترى بالنقود التي يتسول بها هؤلاء الاطفال المشروبات الروحية ويعتدي على الاطفال جنسيا مهددا اياهم بالقتل في حال عصا أحدهم أوامره. وبحسب الرواشدة فان احد ابرز اسباب التسول بين فئة الاطفال التفكك الاسري بين أسر الاطفال المتسولين ففي بعض الحالات يكون الاب مدمنا على الكحول او المخدرات او صاحب سوابق ومهملا باسرته حيث يقوم الطفل المتسول بالتسول بدفع وطلب من الاب ليطلع مصاريف ادمانه على الكحول. وفي حالات اخرى بعض الزوجات سلوكهن سيء في غياب رب الاسرة الامر الذي يدفع الاطفال للتسول. وكانت احدى الحالات المنظورة في هذا الاطارحالة اربعة اطفال اخوة كانوا يتسولون لان اباهم وزوجة ابيهم تدفعهم للتسول على الاشارات المرورية في عمان وانها مطلقة وقد بقي حالهم على ما هو عليه الى حين وفاة والدهم حيث انقلبوا الى اطفال اسوياء وتركوا التسول ووفرت الوزارة لهم فرص عمل شريفة لهم مبقية على التواصل الدائم معهم.