تنظم مكتبة الإسكندرية بالتعاون مع المركز الثقافي الهندي في السادس عشر من أغسطس معرضا بعنوان "غاندي : حياته ورسالته"، بمناسبة الذكرى الثانية والستين لاستقلال الهند. وقال مدير إدارة الإعلام بمكتبة الإسكندرية الدكتور خالد عزب "الأحد" إن المعرض الذي يستمر خمسة أيام ، يضم بورتريهات وصورا وكتبا ومواد أخرى متعلقة بحياة المهاتما غاندي ، كما تعرض له بعض الأفلام الوثائقية على هامش المعرض. ويجدر الاشارة الى ان غاندي ولد في الثاني من أكتوبر 1869 في بور بندر بمقاطعة غوجارات الهندية، وكان من عائلة محافظة لها باع طويل في العمل السياسي، حيث شغل جده ومن بعده والده منصب رئيس وزراء إمارة بور بندر، كما كان للعائلة مشاريعها التجارية المشهورة . وكان غاندى قد قضى طفولة عادية ثم تزوج وهو في الثالثة عشرة من عمره بحسب التقاليد الهندية المحلية ورزق من زواجه هذا بأربعة أولاد. وأسس غاندي ما عرف في عالم السياسية ب"المقاومة السلمية" أو فلسفة اللاعنف(الساتياراها)، وهي مجموعة من المبادىء تقوم على أسس دينية وسياسية واقتصادية في آن واحد ملخصها الشجاعة والحقيقة واللاعنف ، وتهدف إلى إلحاق الهزيمة بالمحتل عن طريق الوعي الكامل والعميق بالخطر المحدق وتكوين قوة قادرة على مواجهة هذا الخطر باللاعنف أولا ثم بالعنف إذا لم يوجد خيار آخر. وقرر غاندي في 1932البدء بصيام حتى الموت احتجاجا على مشروع قانون يكرس التمييز في الانتخابات ضد المنبوذين الهنود ، مما دفع الزعماء السياسيين والدينيين إلى التفاوض والتوصل إلى "اتفاقية بونا" التي قضت بزيادة عدد النواب "المنبوذين" وإلغاء نظام التمييز الانتخابي. وتميزت مواقف غاندي من الاحتلال البريطاني لشبه القارة الهندية في عمومها بالصلابة المبدئية التي لا تلغي أحيانا المرونة التكتيكية. وتسبب له تنقله بين المواقف القومية المتصلبة والتسويات المرحلية المهادنة حرجا مع خصومه ومؤيديه وصل أحيانا إلى حد التخوين والطعن في مصداقية نضاله الوطني من قبل المعارضين لأسلوبه . كما لم ترق دعوات غاندي للأغلبية الهندوسية باحترام حقوق الأقلية المسلمة ، واعتبرتها بعض الفئات الهندوسية المتعصبة خيانة عظمى فقررت التخلص منه ، وبالفعل في 30 يناير 1948 أطلق أحد الهندوس المتعصبين ثلاث رصاصات قاتلة سقط على أثرها المهاتما غاندي عن عمر يناهز 79 عاما.