تسبب إغراق السوق المصرية بالأحذية الصينية ذات الاسعار المناسبة في إحجام المستهلك عن المنتج المحلي، مما اضر بالصناعة المحلية، وخاصة لاصحاب الورش الصغيرة الين يؤكدون إن حجم المبيعات بلغ صفر. واكد رضا زكي - صاحب محل أحذية وورشة للتصنيع- ان الحذاء أصبح صينيا، ولم يعد للصناعة المحلية سوق خاص للورش الصغيرة حتي تحول زبون الورشة الذي كان يشتري الحذاء المحلي إلي شراء الأحذية الصينية، حيث تتراوح أسعار الأحذية التي أقوم بصناعتها من 20 إلي 35 جنيها بينما تتراوح أسعار البضاعة الصيني من 30 إلي 75 جنيها. واضاف - بحسب جريدة الجمهورية - أن المستهلك تحول إلي الحذاء الصيني نظرا لارتفاع جودته، وارجع ذلك الى قلة امكانيات الورش بالنسبة للصانع المصري، بينما هناك امكانيات متوفرة للتصنيع بالنسبة للصيني وهذا يمنحهم ميزة اضافية من البيع. ويقول محمد سيد عامل باحدي الورش ان اغراق السوق بالأحذية الصينية ضربت صناعة الأحذية، في مقتل استمرارا لمسلسل الغزو الصيني للسوق المصري، حيث يمتاز بانخفاض سعره، وارتفاع جودته، مما يجذب المستهلك لشرائه بعكس الورش التي لا تجيد اتقان صناعة الأحذية بنفس الدرجة محذرا من بعض المحلات والورش التي أغلقت أبوابها بسبب عدم تحقيقها أي مكاسب. واوضح عادل علي - عامل بأحد محلات الأحذية - ان الصين نجحت في اختراقنا اقتصاديا بأغراق السوق المصرية بالعديد من المنتجات المتنوعة، في مقابل عدم التصدير اليها سوي بعض المنتجات المحدودة. واشار الى ان الحذاء الصيني شبح يهددنا طوال العام حيث ان المستهلك هجر شراء الأحذية المصنعة محليا واتجه لشراء الأحذية الصينية، في وقت نعاني فيه من أزمة مالية لا مثيل لها من قبل، ووسط محاولات احياء الصناعة الوطنية مرة أخري. وقال مصطفي حسين - صاحب ورشة لصناعة الأحذية بالعتبة - ان صناعة الأحذية تأثرت بنسبة 90% بسبب الأزمة حيث بلغت خسائرنا حوالي 200 ألف جنيه، وأضاف "اننا نعاني من عدم القدرة علي توزيع منتجاتنا علي المحلات واقتصارها علي الباعة الجائلين أو أصحاب المحلات الصغيرة". واكد خالد محمد - تاجر أحذية - ان هذه الصناعة مهددة بالتوقف بسبب عدم تحقيقها أي مكاسب تشفع لها بالاستمرار، وارجع ذلك الى ان مكاسب أصحاب الورش لا تتعدي الجنيهات في كل زوج من الأحذية ، فضلا عن تكالب الضرائب والكهرباء وأجور العمال يهدد أصحاب الورش بمزيد من الضغوطات المالية والافلاس. وتعجب فكري فرج - صاحب محل أحذية- من حالة الكساد التي تعم السوق حتي في موسم دخول المدارس الذي غالبا ما ترتفع فيه المبيعات بنسبة معينة، رغم انخفاض الأسعار في السنوات السابقة. المستهلك يفضله صينيا من جهتهم، أكد المستهلكون أن الأحذية الصينية جيدة ومريحة وأسعارها تناسب دخل الأسر المصرية. فيقول مينا ماهر - طالب- الحذاء الصيني أصبح منافسا قويا للحذاء المحلي والمستورد وأن تصميمه يهتم بالموديل وأيضا بتوفير الراحة وانخفاض السعر لذلك فان الاقبال علي الحذاء الصيني من الشباب له ما يبرره. واوضح انه في بادىء الامر كان هو واصدقائه يشترون من المحلات المعروفة سواء العادي، أو الرياضي، ولكنهم اكتشفوا ان نفس الحذاء يمكن الحصول عليه بسعر أقل في منطقة أخري. واردف "أننا أصبحنا نختار الموديل المطلوب من أفخم المحلات ثم نتجه إلي المحلات الموجودة في المناطق الأقل شهرة لشراء نفس الموديل الموجود في المحلات الكبري ولكن بسعر أقل. ويجد أحمد عبدالرحمن - موظف واب لثلاثة اطفال - في الأحذية الصينية طوق النجاة لمتطلبات اطفاله الذين يحتاجون لأكثر من حذاء خلال العام،( حوالي 12 زوج حذاء) حيث أن سعره منخفض، وشكله مناسب، وجودته معقولة لذلك فانه يلقي اقبالا كبيرا من المواطنين خاصة محدودي الدخل. وتفضل ريهام عزت وأصدقائها بالجامعة الحذاء الصيني حيث تتراوح أسعاره من 35 إلي 80 جنيها، وجودته عالية مقارنة بباقي أنواع الأحذية الأخري بالاضافة إلي انه مريح في الاستعمال ويتحمل مجهود الجامعة طوال اليوم. اما ياسمين سالم - مهندسة - فانها تلجأ لشراء الحذاء الصيني الذي يقترب قليلا من المنتجات المصرية ذات الجودة العالية التي تفضل شرائها وتتراوح اسعارها من 150 إلي 250 جنيها علي الأقل، مقابل 75 إلي 150 جنيها للصيني.