تتصاعد صادرات قمح البحر الاسود الى دول الشرق الاوسط بدعم من أسعار الشحن الرخيصة مقارنة بالموردين الرئيسيين للمنطقة في الامريكتين واستراليا على الرغم من المخاوف حيال جودته. وقال ريتشارد برايور نائب الرئيس الاقليمي للشرق الاوسط وشمال افريقيا لمؤسسة القمح الامريكية خلال مؤتمر الحبوب العالمي بشرم الشيخ في مايو/ ايار 2009 ان قمح البحر الاسود يتحول الى قوة كبرى في المنطقة. وكان من المتوقع - بحسب المؤسسة - أن تظل صادرات القمح للشرق الاوسط ثابتة خلال العام المنتهي في 31 من مايو 2009 لتسجل حصة سوقية قرب 25% الا أن ذلك لم يقلل من التحدي المتنامي القادم من منطقة البحر الاسود. يذكر، ان الولاياتالمتحدةالامريكية واستراليا وكندا والارجنتين وأوروبا ظلوا موردين اساسيين للمنطقة لنحو 20 عاما وباتوا يواجهون منافسة من روسيا وأوكرانيا القريبتين من المنطقة مؤخرا ولم يكن قمح البحر الاسود معروفا بالاساس. وبالنسبة للمزايا التجارية لقمح البحر الاسود، يجعل قرب المسافة بين مصدره والشرق الاوسط أسعار الشحن أرخص بقيمة 10 دولارات للطن الواحد عن تلك الواردة من الولاياتالمتحدة وهو عامل رئيسي في المنطقة التي تضم عددا من كبار مستوردي القمح في العالم ومن بينهم مصر خاصة مع ارتفاع اسعار الدولار. ووفقا لاحدث تقرير صدر عن وزارة الزراعة الامريكية استوردت مصر 3 ملايين طن من القمح الروسي منذ يونيو/ حزيران 2008 وحتى نهاية فبراير/ شباط 2009 مقابل استيراد 1.5 مليون طن من القمح الامريكي خلال الفترة نفسها قبل عام. وفي تعليق على ذلك، ذكر فنسنت بيترسون نائب رئيس العمليات الخارجية بمؤسسة القمح الامريكية ان أسعار قمح البحر الاسود هي بالفعل أرخص لكن هناك مشاكل تتعلق بالجودة كما حدث مع القمح الاوكراني في مصر خلال 2008. وكانت وزارة التضامن الاجتماعي المصرية طالبت وزارة التجارة والصناعة بالتوقف عن استيراد القمح الاوكراني بسبب تلقيها شكاوى من اصحاب المخابز بشأن الدقيق المنتج من ذلك القمح. ويشكل ارتفاع الدولار تحديا اخر أمام مصدري القمح الامريكي مما يساعد على تعزيز مكانة القمح المستورد من منطقة البحر الاسود. وخفض الجفاف الذي ضرب كبار منتجي القمح في الشرق الاوسط المحصول الصيفي لموسم 2008 مما زاد الواردات الى دول كانت ذات يوم تحقق الاكتفاء الذاتي مثل إيران وسوريا في وقت تبلغ فيه اسعار الحبوب مستويات قياسية. وقال خبير بارز في السلع، إن الشرق الاوسط سيبتلع فوائض اوكرانيا وروسيا من القمح وسيستورد بانتظام على مدى 6 أو 7 أشهر.