احتفى الصحراويون بالجمل (سفينة الصحراء) على مدار ثلاثة أيام متوالية في مهرجان المعرض الدولي الأول للجمل بمدينة العيون في الصحراء الغربية في الفترة من السادس الى الثامن من مارس اذار.وظلت الإبل عبر قرون عماد الحياة في الصحراء الغربية. ويوجد في منطقة العيون 85 ألف جمل تمثل 45 في المئة من إجمالي عدد الإبل في الصحراء الغربية كلها. وقرر المسؤولون المحليون تكريس المهرجان برمته للإبل التي تحظى بمكانة مرموقة في الثقافة الصحراوية بعد نجاح سباق الهجن عام 2007. وقالت حجبوها الزبير مديرة المهرجان "هذا النوع من التظاهرات يمس الساكنة (السكان) عن قرب. وقد لمسنا هذا خلال السباق الأول للهجن الذي أعطانا فكرة جيدة عما تريده ساكنة العيون. وبالتالي فالفكرة خرجت اليوم الى الوجود وتم تفعيلها والآمال معقودة عليها لكي ترقى الى مستوى أكبر وأفضل." ويستخدم الصحراويون الجمل منذ القدم وسيلة للانتقال ومصدرا للحوم والألبان والوبر. والإبل في الثقافة البدوية ترمز الى العزة والثروة والجاه. ويقدم الصحراويون الإبل أيضا مهورا في الزواج أو فدية لقتيل. وقال مرب للإبل يدعى حمدي بوجدور "هذا التراث موروث من قديم الزمان عن آبائنا وأجدادنا ولا يمكن التخلي عنه والذي يتخلى عنه يُصاب بالمرض. نستعمل الإبل للركوب كما انها تداوي كل الأمراض." ومازال سكان المنطقة الصحراوية يتمسكون بطريقة الحياة البدوية. فطريقة الحياة خارج مدينة العيون مازالت مشابهة تماما لطريقة حياة السكان منذ مئات السنين حيث مازال البدويون يركبون ظهور الإبل ويعيشون في الخيام. وقال شاب من سكان مدينة العيون يدعى مصطفى السالكي "التكنولوجيا أثرت فعلا على مسيرة الحفاظ على التقاليد والتراث خصوصا التراث الصحراوي. الا أن هناك بعض الشبان الذين يحاولون الحفاظ على ثقافة الآباء والأجداد ليوصلوها الى أبنائهم وأبناء أبنائهم ومن أبرز أنشطة المعرض سباق للهجن يتابعه مئات من المتحمسين لهذه السباقات. وهذا السباق على عكس غالبية السباقات فالإبل فيه تبدأ السباق مسرعة ثم تبطيء تدريجيا. والفائز في السباق هو من يستطيع ان يروض جمله بأقصى مهارة ممكنة كي يبطيء في الطريق الى خط النهاية. ومنذ الاستقلال عن اسبانيا أصبحت الصحراء الغربية موضع نزاع بين المغرب وجبهة بوليساريو المدعومة من الجزائر. (رويترز)