سحبت أعداد كبيرة من المتقدمين للشركات السياحية خلال الأيام الثلاثة الماضية جوازات سفرهم، والمبالغ التى دفعوها للشركات كمقدمات حجز لرحلات تأدية شعيرة العمرة خلال شهر مايو الجارى، وذلك على خلفية تداعيات «أنفلونزا الخنازير». وقدر عدد من أعضاء الجمعية العمومية لغرفة الشركات، مؤشر الانخفاض فى معدلات الحجز على رحلات العمرة منذ اجتماع المجلس التنفيذى لوزراء الصحة العرب بنسبة 60٪ حتى الآن، فيما أكد خبراء أن استمرار هذا الوضع يسبب خسائر فادحة لشركات السياحة. وقال ناصر تركى، نائب رئيس غرفة الشركات السياحية، إن الحجوزات الجديدة على رحلات العمرة وصلت إلى درجة قريبة من التوقف فى الفترة الأخيرة، رغم أن عمرة مايو هى من أرخص العمرات إذا ما قورنت بعمرة شهر رمضان، موضحاً أن السبب فى هذا الوضع هو حالة الخوف والهلع التى تنتاب المعتمرين من أنفلونزا الخنازير، خاصة بعد تصريحات وزير الصحة الدكتور حاتم الجبلى بأنه يدرس حالياً وقف سفر المعتمرين لمدة 3 أسابيع. وأضاف «تركى» أن هذه التصريحات أصابت الشركات فى مقتل، على الرغم من أن وزير الصحة السعودى أكد أنه لا خطورة على المعتمرين. وأشار رئيس الغرفة إلى أن عمرة المولد النبوى الشريف خلال مارس وأبريل الماضيين شهدت سفر 160 ألف معتمر بزيادة بلغت 150٪ عن الفترة نفسها من العام الماضى، إلا أن الأيام الأولى من شهر مايو الجارى أكلت «الأخضر واليابس» على حد قوله محذراً من أن استمرار الوضع بالمعدل نفسه سيؤدى إلى تعرض الشركات السياحية لخسائر فادحة، لأنها دفعت مقدمات حجز للفنادق فى السعودية ولشركات الطيران وشركات النقل الداخلى فى السعودية، مؤكداً أن الوضع يحتاج إلى آلية بين الحكومتين المصرية والسعودية لتقليل الخسائر. ومن جانبه، أكد لطفى أبوزيد، عضو الجمعية العمومية لغرفة الشركات السياحية، أن 60٪ على الأقل من المواطنين سحبوا جوازات سفرهم، ومقدمات حجز رحلات العمرة من الشركات السياحية، خلال الأيام الماضية، موضحاً أن الشركات كثفت من جهودها خلال الأيام الماضية، بتخفيض الأسعار والإعلان عن رحلات فاخرة فى الصحف بسعر التكلفة، لكن دون فائدة. وقال يسرى السعودى، عضو الجمعية العمومية للاتحاد المصرى للغرف السياحية، إنه فى حالة استمرار هذا الوضع فإن العمرة قد تتوقف تماماً بنهاية مايو الجارى لعدة أسباب، فى مقدمتها أنفلونزا الخنازير والامتحانات فى المدارس والجامعات التى تجبر المعتمرين على البقاء مع أولادهم، فضلاً عن ارتفاع درجة الحرارة فى الأراضى المقدسة، بالإضافة إلى تصريحات المسؤولين المصريين وعلماء الدين وفى مقدمتهم فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر وفضيلة مفتى الجمهورية والتى تطالب جميعها بتأجيل العمرة.